الإثنين 17 يونيو 2024

الهروب إلى الوهم !

13-3-2017 | 14:00

كتبت : مروة لطفي

لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة ...

المشكلة :

 هل يمحو الزواج أحرف أسم منقوش كالوشم على جدار القلب ؟!.. فأنا فتاة في منتصف العقد الثالث من العمر .. تخرجت من كلية الطب و عملت بإحدى المستشفيات الخاصة .. و كما هو معروف أن المجال الطبي يأخذ سنوات من العمر ، فلم أعرف يوماً الحب ، كذلك لم أرتبط بأي علاقة عاطفية .. و لا أنكر تقدم بعض العرسان لي بطريقة تقليدية و إن كان ذلك حدث على فترات متباعدة لكن أحدهم لم يكن مناسباً .. و هذا لم يكن رأيي وحدي بل و أسرتي أيضاً .. المهم مضى قطار العمر حتى وصلت لسن ينبئ بالخطر .. و هنا تعرفت عليه ، طبيب يكبرني بعامين و يعمل منذ ستة أشهر في نفس المستشفى .. و دون أن أعرف لما أو كيف شعرت بشيء يجذبني نحوه حتى أنني بت على يقين أنه شطري الثاني الذي انتظرته طويلاً .. فهل بادلني نفس المشاعر ؟!.. للأسف ، أعترف بوضوح أن أحاسيسه نحوي ليست إلا انجذاب لشخصية يحترمها .. بل أن قلبه مشغول بمطلقته التي أحبها بجنون و تركته بسبب سيطرة والدتها و ضغطها عليها .. و لم يخفي محاولاته المستميته في إعادتها .. هكذا ،.. أصابتني صراحته بصدمة كسرت قلبي ..فحاولت دون جدوى نسيانه حتى حدث ما لم أتوقعه .. فقد حدثني منذ عدة أيام عن رغبته في الزواج مني عل حبي له ينسيه عشقه !.. فهل أقبل رغم يقيني بوجود غيري في عقله و قلبه ؟!.. و لو رفضت ، هل أكون بذلك أضعت فرصة قد تكون الأخيرة في زواجي ؟!

- الرد : المتتبع لحكايتك يلاحظ الخلط بين حسابات القلب و أحكام العقل !.. فقد بدأتِ رسالتك بتساؤل يبدو أنه نابع من قلب ينبض بالعشق ..  بعدها ، تحدثتِ عن مضي العمر و ختمتِ حديثك بالخوف من ضياع فرصتك في الزواج !.. الأمر الذي يكشف عن خلل في مشاعرك تجاه هذا الشخص ، فأحياناً تدفعنا حاجتنا للحب إلى التوهم به مع من يصادف و يقع في طريقنا .. و هو ما حدث لكي بالفعل .. و في المقابل وجد الطرف الثاني في أحاسيسك تلك مسكن وقتي لتخفيف وطأة ألمه على فراق مطلقته .. لذا أرى أن تلك العلاقة محكوم عليها بالفشل المسبق ، فهي قائمة على الهروب سواء من جانبك أو جانبه  حيث تقنعين نفسك بمحبته خشية عدم الزواج بينما يعتبرك ممحاة لذاكره أحزانه .. و النتيجة علاقة مبنية على أساس هش خالي تماماً من معياري العقل و القلب .. فكري جيداً ، و اتخذي قرارك ..