الأربعاء 15 مايو 2024

دعم ملكى بلا حدود.. ربيع الثقافة البحرينية

4-3-2018 | 20:40

يكتب من البحرين: : مجدى سبلة




برؤية ثاقبة لحكومة الملك حمد بن عيسى ملك مملكة البحرين فازت مدينة المحرق البحرينية تلك المدينة القديمة بعاصمة الثقافة الإسلامية لعام ٢٠١٨ ليتحول هذا العام إلى ربيع للثقافة فى دولة البحرين.


كلمة السر وراء هذا الاختيار هى الشيخة مى بنت محمد آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار التى نجحت فى تجديد شباب معالم هذه المدينة على مدار الأعوام الماضية لتصبح مركز إشعاع حضارى ونموذجا للعمل الثقافى على مدار العام.






كانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة قد اختارت هذه المدينة البحرينية قبل عامين خلال دورتها التاسعة للمؤتمر الإسلامى لوزراء الثقافة الذى عقد فى مسقط فى عام ٢٠١٥.


اعتبرت الشيخة مى بنت محمد آل خليفة أن مدينة المحرق عاصمة ثقافية للأوطان العربية والإسلامية وستصبح مهبطاً لكل المؤسسات الثقافية فى العالم خلال العام.


لم تكن دار الهلال وحدها ضيف الشيخة مى، بل كانت نورا الكعبى وزير الثقافة الإماراتية تجوب معنا مدينة المحرق التراثية وأبدت إعجابهاالشديد بها واتفقت الوزيرتان البحرينية والإماراتية على مبادرة التبادل الثقافى بين الدول العربية خلال الفترة المقبلة..


تلقيت دعوة من الشيخة مى بنت محمد آل خليفة رئيس هيئة مملكة البحرين للثقافة والآثار، وكنت لم أزر هذه المملكة العربية الأصيلة من قبل، ولم أكن متابعاً لحركتها الثقافية التى تبدو مثل لؤلؤة تضوى فى قلب الخليج العربي..


إنها مملكة البحرين بملكها حمد بن عيسى ورئيس حكومتها خليفة بن سلمان اللذين لا يتوقفان عنتطوير مملكتهما كل يوم لديهما جديد فى كل المجالات.


أما الشيخة مى بنت محمد آل خليفة أثبتت بكل المقاييس أنها مفعِّل المقاومة الحقيقية للحركة الثقافية ليس فى البحرين فقط ولكن فى المنطقة العربية وضمن ٥٠ شخصية عالمية تسهمفى الحركة الثقافية فى العالم..


آخر نجاحاتها استطاعت أن تجعل من مدينة المحرق العاصمة الثانية للبحرين أن تصبح عاصمة الثقافة الإسلامية لعام ٢٠١٨، حيث تعتبر بفعالياتها أن تفيد العقل الثقافى العربى الجمعى لعودة العرب للتربع على عرش الثقافة عالمياً من جديد.


إن مملكة البحرين بتاريخها العريق وحضارتها المتميزة وتطورها العمرانى والاقتصادى الكبير وأيضاً نموها السياسى المطرد تربطها بمصر قلب العروبة النابض روابط وثيقة لا فصام فيها.


حملت دعوة سمو الشيخة مى بنت محمد لدار الهلال تاريخياً أرجعته لسنوات طويلة كانت إصدارات دار الهلال شاهداً على تاريخ استقلال البحرين فى عام ١٩٧١.


اللافت للانتباه هنا فى مدينة المحرق أن الشيخةمى بنت محمد جعلت منها تجربة ثقافية فريدة فى المحيط العربى بأكمله.


وجدت أننا أمام دولة تتطور سياسياً بمعدلات سريعة تشق طريقها بوعى شديد الوضوح وتدرك التحديات المحيطة بها إدراكاً تاماً، تساير التطور الديمقراطى العالمى ولا تفقد فى الوقت ذاته هويتها العربية الخالصة.


البحرين كانت ولا تزال من أكثر دول الخليج دفاعاً عن الحقوق العربية التاريخية، وبين القاهرة والمنامة جسر تواصل وود وإخاء لا يخفى على مراقب، هذا الشعب الذى يصر على النمو الاقتصادى احتل عام ٢٠٠٨ أسرع نمواقتصادى فى العالم العربى وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، رغم ظهور النفط منذ عام١٩٣٢، إلا أنها لم تكتف بثروتها النفطية كأساس للنمو الاقتصادى، إلا أن حققت طفرات فى مجالات أخرى كإنتاج الألمونيوم ومواد البناء.


