الخميس 16 مايو 2024

هل تصبح روسيا وسيطا لحل القضية الفلسطينية ؟ سياسيون: مواقف موسكو تؤهلها للوساطة ودعوتها لعقد قمة بين الطرفين ليست جديدة ورفضتها إسرائيل.. والرعاية الدولية للمفاوضات مطلوبة

تحقيقات31-3-2018 | 16:34

فخري: القيادة الفلسطينية تريد رعاية أطراف متعددة

الفرا: روسيا دعت للوساطة في القضية الفلسطينية قبل عامين ورفضتها إسرائيل

قيادي بـ«فتح»: مواقف روسيا تؤهلها للعب دور في القضية الفلسطينية


أكد محللون سياسيون أن تجديد روسيا دعوتها لترتيب قمة فلسطينية إسرائيلية في موسكو تأتي بعد عامين من دعوتها الأولى التي رفضها الجانب الإسرائيلي، موضحين أن هذه الدعوة مقبولة من الجانب الفلسطيني نظرا للمواقف الروسية الجيدة بشأن القضية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية والتي تؤهلها للعب دور الوسيط في هذه القضية.

كانت روسيا قد جددت دعوتها لترتيب قمة فلسطينية إسرائيلية على أراضيها، وجاء ذلك على لسان نائب مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن صباح اليوم لمناقشة تطورات الأحداث في قطاع غزة أمس الجمعة بعد مسيرات يوم الأرض، قائلا "نؤكد استعدادنا لتنظيم حلبة روسية يعقد عليها اجتماع بين الزعيمين الفلسطيني والإسرائيلي".

مواقف روسيا تؤهلها

الدكتور ياسر أبو سيدو، مسئول العلاقات الخارجية بحركة فتح، قال إن روسيا لها مواقف كثيرة جيدة من القضية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية والقضايا العربية ،كما أنها صديقة للدول العربية ولا سيما مصر والمملكة العربية السعودية ودول أخرى، مضيفا إن هذه المواقف تؤهلها للعب دور في القضية الفلسطينية والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الوسيط الروسي مقبول في هذا الشأن بشرط الحفاظ على الحقوق الفلسطينية وقرارات الشرعية الدولية بشأن القدس وحق اللاجئين في العودة، مضيفا أن الولايات المتحدة الأمريكية ثبت انحيازها للجانب الإسرائيلي بعد قرارها باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل في  ديسمبر الماضي.

وأكد أبو سيدو أن دول ألمانيا وفرنسا يمكن أن تقف مع الجانب الروسي لمساندة الموقف العربي والفلسطيني ضد الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفا أن عرض موسكو استضافة قمة فلسطينية إسرائيلية ليس غريبا لأنها تحاول أن يكون لها دور وهو أمر غير مرفوض بشرط عودة حقوق الشعب الفلسطيني.

دعوة قبل عامين

وقال السفير بركات الفرا، سفير فلسطين السابق لدى مصر، إن روسيا سبق وأن دعت قبل عامين للوساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من خلال دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور كل من بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، ووافقت القيادة الفلسطينية على هذه الدعوة ورفضها الجانب الإسرائيلي.

وأوضح في تصريح لـ""الهلال اليوم"، أن إسرائيل لا تريد أية وساطة سوى الأمريكية ما يهدد الدعوة الحالية ليصبح مصيرها كسابقتها لأن الولايات المتحدة لن تكون طرفا، مضيفا أن الرئيس أبو مازن دعا لمؤتمر دولي خلال كلمته مؤخرا في مجلس الأمن لكي لا يرعى المفاوضات طرف واحد  وأن تكون الرعاية من قبل الدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.

وأكد الفرا أن الدول العربية ستناقش في القمة المرتقبة خلال الأسبوعين المقبلين هذه المبادرة وتضع آليات للتنفيذ والدعوة لعقد مؤتمر دولي باشتراك الدول الخمس والمنظمات الدولية لبحث المسار التفاوضي على أساس حل الدولتين وقضايا اللاجئين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 إلى جانب مختلف القضايا العربية.

رعاية أطراف متعددة

فيما قال غزي فخري، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، إن دعوة روسيا للوساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بعد الأحداث التي وقعت أمس أثناء تظاهرات يوم الأرض، تأتي بعد مطالبة الرئيس أبو مازن ببدائل للجانب الأمريكي في المفاوضات بين الطرفين، مضيفا أن هذه الدعوى مقبولة من الجانب الفلسطيني لكن إسرائيل ربما لا تقبلها.

وأكد في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القيادة الفلسطينية تريد أطراف أخرى في هذه المفاوضات مثل الصين والاتحاد الأوروبي والجانب العربي، إلا أن  التوتر بين روسيا والدول الأوروبية في الوقت الحالي والأزمات الدبلوماسية بينهما قد تعيق هذه المفاوضات وقبول الدعوة فالأمر الآن ليس سهلا.