الجمعة 21 يونيو 2024

شراكة بين «المصرية للشباب» و«الفرنسية للإدارة» لإعداد الكوادر.. وخبراء: المدرسة تخرج فيها كل رؤساء فرنسا ولقاء السيسي و«جيرارد» فرصة للاستفادة من خبراتهم وتأهيل الشباب

تحقيقات18-2-2018 | 16:07

خبير سياسي: التعاون المصري الفرنسي لإعداد الكوادر اختيار موفق

«الرشيدي»: لقاء السيسي ورئيس «الفرنسية للإدارة» فرصة للاستفادة من خبراتهم

دبلوماسي: زيارة رئيس «الفرنسية للإدارة» تخدم خطة مصر للتطوير والتنمية

أكد مراقبون أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس المدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة فرصة للتوسع في العلاقات بين الدولتين والاستفادة من الخبرات الفرنسية في مجالات الإدارة وتأهيل الكوادر للحياة السياسية والوظائف الإدارية، موضحين أن تلك المدرسة تخرج فيها رؤساء فرنسيين وستعمل بالتعاون مع الأكاديمية المصرية للتدريب على خدمة خطط مصر للتطوير والتنمية.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد استقبل اليوم، الأحد، باتريك جيرارد، رئيس المدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة، مؤكدا تطلع مصر للاستفادة من خبرة تلك المدرسة بإنشاء شراكة كاملة مع الأكاديمية المصرية للشباب لإعداد كوادر إدارية مدربة على أعلى مستوى علمي بحيث تصبح الأكاديمية المصرية هي المصدر الرئيسي لاختيار القيادات وكبار المسئولين في الدولة بشكل متجرد وفق معايير الكفاءة وتكافؤ الفرص ولتزويد الجهاز الإداري المصري باحتياجاته من الموارد البشرية المدربة وفق أفضل المناهج العلمية بما يساهم في إنشاء منظومة متكاملة لإدارة الدولة تتسم بالاستدامة والإدراك العميق لمتطلبات التنمية الشاملة.

 

اختيار موفق

قال الدكتور خالد رفعت، رئيس مركز طيبة للدراسات السياسية، إن التعاون المصري الفرنسي في مجال تأهيل وتدريب الشباب وإعداد الكوادر هو اختيار موفق نظرا لامتلاك المدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة الخبرة العملية في هذا المجال منذ أكثر من 50 عاما، مضيفا أنهم يعرفون كيفية تأهيل القادة والكوادر من خلال عملهم في هذا الشأن منذ عقود.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن الأجهزة الوطنية الفرنسية أسسها الرئيس الفرنسي شارل ديجول بعد الحرب العالمية الثانية لتأهيل الكوادر في البلاد وتخرج فيها جميع رؤساء فرنسا وحصلوا على دورات تدريبية من هذه المدرسة، موضحا أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بباتريك جيرارد رئيس المدرسة الفرنسية للإدارة خطوة هامة لإفادة الكوادر المصرية والشباب.

وأضاف رفعت أن الرئيس يهتم بهذه المدرسة وأشار إليها في تصريحات سابقة قبل لقائه اليوم بجيرارد، مؤكدا أن هذا اللقاء هو أحد مظاهر التقارب المصري الفرنسي والعلاقات التاريخية التي تربط بين الدولتين والتوافق السياسي بين قادتها.

وأشار إلى أن الشراكة المصرية الفرنسية بين تلك المدرسة والأكاديمية المصرية للشباب في مجال إعداد الكوادر الإدارية المدربة هو خطوة هامة لإفادة الجهاز الإداري للدولة والحياة السياسية، مضيفا أن مصر تعاني من أزمة في النخبة والسياسيين فظلت نفس الوجوه تسيطر طوال العقود الماضية ولم يظهر جديدا.

وأكد أنه بهذه الخطوات والاهتمام بمجالات تنمية الموارد البشرية والتدريب والتأهيل فإن مصر تبدأ مرحلة جديدة بخطوة بداية موفقة على طريق تأهيل الشباب وإعداد الكوادر، قائلا إنه من المأمول أن تتوسع أعمال هذه الأكاديمية في مصر ويتسع التعاون لإفادة أكبر قدر من الشباب.

 

فرصة للاستفادة من خبراتهم

فيما قال السفير جلال الرشيدي، مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، إن العلاقات المصرية الفرنسية طيبة وعميقة منذ عقود ولا تقتصر على مجال واحد إنما تشمل كافة المناحي السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، مضيفا أن أي تعاون بين البلدين مرحب به وخاصة في مجال التأهيل والتدريب والإدارة التي تمتلك فرنسا بها خبرة عميقة.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن مصر كانت تعاني بسبب أزمات الإدارة والكوادر المؤهلة والرئيس عبد الفتاح السيسي اهتم بهذا الشأن وعمل على تأهيل الشباب من خلال البرنامج الرئاسي للشباب والأكاديمية المصرية ليحصلوا على فرص في الجهاز الإداري والتنفيذي للدولة في المحافظات والوزارات كافة.

وأوضح الرشيدي أن لقاء الرئيس السيسي ورئيس المدرسة الفرنسية للإدارة هو فرصة للتوسع والاستفادة من خبرات فرنسا في هذا المجال وخاصة أن تلك الأكاديمية تخرج فيها عدد من رؤساء فرنسا، مضيفا أن فرنسا واليابان دولتان لديهما خبرات قوية في مجالات الإدارة.

وأشار إلى أن الجهاز الإداري للدولة به نحو 7 مليون موظف تقريبا وهو عدد يحتاج لإعادة التنظيم للاستفادة من كل الكفاءات والطاقات البشرية.


تخدم خطة مصر للتطوير والتنمية

وقال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن المدرسة الفرنسية للإدارة دائما ما تقدم لمصر منح دراسية سنويا وهناك تعاون وثيق بين مصر وتلك الأكاديمية، مضيفا أن زيارة رئيسها باتريك جيرارد ولقاؤه اليوم بالرئيس عبد الفتاح السيسي يفيد مصر في الخطط التي تتولى الدكتورة هالة السعيد وزير التخطيط والتنمية الإدارية عملها للتنمية وللتطوير الإدارة.

وأكد في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن أزمات الإدارة غير الجيدة أو المركزية هي أهم معوقات التنمية التي تقف أمام تنفيذ عدد من الخطط وتتسبب في إهدار الموارد، مضيفا أن مصر تحتاج لثورة إدارية وفي الوقت نفسه تمتلك كفاءات في هذا المجال وأفكار وبدأت تهتم بتطوير هذا الجانب لإفادة الجهاز الإداري للدولة.

وأوضح حسن أن الأكاديمية الفرنسية تمتلك خبرات وأفكار ومصر تمتلك أيضا كفاءات وهذا التعاون هو خطوة على الطريق الصحيح، مضيفًا أن مصر عقدت شراكات عديدة سابقا في هذا المجال منها ألمانيا.