الحركة الثقافية كما ترصدها مجلة «المصور» فهى تمثل مزيجاً من البنية التحتية الحديثة مع هوية الخليج العربى، حيث يعرف الإنسان البحرينى بتسامحه الشديد تجاه ممارسة الأديانالأخرى ووجدنا كذلك أننا أمام مجتمع متفتح، لدرجة أن الحركة الثقافية فى البحرين تعد أكثر الحركات نشاطاً فى منطقة الخليج العربي.


لا أحد ينكر أن التعليم دخل البحرين منذعشرينيات القرن الماضى وأخذت شرائح المجتمع فى التواصل مع الثقافات المحيطة من خلال المجلات والدوريات هنا وهناك.


فى البحرين الكثير من المسارح كمسرح «أوال» ومسرح «جلجاميش» ومسرح «الصوارى» ومركز الشيخ إبراهيم، وأيضا الحركة الموسيقية التى يهتم بها عدد كبير من الجمعيات، حيث بدأت الحركة الفنية فى البحرين منذ عام ١٩٥٠ وكذلك إنشاء نادى الفنون والآداب فى عام ١٩٥٢ وأقيمتالمعارض الفنية عام ١٩٥٦.


لم ينس الشعب البحرينى إصدارات دار الهلال التى دخلت بعدساتها فى أبريل عام ١٩٦٥ ورصدت وساندت الشعب فى ثورته ضد الاستعمار البريطانى وكيف واجه هذا الشعبرصاص الإنجليز بصدور مفتوحة وهتف البحراويون وقتها استعمار برة برة».


تشعر وأنت فى حضن هذه الدولة الشقيقة أنك أمام نموذج للتعايش الثقافى الذى تضعه الشيخة مى بنت محمد آل خليفة، حيث تسعى لتنمية ثقافية مستدامة مع المنظمات الدولية من أجل مستقبل واحد للعالم العربى، حيث تؤسس لفكرة تبنى التبادل الثقافى من خلال الجمعيات الأهلية وليس بالضرورة أن يكون التبادل الثقافى على المستويات الرسمية.


تؤمن الشيخة مى بنت محمد أن الثقافة هى القوى الناعمة وهى التى تعمل على ترسيخ القيمالإنسانية وتجسد مبادئ السلام وهى السلاح الوحيد فى وجه كل المتغيرات التى تطرأ على منطقتنا العربية.


ولولا تقارب فعاليات وآراء ثقافة المنطقة العربية لما أصبحت المحرق البحرينية عاصمة الثقافة الإسلامية. على طريق اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث العالمية لمنظمة اليونسكو، وأيضا البيوت التراثية المتفرعة من بيت الشيخ إبراهيم بنمحمد آل خليفة للثقافة والبحوث. التى تذكر بماضى مدينة المحرق التى تحولت إلى مدينة سياحية بفعل تجديد هذا التراث.


مدينة المحرق التى تحولت إلى مركز ثقافى وحضارى إقليمى وعالمى استطاعت بعراقة ملامحها الثقافية المادية وغير المادية أن تلفت أنظار العالم الإسلامى. حيث تقع شمال مملكة البحرين وكانت عاصمة الدولة عام ١٨١٠ حتى ١٩٢٣.


المكان والثقافة هو ما تروج له مملكة البحرين حول مدينة المحرق وتؤكده الشيخة مى بنت محمد آل خليفة لكى يصبح للسياحة ثقافة، لأن الثقافة من وجهة نظرها أصبحت مرتكزاً لإنقاذ شبابنا من كل العادات التى تدخل عليهم وتغير هويتهم.


وقالت لـ«المصور» إن هيئة البحرين للثقافة والآثار تعد قطاعاً لتحديث البنية الثقافة وتفعيل دور الثقافة فى التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية الشاملة، ودعم الحركة الثقافية والتراث الشعبى وإثراء معرفة المجتمع البحرينى بأصوله وحضارته التى تمتد إلى ٥ آلاف سنة.


وكان تكليف جلالة الملك حمد بن عيسى لهيئة البحرين للثقافة والآثار هو الانفتاح على الثقافات الأخرى حول العالم عن طريق استقطاب الفعاليات الثقافية العالمية المتنوعة علاوة على إضافة لتنويع جمهور الثقافة فى المملكة.


كما تقوم هيئة الآثار بالترويج للملكة ورسم صورتها كبلد حضارى متميز يتسم بالحيويةوالنشاط الإنسانى المتنوع والمنفتح على ثقافات العالم.


    Dr.Radwa
    Egypt Air