الخميس 23 مايو 2024

انفراد.. الوجه الآخر للدكتور خالد منتصر: صرت أبًا لأمي وأنا طفل في السابعة

13-3-2017 | 18:33

من النظرة الأولى وقعت فى حب سماح أبوبكر عزت وشعرت أن «باسوورد» حياتي معها

أعاني الأرق.. لا أنام بسهولة.. ما جعلني إنسانا «راديويا» بامتياز                          

حــوار يكتبه -  محمد عبدالحافظ

من «بالطو» الطبيب خرج إلي رحابة عباءة الكاتب والفنان، مبدعا تنويريا يمزج العلم بالفن، ليقدم نموذجا استثنائيا للمفكر المهموم بوطنه، المنفتح علي العالم..

ينتمي الدكتور خالد منتصر إلي طابور طويل من «التنويرين» والمبدعين المصريين الذين تخرجوا من كليات الطب، ليجيدوا تشريح المجتمع وكتابة «الروشتات» لأوجاعه

وبعيدا عن معاركه الفكرية والإعلامية التقت "طبيبك الخاص" بالدكتور منتصر لتكتشف وجهه الآخر، إنسانا وكاتبا وزوجا وأباً..

● بداية.. كيف تشكلت شخصيتك المتعددة الأوجه؟

ــ اسمي في البطاقة الشخصية خالد السيد سعد منتصر، رئيس قسم  الأمراض الجلدية بهيئة قناة السويس وشهادة ميلادي تقول إنني من مواليد الجيزة، ولكن ميلادي الحقيقي وهويتي  الشخصية تكونت في دمياط  بلد أبي وأمي رحمهما الله عندما سافر أبي في إعارة إلي ليبيا لتدريب خبراء الطب الشرعي قسم أبحاث التزييف والتزوير هناك، بعد وفاة أمي بحوالي أربع سنوات، رفضت السفر واضطر الأب أن يتركني أعيش في قرية الشعراء بدمياط مع أعمامي وأخوالي مرحلة الإعدادية كلها .. حيث تشكلت شخصيتي المحبة للفن والجمال، واندمجت مع «الأويمجي» الذي اعتبره «مايكل أنجلو» النحت الخشبي، وراقبته وهو يعمل بجد وحب واستمتاع وهو يتعامل مع الكتلة بمقاومة، ولكن بغزل أيضاً!، تعلمت هناك الجدية.. حيث الكل يعمل منذ الصغر، حب الطبيعة حيث كان اللون الأخضر يكسو القرية قبل زحف الخرسانة، ومع دمياط كان اليتم  وفقدان الأم في الطفولة، تجربة هزتني بقوة علمتني الاستقلالية وجعلتني ألجأ إلي طوق نجاة القراءة حيث تطبطب الحروف علي روحي المكسورة باليتم، ماتت أمي بعد جراحة في الصمام الميترالي للقلب حيث كانت مصابة في طفولتها بالحمي الروماتيزمية، أصيبت بالشلل بعد الجراحة التي كانت صعبة ومعقدة وقتها وعاشت سنوات قليلة.. بعدها لايترجم كلماتها المتلعثمة إلا أنا، الطفل الذي كبر وصار أباً يحنو علي أمه وهو في سن السابعة.

● لكل منا عاداته الشخصية جداً قبل النوم .. فما عاداتك؟

أنا شخص يعاني من الأرق وصعب أن يدخل النوم بسهولة، ولم أنم ولو دقيقة واحدة في أي سفر حتي ولو استغرقت الطائرة يوماً كاملاً، احترت كثيراً في التغلب علي تلك المشكلة ورفضت اللجوء لأقراص المنوم، وجدت منذ صغري أن الراديو وقد صار من أعز أصدقائي هو الحل، اعتبروني شخصاً راديوياً بامتياز أحفظ برامج وأغاني الإذاعة كأننى خبير بمكتبتها، لدرجة أن هذا العشق جعل أول كتاباتي وعلاقاتي بالإعلام كانت من خلال الإذاعة، لاأستطيع النوم إلا عندما أدير مؤشر الراديو وأستمع إلي أي شئ مسلسل أو برنامج أو موسيقي.. إلخ، حتي يغافلني النوم وأدخل فى النعاس، القراءة أيضاً أساسية قبل النوم وأفضل الروايات.

