أصدرت "وحدة تحليل السياسة العامة وحقوق الإنسان" بمؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان ورقة تحليل سياسات جديدة بعنوان "أطفال بلا مأوي – رؤية جديدة لعلاج الظاهرة" تأتي هذه الورقة وفي إطار اهتمام الوحدة بالتوصيات التي تم تقديمها لمصر في ضوء الاستعراض الدوري الشامل وموقف الحكومة المصرية من التوصيات وفي ضوء تنفيذ المؤسسة لمشروع "الاستعراض الدوري الشامل كأداة لتحسين السياسات العامة خلال المرحلة الانتقالية"، الممول من الاتحاد الأوروبي خلال 2016-2017، حيث اهتمت المؤسسة بتسليط الضوء علي تلك القضية من خلال ورقة توضح اهم الإشكاليات لظاهرة الأطفال بلا مأوي بهدف الحد من تلك الظاهرة.
وقد تناولت الورقة هذه الظاهرة بالعرض والتحليل في محاور متعددة، شملت في المحور الأول تعريف الأطفال ومفهوم وأسباب مشكلة الأطفال بلا مأوي، ثم انتقلت في المحور الثاني إلي عرض النتائج المترتبة علي تلك الظاهرة، وفي المحور الثالث تحدثت الورقة عن الأطر الحقوقية والدستورية والقانونية للظاهرة مع عرض سريع لأهم الجهود المبذولة للقضاء علي تلك الظاهرة، ثم عرضت الورقة في المحور الرابع أهم الإشكاليات القانونية والمؤسسية التي تساعد علي انتشار الظاهرة، وفي المحور الأخير خلصت الورقة إلي مجموعة من التوصيات التي تتعلق ببعض التعديلات التشريعية واهم الإصلاحات المؤسسية.
وقد خلصت الورقة إلى مجموعة من التوصيات أهمها أنشاء وحدة خاصة لحماية الطفل المصري تتبع المجلس القومي للطفولة والأمومة وتعديل قرار إنشاء المجلس القومي للطفولة والأمومة بحيث يكون لها تمثيل على مستوى المحافظات والأحياء فى كافة الجمهورية، مع توفير مقر لها بكل إدارة محلية بحيث تكون لتلك الحق في استقبال أطفال بلا مأوي وأحالتهم كل حسب موقفة القانوني إلى الجهة المعنية به.
كما أشارت الورقة إلى ضرورة تقليص دور جهاز الشرطة فى التعامل مع أطفال الشوارع إلى الإحالة فقط إلى وحدة حماية الطفل فى الحي الذي يتبع له النطاق الجغرافي لتوقيف للطفل.
وفي معرض توصياتها طالبت الورقة المؤسسات الأهلية المشاركة في إعادة تأهيل أطفال بلا مأوي اجتماعيا ونفسيا والعمل على إعادة دمجهم داخل مجتمعاتهم وتعديل مسارهم بما يحافظ على مستقبلهم وحقوقهم كأطفال لهم نفس الحقوق عن طريق جذب الأطفال ورعايتهم وتدريبهم فى التشغيل والتحويل وفرز البعض ممن لديه مواهب فنية وغنائية وتمثيلية ورسم وحفر وتعليم الحرف التي يمكن أن يستفيدوا منها وتتناسب ومهارة كل طفل، أيضا عن طريق الممارسات الرياضية والتي غاليا ما تلاقى قبولا عند الأطفال خاصة وأن الألعاب الرياضة ولا سيما الفردية متعددة وتتسع لرغبات الجميع.
واختتمت الورقة توصياتها بمناشدة الإعلام إدراج أزمة الأطفال بلا مأوي في خريطة لرفع الوعي وإثارة الرأي العام بأهمية التصدي للمشكلة فى مرحلة مبكرة، وعدم التعامل مع هؤلاء الأطفال كمجرمين، بل نشر ثقافة أن هؤلاء الأطفال ضحايا يستحقون الرعاية.