ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن وزارة الدفاع
الأمريكية "البنتاجون" تعمل على توسيع نظام الدرع الصاروخي الأمريكي؛ لمواجهة
التهديدات الروسية والصينية، في تحول عن الاستراتيجية السابقة التي ركزت بشكل شبه حصري
على "الدول المارقة" مثل كوريا الشمالية وإيران.
ووفقا لما نشرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني، اليوم
الجمعة، فإن السياسة الجديدة للدفاع الصاروخي، ستواصل الحث على تعزيز التقنيات الصاروخية
ضد "الدول المارقة" مع تركيز أكبر على الأسلحة اللازمة لاعتراض الصواريخ
الكورية الشمالية.
لكن أشخاصا مطلعين على عملية مراجعة استراتيجية الدفاع
الصاروخي قالوا إن الاستراتيجية الجديدة- والتي لا تزال في شكل مسودة ويُنتظر إصدارها
بشكل مبدئي الشهر الجاري- ستشير إلى الحاجة إلى الأخذ في الاعتبار التهديدات الصاروخية
من جانب روسيا والصين، الأمر الذي يعدّ تغيرا عن العقيدة السابقة.
ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن المشاورات بشأن
المسودة تأتي بينما يهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة بأسلحة جديدة
تتضمن صاروخا جديدا من طراز "كروز" قادر على حمل رؤوس نووية ويمكنه الوصول
لأي مكان بالعالم، وفق تعبير بوتين في أول إشادة علنية له بالسلاح، خلال خطاب له، أمس،
حول أبرز ما يتضمنه برنامجه الرئاسي.
وطبقا للصحيفة نفسها، فإن آلاف الصواريخ الروسية بإمكانها
"بسهولة" التغلب على الدفاعات الصاروخية الأمريكية في حالة اندلاع حرب شاملة،
إذ تعول واشنطن على التهديد الذي تمثله ترسانتها النووية الضخمة بما يردع الهجمات العسكرية
من جانب قوى دولية أخرى.
وبالتالي، فإن الولايات المتحدة لا تسعى لبناء درع في
مواجهة جميع التهديدات الصاروخية من جانب روسيا والصين، إذ تؤكد "واشنطن بوست"
أن المخططين الدفاعيين الأمريكيين تخلوا عن مثل تلك الأهداف البعيدة بعد انهيار الاتحاد
السوفييتي، مطلع تسعينيات القرن المنصرم.
في المقابل، ستنظر السياسة الجديدة للدفاع الصاروخي الطرق
التي يمكن لواشنطن التعامل عبرها بشكل أفضل مع التهديدات الصاروخية المتنامية من جانب
روسيا والصين على الساحات الإقليمية كأوروبا وآسيا، وفقا لما أكد مسؤول أمريكي لـ "واشنطن
بوست".