● كيف تتعايش مع كونك طبيباً وإعلاميا يستطيع دوماً أن يكتشف أغوار من حوله؟

 ــ اخترت تخصصاً يساعدني علي الكتابة والعمل الإعلامي ويمنحني وقتاً وليس فيه emergency أو توتر الجراحات والطوارئ ، و فى نفس الوقت يشبع رغبتي فى سبر أغوار النفس ، فالجلد فى علم الأجنة مرتبط بالمخ والجهاز العصبي فى فترة التكوين الأولي، وهذا ينعكس علي ذاك والأمراض «النفسجلدية» كثيرة وبالطبع جميعنا يعرف علاقة الجنس بالسيكولوجية، لذلك أنا فى حالة دراما مزمنة مع كل مريض علي حدة، أبحث في خلفيته الاجتماعية والنفسية ولا أكتفي بالكلام فى الطب فقط، وهذا يشبع الجانب الفني الإعلامي بداخلي وأنا داخل العيادة. 

● ماذا عن الحب فى حياتك.. وهل لايزال الحب يدق قلبك؟

تزوجت رفيقة حياتي وشريكة عمري سماح أبو بكر عزت عن قصة حب ،بمجرد الرؤية الأولي أحسست أن «باسوورد» حياتي معها وشفرة قلبي في خزانتها، هي الأم والأخت والحبيبة حتي هذه اللحظة، نحن صديقان قبل أن نكون زوجين، ورغم كل هذا الارتباط إلا أن هناك مساحة استقلال وخصوصية يتركها كل منا للآخر وبكل حرية لأننا متكاملان لا متطابقان وليس مطلوباً أن نكون فوتوكوبي أو توأماً ملتصقاً!، الحب نتعامل معه بمنطق أنه لكي ينمو لابد أن يروي، نحن لانقع في الحب نحن ننمو في الحب. 

● هل لك صداقات عميقة تمثل توأماً روحياً فى حياتك؟

الصداقات القوية من فترة الدراسة لازالت هي التي تشكلت وطبخت علي مهل في المدرسة والجامعة وما بعد ذلك زمالة، الصديق الحقيقي الذي يستحق هذا اللقب هو من أتعري أمامه نفسياً بدون خجل أو خوف من الشماتة، من لا أحس معه بتربص أو تخوف أو ابتزاز، هو من لو قابلته بعد عشرين سنة أحس أنني تركته منذ عشرين دقيقة، وهؤلاء صاروا ندرة في هذه الأيام الضنينة بالصداقة الحقيقية.

● ما رأيك فى تعدد الزوجات، وختان الإناث؟

كتبت من قبل أن تعدد الزوجات هو طفاسة ذكورية ورمرمة رجال تتخفي تحت ثوب ديني  وكل المبررات الاجتماعية أو مايحاولون تسويق التعدد به هو أوهام وخرافات مثل أن القوة الجنسية للرجل أقوي وأن عددهم أكبر إنها أساطير نسجها الرجال  لتبرير تلك «الطفاسة»، أما الختان فهو عادة بربرية وجزارة بشرية لا أصل لها في العلم ولا في الدين، وربطها بالعفة وكبت الرغبة هو تحريف وتخريف، والرغبة مكانها المخ ومن يريد كبت الرغبة عليه أن يقطع رأس ابنته لا بظرها!!.

● هل للفنون دور فى حياتك؟ ..

