قال سفير الصين بالقاهرة سونج أي قوه، إن العالم يمر بتغيرات كثيرة والصين دخلت حقبة جديدة لا تهم الشعب الصيني لوحده وإنما محل اهتمام مصر والمجتمع الدولي بأسره، مشيرا إلى افتتاح الدورتين السنويتين خلال الفترة من 3 إلى 5 مارس الجاري والتي سوف تنتهي في 22 مارس الجاري وهما للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمجلس الاستشاري لشعب الصيني بمشاركة 3 آلاف نائب و 2.100 ألف مستشار سياسي.
وأكد السفير الصيني - في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء - أهمية انعقاد هاتين الدورتين بعد انعقاد المؤتمر 19 للحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر الماضي والذي سوف يناقش تقرير أعمال الحكومة الذي سوف يعرضه رئيس الوزراء الصيني حول الإصلاح وتحقيق اقتصاد رغيد والتعديلات الدستورية وكذلك انتخاب أعضاء جدد لأجهزة الدولة وسن تشريعيات جديدة لمكافحة الفساد.
وأفاد بأن الاقتصاد الصيني حقق إنجازات كبيرة في السنوات الخمس الماضية حيث ارتفع الناتج الإجمالي المحلي من 54 تريليون يوان صيني إلى 82.7 تريليون يوان صيني بمعدل نمو سنوي بلغ 7.1 في المائة في حين زاد حجم الاقتصاد الصيني في الاقتصاد العالمي من 11.4 في المائة إلى 15 في المائة بينما بلغت مساهمتها 30 في المائة في الاقتصاد العالمي وكذلك زاد دخل السكان الصينيين 4ر7 في المائة من معدل النمو الاقتصادي في الخمس السنوات الماضية.
كما حقق الاقتصاد الصيني نموا بلغ 6.9 في المائة عام 2017 و ارتفع دخل السكان 3ر7 في المائة عام 2017 وهما أعلى معدل بالمقارنة عن العام السابق وزاد حجم الواردات والصادرات الصينية 2ر14 في المائة عام 2017.
وتوقع أن يشهد العام الجاري أن يحقق الناتج الإجمالي المحلي6.5 في المائة وتوفير فرص عمل 11 مليون شخص، مؤكدا أن هذا العام يشهد مرور 40 عاما على بداية عملية الإصلاح والانفتاح الصيني وحققت الصين إنجازات كبيرة أثبتت قدرتها على تحقيق التنمية الأعلى جودة وفعالة وأكثر عدالة واستدامة وأنها تعمل على تحقيق الانفتاح وتعاون أوثق في إطار مبادرة الحزام والطريق وتتمسك بمبادئ المشاركة والمنفعة المتبادلة للجميع .
ولفت إلى أن بكين عملت خلال السنوات الخمس الماضية على بناء علاقات على أساس الاحترام المتبادل والمساواة والكسب المشترك، مشيرا إلى أن هذا العام يشهد تنظيم عدة فعاليات هامة في الصين من بينها عقد المنتدى السنوي للبقع الآسيوية في أبريل المقبل وقمة منظمة شنغهاي للتعاون في يونيو وقمة منتدى التعاون الصيني – الأفريقي في سبتمبر المقبل وهي تعقد بعد 12 عاما من انعقاد أول قمة في بكين.
وأوضح أن هذه القمة سوف تناقش عدة موضوعات حول مشاركة الصين والدول الأفريقية في مبادرة الحزام والطريق والتي تأتي في إطار أجندة الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة 2030 وأجندة الصين لعام 2063 واستراتيجية الدول الأفريقية، مؤكدا أهمية دور مصر في تعزيز التعاون الصيني – الأفريقي في ضوء رئاستها للاتحاد الأفريقي عام 2019.
كما تنظم الصين معرضا للمنتجات في شنغهاي في نوفمبر المقبل وقد أبدت مصر اهتماما بالمشاركة في هذا المعرض، مشيرا إلى أن هذا العام سيشهد انعقاد الاجتماع الوزاري لمنتدي التعاون الصيني – العربي في يوليو المقبل، منوها بأن التبادل التجاري بين الصين والدول العربية بلغ 191 مليار دولار عام 2017 بزيادة تقدر بنحو 11.9 في المائة عن العام السابق بينما بلغت الاستثمارات الصينية غير المالية في الدول العربية 630 مليون دولار في النصف الأول من عام 2017 بزيادة تقدر بـ 25.6 في المائة عن نفس الفترة من عام 2016.
وذكر أن مبادرة الحزام والطريق تعد مبادرة شفافة وتتسم بالمساواة والانفتاح ومفيدة للجميع وتقوم بتنفيذ مشروعات يستفيد منها كافة الأطراف، مؤكدا أن رئيس وزراء الصين أشار إلى أهمية استكمال عملية الإصلاح والانفتاح نحو الخارج والعمل على إصلاح الحوكمة العالمية ودعم العولمة الاقتصادية.
وردا على سؤال حول القرار الأمريكي على فرض رسوم جمركية على الواردات من الصلب والألومنيوم، أكد السفير الصيني أن اختيار أسلوب الحرب التجارية لن يحل المشكلة ويعد وصفة خاطئة ولن تنفع أي دولة وأن بكين سوف يكون لها ردود أفعال ضرورية ومشروعة على هذه الإجراءات، موضحا أن الولايات المتحدة والصين يحتلان المرتبة الأولى والثانية في الاقتصاد العالمي ويتشاركان المصالح، مشددا على أهمية عقد مفاوضات بهدوء والتحدث نحو اتخاذ موقف بناء وسلمي فيما يتعلق بالمصالح المتبادلة.