حوار : موسي صبري
يستعد الكاتب المتميز وليد يوسف لإطلاق اقوي المشاريع الدرامية خلال عام 2017 من خلال مسلسله التلفزيوني الجديد «الزيبق» مع النجم كريم عبدالعزيز الذي يناقش فيه ملفاً قوياً داخل المخابرات المصرية بعد أن نسج كل الخيوط الدرامية ببراعة شديدة التي تمكن المشروع من تصدر المنافسة خلال الموسم الرمضانى القادم " الكواكب " تحاورت معه حول هذا المشروع وكيفية تناوله دراميا كما حدثنا عن مسرحية " اهلا رمضان " والتي غير فيها جلد الفنان محمد رمضان والاسباب التي دفعته إلي ذلك كل هذا وأكثر في ثنايا هذا الحوار....
كيف بدأت فكرة مسلسل «الزيبق»؟!
وقع علي الاختيار لكتابة هذا المسلسل مع المخرج وائل عبدالله منذ تسعة شهور وكان هناك أكثر من مشروع آخر تم عرضه أيضا في هذه الفترة ولكن تم الاستقرار علي «الزيبق» وبدأت في رسم كل الخطوط العريضة وتحديد ملامح الشخصيات في المسلسل مع وائل عبدالله وقد جذبتني التجربة منذ الوهلة الأولي وعند الانتهاء من كتابة عدد من الحلقات نقوم بطرحها علي بطل العمل كريم عبدالعزيز.
وهل واجهتهم أية محاذير أمنية في كتابة هذا العمل ؟
لا توجد أي محاذير أمنية علي الاطلاق وكانت الحلقات تعرض علي الجهات المختصة لمناقشتها والوقوف علي كافة تفاصيلها حتي لا تتعارض مع مصالح الدولة، وكان شغلي الشاغل هو كيفية تناول هذه الحدوتة دراميا خاصة أن واقع القصة الحقيقية في المسلسل بما يقرب من 15 % فقط، والباقي من خيالي ولكن بما يتناسب الحبكة الدرامية.
وما الذي اعتمدت عليه في كتابة افكارك وتناول الموضوع دراميا ؟
من واقع التجربة قرأت وتعرفت على مواقف عديدة توضح عظمة وعبقرية جهاز المخابرات المصرية في المسلسل واستلهمت كم أفكار كثيرة حتي توصلت الي نقاط عديدة وتم عرضها علي الجهات المختصة وتوصلنا الي نقاط رئيسية ومهمة في كيفية تناول المشروع دراميا وكان البديل حاضر إذا طلب مني عدم التطرق أو الحديث في نقاط شائكة تتعارض مع مصلحة الدولة، وهذا أمر طبيعي خاصة أن هناك بعض العمليات التي نفذت والاطروحات التي مرت عليها فترة زمنية محددة لا يمكن المساس بها حاليا لاسيما وان هناك قضايا لازالت حتي يومنا هذا محور اهتمام الجهات الامنية ومن الصعب تناولها أو الافصاح عنها دراميا.
هل تتوقع مقارنة " الزيبق " بمسلسل " رأفت الهجان "الذي أظهر أيضا الآخر عظمة وبراعة جهاز المخابرات ؟
ظروف المسلسلين مختلفة تماما عن بعضهما، خاصة وأن قضية «رأفت الهجان» كانت في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي ومسلسل «الزيبق» يطرح ملفاً هاماً بين عامى 1998 - 2003 أي ان التكنولوجيا ستشكل عاملاً مهماً وبهذا يعتبر العمل الذى نقدمه أول عمل درامي يتناول ملفاً من ملفات المخابرات في الالفية الجديدة ومن الصعب أن تتم المقارنة بين العملين بسبب هذا البون الشاسع من الوقت.
هل كان التقارب وا لتفاهم موجودين مع وائل عبدالله لتنفيذ هذا المشروع؟
أولا وائل عبدالله شارك في الكتابة وتشاورنا حول ماهية العمل وكيفية تنفيذه بالشكل الذي يناسب طبيعته وتقاربنا في وجهات النظر كثيرا خاصة أثناء رسم الموضوع علي الورق وبعد كتابة الموضوع نظر إليه من الناحية الإخراجية وعدل بعض الاخطاء، أما عن علاقتي بوائل فهى ممتدة منذ 1998 بعد أن قدمنا «ليه خلتني احبك» معاً ولكن حدث بيننا تقارب وكيميا وتلاحم خاصة في الافكار من خلال هذا العمل وهذه الصداقة وثقت بعض المفاهيم وحققت اتحاد الرؤي في وجهات النظر حول العمل.