- أعشق كل أنواع الفنون ومارست منها كتابة الدراما والقصة القصيرة التي اعتبر أن يوسف إدريس هو أميرها المتوج، أعشق الموسيقي وأراها الفن الأسمي والأرفع وكل الفنون تطمح إلي أن تكون موسيقي كما قال «شوبنهاور» لأنها فن الخلق فيه أصيل ويبدأ من اللاشئ وليست له مادة أولية ونموذجي المحبب لقلبي هو «موتسارت» نموذج الموهبة المجنونة المكتسحة، أعشق النحت لأنه يتعامل مع أصعب مادة، ونموذجي المحبب هو «مايكل أنجلو»، أعشق الفن التشكيلي واللون والضوء والظل ومعشوقي هو «فان جوخ» الذي أحج إلي متحفه في أمستردام كلما زرتها واكتشف كل يوم أنني مازلت لم أكتشفه بعد، أعشق المسرح خاصة المسرح الشعري ونموذجي وكاتبي المفضل في هذا النوع هو صلاح عبد الصبور وخاصة درته الفريدة مأساة الحلاج.

● الفنان محمد عبدالوهاب كان موسوساً فيما يتصل بالعدوى فما رأيك فى هذا؟

- لي صديق عزيز هو صديق عمر ورفيق طريق  د.حامد عبد الله أستاذ التناسلية الشهير وهو موسوعة فى عبدالوهاب وحكي لي حكايات كثيرة عن تلك الوسوسة ورأيي أن الكنوز مثل عبد الوهاب لابد أن تكون لديها تلك الوسوسة، فرأس ماله الحقيقي هو نفسه وفنه وصحته ولولا تلك الوسوسة لما تربع علي العرش كل تلك السنوات.

● هل أنت أنيق؟ وماذا تعنى الأناقة لك؟

- لا أستطيع أن أصف نفسي بذلك وأترك الحكم للناس، لكنني أحاول قدر طاقتي الحفاظ علي التناسق في الألوان واختيار الذوق البسيط المناسب وليس البهرجة والاستعراض .

● نريد أن نعرف أول شيء يدخل معدتك كل يوم وآخر شيء؟

- أعشق في الفطور الفول المدمس والجبنة الدمياطي والعشاء أفضله خفيفاً مجرد توست وزبادي وجبنة أيضاً، لكن لايت، هناك من حين لآخر تجاوزات في العشاء عندما تخدعني النفس الأمارة بالسوء فأتناول طعمية أو بيض بالبسطرمة، لكننى أقاوم هذا الوحش الشرس كثيراً.

● هل تستطيع مقاومة إغراء الملوخية بالتقلية والبامية بالتخديعة وتقتنع  بالطهى المسلوق أو المشوى؟

ضعيف جداً أمام هاتين الأكلتين بالذات أعترف لا أستطيع المقاومة .

●  ما هوايتك عندما تجد وقتاً لنفسك؟

القراءة والمشي ومشاهدة السينما التي أعشقها بجنون.

● وماذا عن ممارسة الرياضة فى حياتك؟

- الآن المشي فقط.

● كيف تسير علاقتك بأولادك؟

ــ أبنائي عمر وعلي هما صديقان لهما كامل الاستقلالية في التفكير ولم أتدخل إطلاقاً في تحديد مستقبلهما الأول معيد في طب أسنان والثاني طالب في كلية طب قناة السويس.

● ماذا تتمنى لعمر وعلى؟ وهل فرضت عليهما أن يمتهنا الطب؟

ــ لم أفرض عليهما دخول الطب وأتمني لهما أن يحققا كل أحلامهما وأن يظلا علي هذا الحب والتماسك فيما بينهما

● هل تعتبر السيجارة أحد الأصدقاء؟

- لم أذق طعم السجائر في حياتي ولو من باب الفضول واعتبرها أسخف اختراع بشري في التاريخ.

● مامفهوم السعادة لدى د.خالد منتصر؟

- السعادة هي الانسجام النفسي وقبول عيوبك والتعامل معها بذكاء وتقليص مساحة الشر الفطرية المخلوقة لدي كل إنسان.

●  هل للمرأة دور في حياتك؟

- المرأة كل حياتي.