مؤسسة مالية عالمية: اتفاق «أوبك» لخفض الإنتاج يمنح أمريكا تنازلا عن حصة من السوق
ذكرت مؤسسة إي إن جي المالية العالمية، أن اتفاق خفض إنتاج النفط بين منتجي النفط من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخارجها تمنح الولايات المتحدة تنازلا عن حصة من سوق النفط، في حين تتجه أسعار النفط للتراجع إلى ما دون مستوى 60 دولارا للبرميل، في ظل ارتفاع الإمدادات الأمريكية إلى آسيا .
وقالت وارن باترسون، الخبيرة الاستراتيجية في المؤسسة الهولندية (إي إن جي)، في تصريح لوكالة (بلومبرج) الإخبارية، إنه بالرغم من امتثال منتجي النفط من داخل (أوبك) وخارجها بتخفيض الإنتاج والتخفيف من تخمة المعروض في عام 2017، إلا أن حصد التدفقات الأمريكية من النفط لشريحة أكبر من السوق الآسيوي قد تدفع بعض الدول إلى زيادة الإمدادات، ما قد يدفع أسعار النفط إلى الانخفاض مرة أخرى بعد ارتفاعه بأكثر من 40% منذ يونيو الماضي .
وأضافت باترسون "كلما طال أمد الصفقة، ستبدأ في الانهيار"، في إشارة إلى اتفاق خفض الإنتاج بين (أوبك) والمنتجين الآخرين، بما في ذلك روسيا، مضيفة أن المشاركين في الاتفاق يستمرون في التنازل عن حصة من السوق للولايات المتحدة.
وبلغ سعر برميل خام (برنت)، وهو المؤشر لتداول أكثر من نصف تعاملات النفط العالمي، 65.07 دولار للبرميل اليوم الإثنين، مقارنة بنحو 45 دولارا في يونيو الماضي، فيما توقعت (آي إن جي) تراجع (برنت) إلى 57 دولارا بحلول النصف الثاني من عام 2018.
وكانت أسعار النفط تتداول عند أكثر من 115 دولار في منتصف عام 2014، قبل أن يشهد النصف الثاني من عام 2014 انهيارا في أسعار النفط أفقدها نحو 45%.
وأكدت الخبيرة الاستراتيجية، أنه في الوقت الذي تضخ فيه الولايات المتحدة الآن أكثر من 10 ملايين برميل في اليوم الواحد، متخطية بذلك الرقم القياسي في عام 1970، تصاحب ذلك الارتفاع زيادة في الشحنات الخارجية، مما يساهم في تصريف المخزونات الأمريكية من النفط، حيث بلغ متوسط الصادرات نحو 1.5 مليون برميل على مدى الأشهر الستة الماضية، أي ما يقرب من ضعف المستوى في الأشهر الستة السابقة.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة أن آسيا تعد أكبر مشتر للإمدادات الأمريكية من النفط.
وأردفت باترسون "على أوبك أن تكون حذرة لأن منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة يستعدون للاستحواذ على نسبة أكبر من السوق الآسيوي، التي تستهلك نفطا أكبر من أي منطقة أخرى".
وأشارت إلى أن النفط الخام الذي يتم تصديره من الولايات المتحدة سيرتفع إلى ما يقرب من 4 ملايين برميل في اليوم الواحد بحلول منتصف عام 2020، لتنافس الإمدادات النفطية من العراق وكندا.
وشددت باترسون على أن الامتثال للاتفاق من المرجح أن يتراجع، إلا أن الاتفاقية ستظل سارية بشكل رسمي خلال العام الحالي، ولكن ما أن نصل إلى عام 2019 لن تكون هناك فرصة لأن نرى أي اتفاق بين المنتجين.