«المنيسي»: عُمان قادرة على تحجيم الدعم القطري للإرهاب

دبلوماسي سابق: الزيارة سيتبعها زيادة التعاون الاقتصادي المشترك

دبلوماسي: زيارة السيسي لعمان ركزت على عدة ملفات ثنائية وإقليمية

 

أكد دبلوماسيون أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى عمان، خطوة هامة في سبيل دعم العلاقات بين الدولتين المتميزة والعميقة بالأساس، موضحين أن زيادة التعاون في الجانب الاقتصادي والتوافق في القضايا الثنائية والإقليمية، وخاصة أن عمان تتبع سياسة محايدة ما يؤهلها للعب دور الوسيط في عدد من القضايا الملحة مثل الأوضاع في اليمن ودعم قطر للإرهاب.

واختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء، فعاليات الزيارة الرسمية الأولى له لسلطنة عمان، بعد أن وصل إلى مسقط الأحد الماضي، حيث التقى أول أمس بالسلطان قابوس بن سعيد وتطرقت مباحثاتهما إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كما بحثا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتوافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي؛ للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة وخاصة اليمن.

الملفات الثنائية والإقليمية

السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري لشئون الخارجية، قال إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحالية لسلطنة عمان كانت هامة وشهدت طرح جملة من القضايا الثنائية والإقليمية وحملت اهتماما بالشأن السياسي والاقتصادي بين القاهرة ومسقط، مضيفا إن سلطنة عمان دولة محايدة وتنأى بنفسها عن كل المنازعات.

وأكد في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن العلاقات العمانية المصرية مستمرة ولم تنقطع على مدى عقود ماضية وتشترك مع مصر في الاهتمام بالقضايا الملحة كالقضية الفلسطينية، كما أن سياسة عمان هي الحوار والنأي عن الخلافات العربية أو الإقليمية فترى أن الحوار مع إيران وقطر هو السبيل المطلوب.

وأوضح، أن هذا يؤهل لمسقط أن تلعب دور هام في التعاون مع الكويت في الوساطة في قضية خلاف الرباعي العربي مع قطر، مضيفا إن الرئيس بهذه الزيارة استكمل التواجد المصري في دور مجلس التعاون الخليجي، باستثناء قطر، وأضاف لطبيعة العلاقات المتميزة بين مصر وعمان وتوطيدها على المستوى الاقتصادي والثقافي والدبلوماسي.

وأضاف، إن الجانب الاقتصادي في الزيارة كان هاما لأن حجم الاستثمارات بين البلدين لم يكن مناسبا لطبيعة العلاقات السياسية المتميزة، مشيرا إلى أن زيادة التعاون الاقتصادي والاستثماري، واحدة من أبرز النتائج للزيارة وخاصة أن الدولتين يمكنهما التعاون في مجالات عديدة منها المقاولات والثروة السمكية وقطاعات الطاقة والبترول.

وأشار عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إلى أن الزيارة تطرقت أيضا إلى الملفات الإقليمية منها الأوضاع في اليمن التي تقلق عمان لقربها من حدودها وتبعات التوتر على السلطنة، مضيفا أن اللقاء بحث الأزمة مع قطر وخاصة مع قرب عقد القمة العربية في الرياض والحاجة للم الشمل العربي لمواجهة التحديات الخارجية.

وأكد حسن، أن قضايا مكافحة الإرهاب وإعمار العراق وعودته إلى البيت العربي مرة أخرى كانت مطروحة وكذلك سوريا ومساعدتها لوقف الحرب بها، مضيفا أن الرئيس بحث كل هذه القضايا مع الجانب العماني والحل يتوقف على الأطراف الأخرى.

زيادة التعاون الاقتصادي

وقال السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية للشئون العربية سابقا: إن العلاقات المصرية العمانية مستمرة ولم تنقطع وكانت السلطنة إحدى محطات جولة وزير الخارجية سامح شكري، كما زارها وزير الدفاع الفريق صدقي صبحي، مضيفا أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مسقط محطة هامة وشهدت طرح لتوظيف الدور العماني في المنطقة لتخفيف التوترات.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" إن الزيارة شهدت طرح لهذا الدور خاصة في ملف العلاقات مع إيران وربما تقوم مسقط بدورها في التواصل مع طهران، موضحا أن الزيارة تناولت أيضا الجانب الاقتصادي والتي يمكن لسلطنة عمان مشاركة فيها وربما يتم توقيع مذكرات تفاهم في مراحل قريبة.

وتوقع خلاف، أن تزيد المساهمة العمانية في بعض الصناعات والاستثمارات داخل مصر في مجالات الحديد والصلب والمشروعات اللوجيستية في منطقة محور قناة السويس، مضيفا أن الرئيس سيلتقي اليوم في مسقط بوفد من رجال الأعمال العمانيين بصحبة وفد من المسئولين ورجال الأعمال المصريين ما يعني مزيد من الاستثمارات.

وأكد أن العلاقات بين الدولتين قوية وكبرى هامة وهذا في مباحثات زعيما الدولتين الرئيس السيسي، والسلطان قابوس، بن سعيد والتشاور بشأن القضايا الإقليمية، مضيفا أن سياسة عمان المحايدة تمكنها من تأدية دور وساطة في قضايا اليمن وإيران.

تحجيم الدعم القطري للإرهاب

فيما قال السفير محمد المنيسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن زيادة فرص التعاون الاقتصادي بين مصر وسلطنة عمان، أحد أبرز ثمار زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مسقط، مضيفا إن هناك زيادة لفرص الاستثمار المصري في عمان والاستثمار العماني في مصر وشهدت توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية.

وأضاف في تصريحات لـ"الهلال اليوم": إن التوافق في الآراء بين القاهرة ومسقط كان نتيجة أخرى، مؤكدا أن عمان يمكن أن يكون لها دور هام في قضية الخلاف العربي مع قطر؛ لأنها الدولة الخليجية الأكثر احتفاظا بعلاقات وثيقة مع قطر ولها رأي مسموع لدى الدوائر الحاكمة في الدوحة.

وأوضح المنيسي، أن عمان قادرة على لعب دور في تحجيم الدعم القطري للإرهاب في المنطقة، مؤكدا أن مصر لها قاعدة جيدة في عمان من الجالية المصرية تعيش منذ عدة عقود، وكذلك العلاقات الوثيقة حيث استفاد السلطان قابوس منذ توليه الحكم بالخبرة المصرية في الحكم والإدارة والتعليم.