قالت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة بدولة الإمارات العربية المتحدة نورة الكعبي، اليوم الأربعاء، إن قيادة بلادها حرصت منذ قيام الدولة على ترسيخ قواعد الاتصال بينها وبين الشعب، مشيرة إلى أن رئيس الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أول من تبنى أسس التواصل اليومي مع الشعب عبر المجالس والزيارات الميدانية والتفقدية للمواطنين والمقيمين في أنحاء الإمارات، وأسس مبكرا لهذا النهج الذي لا يزال ميزة تنفرد بها قيادة البلاد الرشيدة إلى الآن.
جاء ذلك خلال جلسة "الخطابات التفاعلية الخمسة" ضمن فاعليات الدورة السابعة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي تحت شعار "الألفية الرقمية .. إلى أين؟"، والتي انطلقت أعمالها اليوم بمركز إكسبو الشارقة بحضور الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتحدتث خلالها الوزيرة نورة الكعبي حيث تناولت "دور القيادات الشابة في حكومات المستقبل" إلى جانب خطابات تفاعلية أخرى لعدد من المشاركين في المنتدى.
وقالت الكعبي "إنه بالعودة بالذاكرة إلى 50 عاما مضت، فإننا نرى كيف كان هناك اتصال بين الحاكم والمحكوم وكيف تطورت هذه العلاقة بين القيادة ومختلف شرائح المجتمع، إذ كان الراحل الشيخ زايد بن سلطان يتواصل يوميا مع شعبه ويشاركهم في الاحتفالات والمناسبات والمجالس والمراكز وغيرها".
وأشارت إلى أنه من أهم صفات القائد القدرة على التواصل مع الشعب، وهو ما يجعل قنوات التواصل من الوسائل الفعالة في مسيرة التنمية وتطوير المعرفة والابتكار وتحرك الشعوب نحو المزيد من التقدم والازدهار.
وأضافت أن التطورات حولنا تتطلب تطوير أنظمة تواصل مبتكرة وأكثر مرونة، وهو ما يجعل الاتصال الحكومي إحدى ركائز ودعائم صنع القرار الحكومي في الدولة من خلال إيصال الرسائل الإعلامية، وبناء الكوادر المتخصصة وتطوير آليات التواصل والتخطيط الإعلامي الفعال.
وقالت الكعبي "إن هناك طفرة عالمية في مجال الاتصال والذكاء الاصطناعي، وعمادها المستخدمون وخاصة شريحة الشباب التي ضغطت على الحكومات في تسريع تبني الأفكار الجديدة، لأن تلك الحكومات تمتلك هياكل تواصل تعود إلى حقبة التسعينيات من القرن الماضي، بينما يجب عليها تبني خطاب حكومي يكون بلغة الشباب".
وعرضت "الكعبي" تجربة برنامج "صنّاع الأمل" الذي يندرج ضمن استراتيجية دولة الإمارات في تعزيز جسور التواصل مع الشباب، إذ حقق أكثر من أربعين ألف مشاركة في ثلاثة أيام، وغيره الكثير من المبادرات.
وأوضحت أن الاتصال الحكومي مع الشباب لا يقتصر على نشر الرسائل المعتادة، بل علينا أن ندرك أهمية بث رسائل حكومية موجهة وقادرة على مواكبة توجهاتهم، مع التأكيد على استمرار الاستثمار في إيصال الخطاب الحكومي عبر وسائل مختلفة، وتدريب الخبرات والمهارات الشابة للتعامل مع وسائل الاتصال الحديثة وعلى رأسها الهواتف الذكي، مشيرة إلى أهمية الشباب في قياس تأثير الرسائل الاتصالية، وتوظيف تقنية الذكاء الاصطناعي، بالتالي يجب تشجيعهم وجذبهم للتخصص في هندسة الذكاء الاصطناعي.
ورداً على كيفية تعزيز أداء الاتصال الحكومي مع الشباب، قالت "الكعبي" إن الزمن يتغير، فقبل 10 سنوات كان الـ"فيس بوك" هو القناة الوحيدة للتواصل الاجتماعي، والآن هناك عشرات الوسائل الأخرى، وهو ما يدفعنا إلى ضرورة تحديد دور التواصل الحكومي وهيكلته ليكون قادراً على توجيه الرسائل الصحيحة إلى الفئة المناسبة، وذلك يستدعي التنسيق بين الجهات الحكومية دائماً".
ودعت "الكعبي" إلى مواصلة الاستثمار في المواهب والمهارات وتطوير قدرات الشباب لقيادة المستقبل القائم على الابتكار.
ودوره، عرض السير تيموثي جون بيرنرز لي، مخترع الإنترنت ورئيس معهد البيانات المفتوحة، وجهة نظره حول "مستقبل البيانات المفتوحة"، حيث أشار إلى الدوافع التي أدت إلى وجود بيانات مفتوحة المصدر على الإنترنت، لافتاً إلى أن البيانات في السابق كانت توجد ضمن ملفات والأوراق، لكن ومع تقدم مجالات التقنية وتسارع وتيرة ثورة شبكة الانترنت بات لزاماً أن توجد البيانات بشكلها الدقيق على الشبكة كي يتسنى لجميع الراغبين الحصول عليها بيسر وسلاسة.
واستعرض "تيموثي لي" النصائح التي قدّمها للحكومة البريطانية ممثلة برئيس الوزراء الأسبق جوردون براون في سبيل إتاحة بيانات الحكومة البريطانية عبر شبكة الإنترنت، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تصب في مصلحة العلاقة بين الحكومة والجماهير من جهة، ومن جهة أخرى تسهم في الحفاظ على المنظومة البيئية لإنشاء واستحداث البيانات واستخدامها، حيث لفت إلى وجود كم كبير من الدول التي تتنافس على تقديم معلومات حكومية خاصة بها على شبكة الإنترنت.
وتطرق السير "بيرنرز لي"، إلى الدور الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الصدد، لافتاً إلى أنها تحمل في قواعدها بيانات هائلة وضعها المستخدمون بحسن نية وذلك في سبيل إنجاح العملية التواصلية، مؤكدًا أن عالم الإنترنت معقد للغاية وعلينا أن نكون أكثر وعياً بخصوص إتاحة البيانات عبر هذه الشبكات، مدللاً على ذلك بتسرب بيانات 50 مليون مستخدم لشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وتطرق خليفة الشامسي، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والحوكمة لمجموعة "اتصالات"، في الخطاب التفاعلي الرابع، إلى موضوع "قطاع الاتصالات ودعم حكومات المستقبل" حيث أكد أهمية تطوير البنى التحتية والخدمات التي تسهم بفعالية في توفير بيئة داعمة للابتكار والتطوير.