أكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، اليوم الأربعاء، أن بلاده لا ترغب في الدخول في حرب باردة جديدة مع روسيا.
وخلال مثوله أمام لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية للرد على أسئلتها بشأن تعامل الحكومة مع محاولة تسميم العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال في وقت سابق من الشهر الحالي، قال جونسون إنها رسالة من موسكو لأي فرد يفكر في الانشقاق عن روسيا، مضيفا أن موسكو شنت الهجوم لتكون رسالة واضحة.
وأضاف جونسون أن موسكو اختارت بريطانيا لأنها "دولة تؤمن بالديمقراطية وسيادة القانون، وأنها انتقدت روسيا بسبب انتهاكها هذه القيم"، مشددا على أن الهجوم قد عرض المواطنين البريطانيين في موقع الحادث للخطر.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت التحقيقات تقود مباشرة إلى ضلوع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال وزير الخارجية البريطاني إن مسار التحقيقات أدى بكل تأكيد إلى الكرملين، متهما الرئيس الروسي بشن هجوم ساليسبري لإثارة الناخبين الروس قبل الانتخابات والحصول على أكبر قدر من الأصوات -على حد زعمه.
وحول طريقة التعامل المستقبلي مع روسيا، قال جونسون إنه لن يكون هناك أي اتصال رفيع المستوى مع القيادة الروسية قريبا، مضيفا أنه لن يكون هناك أي تمثيل بريطاني رفيع في كأس العالم، ولكن هذا لا يعني إغلاق أي قنوات اتصال بين الجانبين.. وتابع: "ما زلنا نمسك بيد الصداقة للشعب الروسي، لأن خلافنا ليس معهم، إنه مع الرئيس الروسي".
وأكد الوزير عدم رغبة بلاده في الدخول في "حرب باردة" جديدة مع روسيا، قائلا: "أتذكر الحرب الباردة وكانت فترة بائسة جدا، ونشأت وأنا أشعر بقلق حقيقي من احتمال تعرض بلادنا لضربة نووية".
وتابع "لا أعتقد أننا نواجه هذا النوع من التهديد الوجودي، لكنه تهديد مع ذلك، وعلينا أن نكون أقوياء وحازمين للغاية".
وكشف الوزير عن أن أعداد المتقدمين من إنجلترا للحصول على تأشيرات حضور مباريات كأس العالم في روسيا الصيف القادم بلغ 24 ألف شخص فقط، مضيفا أن تلك الأرقام أقل مقارنة بالأرقام خلال نفس الفترة تقريبا في كأس العالم السابقة، مشيرا إلى أن حكومته لم تقم خلال الوقت الحالي بإثناء المواطنين عن الذهاب إلى روسيا.
وعثرت السلطات البريطانية على سكريبال وابنته يوليا في الرابع من مارس الجاري في مدينة ساليسبري فاقدي الوعي، حيث تم نقلهما إلى المستشفى، ولا تزال حالتاهما خطيرتين جدا.