كتب : محمد بغدادى
"النهر الخالد" محمد عبد الوهاب، و"حش الشاشة" فريد شوقي، "السندريللا" سعاد حسنى، "كوكب الشرق" أم كلثوم، "العندليب" عبد الحليم حافظ، "سيدة الشاشة العربية" فاتن حمامة، ألقاب توجت أسماء عدد كبير من عمالقة الفن من نجوم الزمن الجميل، لم تُمنح لهم هذه الألقاب بين عشية وضحاها؛ بل جاء ذلك بعد مشوار فني طويل قدم كل منهم خلاله عدداً كبيراً من الأعمال الفنية الناجحة فى السينما والتليفزيون والمسرح.
هؤلاء النجوم التصقت أسماؤهم بهذه الألقاب عن جدارة واستحقاق، ومع اختلاف الزمان وانتشار القنوات الفضائية الخاصة، وسيطرة مواقع التواصل الاجتماعي على الرأي العام، أصبح عدد من النجوم على الساحة الفنية حاليًا، هم من يطلقون على أنفسهم ألقابًا، على الرغم من أن رصيدهم الفني ليس كبيرًا، "الكواكب" طرحت سؤالا على عدد من النقاد والفنانين الكبار حول ضوابط ومعايير إطلاق الألقاب على النجوم.. وجاء ذلك على النحو التالي..
الصحافة والإعلام
الناقدة خيرية البشلاوى، قالت لا أعتقد أن هناك معايير معينة لإطلاق الألقاب على الفنانين، ولكن الأمر يتعلق بالصحافة والإعلام، حيث إن وسائل الإعلام المقروءة والمرئية هى من تقوم بإطلاق الألقاب على النجوم، حيث يلجأ بعض الصحفيين إلي ذلك من أجل الإثارة لجذب القراء.
وأضافت: أعتقد أن كل ممثل أو ممثلة من نجوم الزمن الجميل، كان له وكلاء صحفيون وهم الذين كانوا يطلقون هذه الألقاب، حيث إن الصحافة الفنية فى السنوات الماضية كانت تعتمد على "جورنالجية"، يطلقون على النجوم ألقاباً ويجبرون الجمهور على ترديدها فيشاع اللقب وتتوارثه الأجيال دون تفكير، مثلما نقوم بتكرار تاريخ مغلوط مدون فى كتاب عن السينما المصرية دون تصحيح أو تعديل، ولذلك الأمر لا يخلو من كونه "بروباجندا وشغل صحافة". إلا أن هناك نجوماً لا يختلف أحد علي الألقاب التي تم إطلاقها عليهم مثل أم كلثوم وفاتن حمامة ونادية الجندي غير أن لكل لقب ظروفه الخاصة، ولكن لا توجد معايير أو ضوابط معينة تتعلق بألقاب الفنانين، مختتمة حديثها قائلة: "الصحافة الفنية كانت تابعة وليست ناقدة".
ألقاب غير رسمية
فيما يقول الناقد عصام زكريا: لا توجد ضوابط أو معايير متعلقة بإطلاق الألقاب على نجوم الفن، مشيرًا إلى أن هذه الألقاب لا تعد رسمية، ولكنها ألقاب تمنح للنجوم من قبل الصحافة الفنية التى كانت تصنع وتؤثر فى الرأي العام وقتها، إلا أنه مع اختلاف العصور وظهور التكنولوجيا وانتشار القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعى، أصبح لكل نجم صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي وأولتراس يطلق عليه لقباً ما، كما أشار إلى أن السيدة فاتن حمامة عندما لُقبت بسيدة الشاشة العربية، تسبب ذلك فى غيرة فنانة قامت على الفور بإطلاق لقب على نفسها، إلا أنه لم يستمر كثيرًا، ولكن ظل فقط لقب سيدة الشاشة العربية مصاحبًا لاسم الفنانة القديرة الراحلة فاتن حمامة التى قدمت الكثير من الشخصيات ببراعة شديدة وأثرت فى الجمهور وظلت متربعة على عرش النجومية لسنوات طويلة.
ألقاب وقدرات تمثيلية
واتفق الناقد أحمد شوقى والناقدة ماجدة موريس مع رأى الفنانة الكبيرة سميحة أيوب سيدة المسرح العربى، والتى قالت إن هناك فرقاً كبيراً بين الألقاب الرسمية مثل لقب طبيب أو وزير إلخ، ولقب يتم إطلاقه وفقًا لمعايير أخرى، مثل الألقاب التى يتم إطلاقها على نجوم الوسط الفنى، حيث إن هذه الألقاب يقوم بإطلاقها الجمهور أو الصحافة الفنية على النجوم بناءً على قدراتهم التمثيلية وتاريخهم الفنى وأعمالهم الناجحة التي أثرت فى الجمهور.
وكشفت سيدة المسرح العربى القديرة سميحة أيوب لـ "الكواكب"، أن الرئيس السورى السابق حافظ الأسد هو من أطلق عليها هذا اللقب، أثناء قيامه بتكريمها وتسليمها جائزة " الاستحقاق من الدرجة الأولى"، وقال لها :"تفضلى يا سيدة المسرح العربى"، فتوَّجها بهذا اللقب الذى تناقلته كافة وسائل الإعلام ورسخته فى أذهان الجمهور، مؤكدة أن الصحافة والإعلام هم من يرسخون الألقاب، ضاربة مثالاً بسيدة الشاشة العربية ، والفنانة ماجدة عذراء الشاشة التى قدمت الكثير للوطن، وأنتجت أعمالاً فنية رائعة على حد قولها.
