الأربعاء 26 يونيو 2024

ملفات على مائدة «السيسي» و«قابوس».. سياسيون: الدولتان تربطهما علاقات تاريخية وزيارة الرئيس للسلطنة هامة لتفعيل العلاقات الثنائية.. والأزمة القطرية واليمن ومكافحة الإرهاب أبرز القضايا

تحقيقات3-2-2018 | 13:38

«العربي للدراسات السياسية»: تفعيل العلاقات الثنائية الملف الأبرز في زيارة «السيسي» لعمان

«الحلبي»: مصر وعمان يربطهما تعاون استراتيجي وعلاقات تاريخية

«فهمي»: زيارة السيسي لعمان تطرح تطوير التعاون المشترك والأزمة القطرية

 

أكد خبراء سياسيون أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سلطنة عمان غدا تأتي في وقت هام لتطوير التعاون الثنائي بين الدولتين حيث تربطهما علاقات تاريخية لم تنقطع، موضحين أن اللقاء سيتطرق إلى مجموعة من القضايا المشتركة بين الدولتين هي تعزيز التعاون الثنائي ومكافحة الإرهاب وكذلك الأزمة القطرية مع الرباعي العربي والأوضاع في اليمن.

ومن المقرر أن يتوجه غدا الأحد الرئيس عبد الفتاح السيسي في زيارة رسمية إلى سلطنة عمان، في أول زيارة رسمية له إلى مسقط منذ توليه الحكم، حيث يلتقي الرئيس مع السلطان قابوس بن سعيد، وكبار المسئولين في السلطنة، لعقد جلسة مباحثات بين الجانبين تتناول سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، وآخر مستجدات الأوضاع على صعيد القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 

تطوير التعاون المشترك والأزمة القطرية

الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، قال إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سلطنة عمان كان مقررا لها نوفمبر الماضي إلا أنها تأجلت بعد حادث مسجد الروضة الإرهابي، مضيفا أن الزيارة تأتي في وقت هام فضلا عن العلاقات التاريخية بين الدولتين فالسلطان قابوس بن سعيد عاصر العديد من الرؤساء المصريين منذ الرئيس الراحل أنور السادات.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن السيسي لم يتوجه في زيارة رسمية إلى سلطنة عمان من قبل وإتمام الزيارة هام لسببين أولهما إتمام الحضور المصري سياسيا واستراتيجيا في كل دول مجلس التعاون الخليجي التي زارها الرئيس لأكثر من مرة باستثناء قطر، موضحا أن السبب الثاني هو تطوير مؤسسات التعاون المشتركة والاتفاقيات بين مسقط والقاهرة.

وأوضح فهمي أن الزيارة ستشهد طرح الأزمة القطرية مع الرباعي العربي وربما يكون لسلطنة عمان دور في حلحلة الموقف وعمل وساطة مع الجانب الكويتي في هذه الأزمة ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الجانبين، مشيرا إلى أن السلطان قابوس من أهم القادة العرب أصحاب الخبرة التاريخية الكبيرة.

وأكد أن الزيارة ستعمل على تطوير مؤسسات التعاون المشترك واتفاقيات بين الدولتين، مضيفا أن عمات لا تتدخل بشكل كبير إلا للوساطة وتقريبا وجهات النظر وتتبع دبلوماسية الحياد الإيجابي.


تفعيل العلاقات الثنائية

ويرى الدكتور محمد صادق إسماعيل، رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سلطنة عمان غدا هامة، باعتبارها الزيارة الأولى له منذ توليه الحكم، وتحمل عددا من الملفات، كما تأتي لإعادة تفعيل العلاقات المصرية العمانية وتوطيدها على المستوى المتميز كما عهدتها الدولتين.

وأضاف في تصريحات لـ"الهلال اليوم"، إن الزيارة تحمل العديد من الملفات بين مصر وعمان، والملف الأبرز هو تفعيل العلاقات الثنائية على كافة المستويات السياسية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين الدولتين، وكذلك ملف مكافحة الإرهاب والأزمة القطرية مع الرباعي العربي.

وتابع: إن عُمان اتخذت موقفًا محايدًا في الأزمة القطرية مع الرباعي العربي وتسعى لحل الأزمة وديًّا بين الجانبين، مؤكدا أن مسقط تحتفظ بعلاقات متميزة مع كل دول أعضاء مجلس التعاون الخليجي، كما أنها تربطها مع القاهرة علاقات تاريخية متميزة على كافة المستويات منذ عقود ماضية.

كما أكد، إسماعيل أن الزيارة تحمل ملفات تصب في سبيل تفعيل العلاقات بين القاهرة ومسقط وأنه خلال السنوات الماضية لم تشهد العلاقة أي خلافات بل كانت مثال للعلاقات الممتازة وبزيارة الرئيس المرتقبة غدا، تعود كما كانت وتفعل على كافة المستويات.

 

تعاون استراتيجي وعلاقات تاريخية

فيما قال اللواء طيار هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن العلاقات بين مصر وسلطنة عمان تاريخية ولم تنقطع حتى في أحلك الظروف، مضيفا أن الدولتين بينهما تعاون استراتيجي يهم مصر استمرارها للتعاون في كل القضايا ذات الاهتمام المشترك وملفات المنطقة.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن الملفات المطروحة خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى عمان غدا تشمل قضايا الإرهاب والتعاون الثنائي والأزمة في اليمن وكذلك الملف القطري، موضحا أن عمان تتميز بكونها دولة ذات موقف حيادي في عدد من القضايا وهذا يؤهلها ليكون لها دور مقبول بين أطراف متعارضة سواء داخل الدولة الواحدة أو بين دول وبعضها.

وأكد الحلبي أن حل أية أزمة عربية يفضل أن تقوم به دولة عربية كوسيط بين أطراف النزاع وهذا يجعل مسقط تقوم بدور وسيط في حل الأزمة القطرية مع الرباعي العربي لتكمل دور الكويت في هذا الشأن، وكذلك داخل اليمن بين الحوثيين والسلطة الشرعية.

وأشار إلى أن هذا الدور الوسيط من سلطنة عمان مطلوب ، ومصر تتبنى هذه الرؤية ومتوقع طرح هذا خلال لقاء قادة الدولتين، مضيفا أن النجاح وعدم النجاح يرتبط بعوامل أخرى والتدخلات الخارجية وخاصة في قضية اليمن وقبول الحوثيين لهذا الطرح وكذلك دعم إيران لهم.

وأوضح عضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن التعاون مع الدول العربية له سمة خاصة أنه يتم في إطار استراتيجي باستمرار لأن الأمن القومي العربي من الأمن القومي المصري.

    الاكثر قراءة