الأربعاء 29 مايو 2024

كواليس الاجتماع الأول لـ«مركز الحوار بالأزهر».. الإمام الأكبر: مطالبون بالانفتاح على العقول النيرة في الغرب والشرق.. نسعى لتحقيق حالة حراك ثقافي وحواري.. الفقي: لا بد من تجديد الخطاب العقلي قبل الديني

تحقيقات20-2-2018 | 18:08

رئيس مكتبة الإسكندرية: الأزهر أمدَّ الوطن بكل العظماء في الدين والسياسة والثقافة والفن

رئيس جامعة القاهرة: المشكلة تكمن في غياب القدرة على إدارة التنوع والاختلاف

الدكتور حمدي زقزوق: الاختلاف حقيقة لا يمكن إنكارها

 

اجتمع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف اليوم، بأعضاء مركز الحوار بالأزهر الشريف، وذلك في الجلسة الأولى له بعد إعادة تشكيله من فضيلة الإمام الأكبر ليترأسه الدكتور محمود حمدي زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء، وعضوية كل من الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، والدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد كمال إمام، أستاذ الشريعة بجامعة الإسكندرية، والدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، والدكتورة وفاء إبراهيم، أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس.

وأكد شيخ الأزهر، أنه يجب على مركز الحوار الانفتاح على كل العقول النيرة والمنصفين والمتعاطفين مع القضايا العربية والإسلامية في الغرب، لإحداث حالة حراك ثقافي وحواري بين الشرق والغرب، مضيفًا أن معظم المشكلات التي تشهدها العلاقة بين الجانبين تعود إلى غياب التفاهم، ولذلك فإن الآمال المنعقدة على مركز الحوار كبيرة لكي يحقق التفاهم المتبادل بين الحضارتين الشرقية والغربية.

وأوضح "الطيب" أن الاختلاف في العقائد سنة كونية ولذلك فإن العقائد لا حوار فيها، موجهًا بضرورة أن تكون هناك مجلة تصدر باسم المركز لنشر مقالات وأبحاث ودراسات السادة الأعضاء لكي تكون متاحة لجميع المثقفين والمهتمين بالحوار وقضايا السلام.

وشدد الإمام الأكبر، على أن التجديد يجب أن ينطلق من التراث، وإلا كان انسلاخًا من الهوية، مضيفًا أن المجتمع شهد تجريفًا ثقافيًا لفترة طويلة نتيجة غياب الأنشطة والإصدارات الثقافية التي كان لها دور في نشر الوعي لدى الشباب والطلاب.

ومن جانبه، قال الدكتور حمدي زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء، إن الحوار يجب أن يقوم على عدة أسس أولها أن الاختلاف حقيقة لا يمكن أن ننكرها، والأساس الثاني هو الإيمان بحرية الاعتقاد، وأخيرًا ضرورة الحوار بين أصحاب العقائد المختلفة، موضحًا أن أول حوار في الإسلام كان بين النبي صلى الله عليه وسلم ونصارى نجران، ويذكر التاريخ أنه اتسم بالهدوء والعقلانية الشديدة، مؤكدًا ضرورة الاطلاع على التصورات الغربية، وعدم الانكفاء على القراءات العربية والإسلامية. 

ومن جهته، أكد الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، أن الأزهر هو مركز الاعتدال الإسلامي، وهو الذي أمد الوطن بكل العظماء في الدين والسياسة والثقافة والفن، مضيفًا أن من يتحدث عن تجديد الخطاب الديني يجب أن يتحدث أولًا عن الخطاب العقلي لأنه لا يمكن فهم الدين دون عقل واعٍ، معربًا عن تقديره لرؤية فضيلة الإمام الأكبر التي تشدد على أن الحوار يجب ألا يكون عقديًا لأن الإيمان قضية غيبية ولا يمكن أن تدخل في دائرة النقاش.

ومن جهة أخرى، قال الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إن المشكلة تكمن في غياب القدرة على إدارة التنوع والاختلاف، وهو ما يؤكد أهمية دور مركز الحوار في تأهيل أبنائنا وبناتنا وجميع أفراد المجتمع ليكونوا قادرين على البحث وإدارة الحوار.