بعض زملاء المهنة
بينما قال النجم الكبير حسن يوسف، إن هناك نجوما هم من يطلقون على أنفسهم ألقابًا، وقد يرجع الأمر إلى قيام عدد من زملاء ممثل أو ممثلة فى عمل فني بعينه، بإطلاق لقب على هذا الممثل على سبيل المجاملة أو اختصار الاسم، إلى أن ينتشر اللقب من خلال وسائل الإعلام، مضيفًا أن لكل فنان الحق فى إطلاق اللقب الذى يراه مناسبا له قائلا:" فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية الوحيدة التى كانت بالفعل لقباً أو اسما على مسمى وبعدها كل واحد حر يسمى نفسه زى ما يحب".
وأوضح يوسف أن اللقب الفنى يتعلق بمدى تأثير الفنان فى المجتمع والأعمال التى قدمها وتجاوب الجمهور معه، وأعماله التى تحتوى على قيمة فنية كبيرة سواء كانت كوميدية او تراجيدية أو أكشن، مؤكدًا أن فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية هى الفنانة الفريدة من نوعها والتى استحقت عن جدارة هذا اللقب الذي حصلت عليه بعد تقديمها كافة أنواع الأعمال الفنية على مدار سنوات طويلة، مستطردًا " فى المهرجان القومى للسينما فاجأنى المخرج الكبير سمير سيف بكتيب عن مشوارى الفنى عنوانه "الإمام"، وقال لـى إنني استحق هذا اللقب، وعلى الرغم من سعادتى بتقديره وتكريمه لى، إلا أنني فضلت عدم انتشار هذا اللقب وتداوله عبر وسائل الإعلام المختلفة.
فيما أشارت الفنانة القديرة مديحة حمدى إلي أن هناك معايير أو ضوابط وفقا لها يتم إطلاق الألقاب على النجوم، وعلى سبيل المثال الفنانة الكبيرة ماجدة التى لٌقبت بعذراء الشاشة، حيث إنها لم تتزوج فى سن صغيرة، كذلك الفنان الكبير عادل إمام الذى ظل متربًعا على عرش الزعامة الفنية لسنوات طويلة ومازال، وقدم العديد من الأعمال الناجحة فى السينما والتليفزيون والمسرح فاستحق لقب «الزعيم»، معتبرة إياه سفير الوطن الفنى فى كافة أنحاء العالم العربى، كما أشارت إلى أن النجم الراحل أحمد زكى، لقب بـ "النمر الأسود" بعد تقديمه فيلماً حمل هذا الاسم فالتصق به هذا اللقب، واصفة إياه بـ "نمر التمثيل".
وأوضحت حمدى أنها على المستوى الشخصي لا تشغلها فكرة الألقاب، لافتة إلى أنها فى بداية مشوارها الفنى لقبوها بـ "قطعة السولوفان الرقيقة، السمراء الصغيرة"، إلا أنها لم تهتم بالتصاق هذه الألقاب مع اسمها، مؤكدة أنها على الرغم من حصولها على الدكتوراة إلا أنها لم تهتم أيضًا بـ "لقب دكتورة أو فنانة قديرة"، ولكنها فنانة وتفضل كلمة فنانة عن ممثلة، حيث إنها تعتبرها أعم وأشمل، مختتمة:" التمثيل نوع من الفن حتى وإن لم يصل إلى درجة الإبداع، والفن من خلق الله والكون كله فيه فن.. البحر والشجر وموسيقى ربانية وفنون ربانية خلقها الله".
رفضت ألقابا كثيرة
وقالت الفنانة القديرة عفاف شعيب:" بالنسبة لى عندما ظهرت على الشاشة وقدمت أعمالاً حققت نجاحاً كبيرًا ومنها دارت الأيام والأفعى وأفواه وأرانب، وقتها لقبنى المخرج حسين كمال بلقب سيدة الشاشة الصغيرة، وكان يرغب فى كتابة هذا اللقب فى التتر، إلا أننى قلت له لا أفضل هذا اللقب لكى لا يتم حصرى فى أدوار تليفزيونية فقط، واقتنع برأيي وتراجع عن هذا اللقب، والأسبوع الماضى لقبونى بـ "نجمة الشاشة العربية" من خلال استفتاء جماهيرى اجرته مجلة "كاسل" الناطقة بالصينية والفرنسية والعربية، إلا أننى أيضًا لم التفت لهذا اللقب، مشيرة إلى أن لقب الفنان يأتى بناء على الأعمال لتى قدمهاخلال مشواره الفنى، ومدى تأثيره فى الجمهور، كما أشارت إلى أن نجوم الزمن الجميل ممن لقبوا بألقاب، حصلوا على هذه الألقاب بعد اجتهاد وشقاء ومشوار فنى طويل قدموا خلاله عدداً كبيراً من الأعمال الناجحة، ولذلك فإن لقب الفنان ليس بهذه السهولة، ولكن يأتى وفقا لتأثيره فى المجتمع المصرى والعربى.
وأضافت قائلة:"من الأولى أن نطلق على أسامة أنور عكاشة "ملك الكتابة والسيناريو والحوار" واسماعيل عبدالحافظ "ملك الإخراج"، مثلما حصل نور الدمرداش على لقب ملك الفيديو بعد نجاحه فى الشاشة الصغيرة وتقديم أعمال لاقت استحساناً كبيراً من قبل الجمهور، مع بداية ظهور التليفزيون.