هل كان هناك اسم آخر مرشح لبطولة العمل خاصة وأن كريم عبدالعزيز قدم تجربة مماثلة فى «أولاد العم»؟
اطلاقا كريم عبدالعزيز هو أول من رشح للعمل فقد تم اختياره لتقديم عمل عن المخابرات ثم كتبت المشروع بما تتطلبه الشخصية والدور ولم افصل الشخصيات علي نجوم العمل بمعني أن الشخصيات من الممكن أن يجسدها اشخاص آخرين غير أبطال العمل وهذا أمر افضله في الكتابة كما أن المشروع لا يوجد بينه وبين فيلم «ولاد العم» أي تشابه علي الاطلاق رغم ان بعض ابطاله مثل كريم عبدالعزيز وشريف منير ضمن ابطال المسلسل.
ومتي يصطدم المؤلف بالمخرج من وجهة نظرك ؟
الموضوع «مش خناقة» بين المخرج والمؤلف ولكن المسألة ترجع إلي الارتياح الذى لابد أن يكون موجوداً بين الطرفين قبل بدء أي مشروع وبعدها يبحث الطرفان عن منتج لتنفيذ افكارهما وكل مؤلف أو مخرج في السوق معروف هويته وافكاره واتصور أن الأمور اصبحت بسيطة في تدارك مثل هذه الامور وقد نواجه ظروفا خاصة في عدم ارتياح البطل مع الآخر وهذا أمر وارد ومن هنا يتدخل المخرج، وحتي لا اصطدم بأي شخص سواء المخرج أو أي من فريق العمل لابد ان أملك الامانة العالية تجاه هذا الفريق.
هناك بعض الكتاب الذين يتميزون بكتابة اعمال لنجوم بعينهم هل انت ضد هذه المدرسة؟
ليس عيبا أن يتخذ بعض المؤلفين هذه المدرسة فكل كاتب له ادواته الابداعية كما أن لكل كاتب قماشة عريضة في كتاباته يعتمد عليها بخلاف الآخر ولكن يفضل التنوع بين الاجتماعي والسياسي والصعيدي والشعبي والكوميدي فموهبة الكتابة تختلف بين كاتب وآخر، ورغم كتاباتي المتعددة والمتنوعة في أكثر من موضوع إلا أنني لا أعرف كتابة مشروع به خيال علمي فالدكتور نبيل فاروق متخصص في ذلك وله أكثر من 300 كتاب، فالتخصص اذن مطلوب والتنوع ايضا.
مسرحية «أهلا رمضان» هل كانت مغامرة... خاصة أن بطلها محمد رمضان اشتهر بأعمال العنف والبلطجة في السينما؟
في البداية علاقتي بمحمد رمضان كانت منذ خمسة عشر عاماً وقدم معي مسرحية ولم نلتق فنيا إلا في هذه المسرحية فأنا احترم عقله ونجوميته واقدر موهبته اشد تقدير لانه فنان يتمتع بالذكاء وهو الذي عرض علي التغيير من نوعية الاعمال التى يقدمها للجمهور فالتغيير نابع من داخله وليس مفروضاً عليه وطلب مني كتابة نص مسرحي يعيش مع الجمهور، كما انه يعي جيدا ما يفعله ويعلم متي يصنعه ويكفي انه قدم فيلم: «آخر ديك في مصر» مع ايمن بهجت قمر ويحضر لآخر مع شريف عرفة في فيلم «الكنز» وقد قدمته في شكل راق وهادف في هذه المسرحية من خلال بعث رسائل عظيمة وبالغة الأثر علي النفس فالمسرحية ليست تجارية فقط بل اعتمدت علي ثقافة التنوير بين العلاقات الاجتماعية والفوارق الطبقية من خلال الشاب الفقير الذي يلعب دوره رمضان مع الاحتفاظ بالكوميديا، والعمل ايضا ليس مختزلاً في شخصه فقط بل هناك مخرج ثقيل ابدع في العمل هو خالد جلال وفنانون آخرون وروجينا وشيماء سيف وهنا الزاهد ومحمد علي رزق وحسام داغر وفنيون قاموا بواجبهم خير قيام مثل مهندس الديكور والاضاءة وكل الاستعراضات التي نفذت بشكل ثري فنيا.
كيف تتعامل مع بعض الفنانين الذين يخرجون عن النص ؟ ولماذا حمل النص بعض الإيحاءات الجنسية ؟!
من الصعب أن أطالب أي فنان ألا يخرج عن النص لان هناك ظروفاً معينة تواجهه علي خشبة المسرح والمسرح عكس السينما والدراما التي تخضع لمراحل مونتاج، أما عن موضوع الايحاءات فهى تكون غالباً علي حسب رد فعل الناس والشكل العام الذي يتماشي مع النص وهناك مشهد جمع الفنان الراحل فؤاد المهندس والمنتصر بالله في مسرحية " عشان خاطر عيونك " يحمل أيضاً إيحاءات جنسية ولكنها لم تؤذ أحدا.