الأربعاء 15 مايو 2024

لعبة الحوت الأزرق تطبيق إلكتروني قاتل.. خبراء: تمحو عقول المستخدمين وتقودهم للانتحار.. وتستخدم سياسة «داعش» للهيمنة الذهنية.. والمشتركون يرتكبون جريمة يعاقب عليها القانون

تحقيقات5-4-2018 | 18:46

أطلق خبراء أمن المعلومات والقانون، تحذيراتهم المدوية من خطر انتشار لعبة الانتحار المعروفة بـ«الحوت الأزرق» خاصة بين المراهقين والأطفال وتستهدف الفترة العمرية من 12 إلى 16 عاما، بل انغمر فيها الشباب الأكبر من ذلك سنا بسبب الفضول وحب الإثارة والتشويق، مؤكدين أن هذه اللعبة تعمل على مسح عقول الشباب، بجانب الحصول على المعلومات الشخصية بهم لتحليل حالتهم النفسية للتمكن منهم السيطرة عليهم واقتيادهم من خلال مراحل اللعبة والبالغة 50 مرحلة إلى الانتحار.


وشددوا على ضرورة زيادة الوعي الديني والنفسي بين الأطفال والمتابعة الأسرية المستمرة للأطفال مع عدم الإفراد بالسماح للأطفال باقتناء الهواتف الحديثة التي تساهم بنسبة كبيرة في تدميرهم، لافتين إلى أن حظر تلك الألعاب القاتلة صعب جدا لأنها تنتشر عبر الواقع الافتراضي ومن السهل تغيير مسماه وتطبيقها وطرحها بشكل أو بآخر، ولكن الأهم نشر ثقافة الوعي وإعلاء دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية لتحصين الأبناء والأطفال.


لعبة الحوت الأزرق أخطر من داعش


الدكتور طلعت عمر، خبير تكنولوجيا المعلومات، قال إن لعبة "الحوت الأزرق" أخطر على الإنسان من تنظيم "داعش" الإرهابي، إذ تعمل على المسح الذهني للأطفال والمراهقين وتتمكن من قيادته دون وعي أو إدراك بكامل إرادة الشخص حتى يصل الأمر به إلى الاكتئاب والانتحار بيد الشخص نفسه، محذر من خطورة مثل هذه الألعاب مقللا من أمكانية منعها بسبب انتشارها الواسع على مواقع العالم الافتراضي.

وأكد لـ«الهلال اليوم» إنها ليست اللعبة الأولى التي تؤدي إلى القتل أو الاكتئاب ولكن هناك ألعاب أخرى انتشرت منذ فترة بعيدة واعتمدت على عنصر الإثارة والتشويق من أجل جذب المراهقين إليها وتؤدي أيضا إلى الانتحار، مثل لعبة "مريم" ولعبة" جنة النار" و"تشارل" وجميعها ألعاب في منتهى الخطرة على جيل النشء.


ولفت إلى ضرورة التحذير من هذه الألعاب التي تؤدي في النهاية إلى القضاء الكامل على الأطفال بعد إجراء عملية غسيل مخ عبر مراحل اللعبة المختلفة واقتياد الشخص داخل المحتوى والسيطرة عليه، فضلا عن الحصول عن جميع المعلومات الخاصة به ثم تنتهي بتوجيه واقتياده حتى الموت، كما تفعل التنظيمات الإرهابية مع الشباب والتي تعمل على مسح كامل للمخ الشباب ثم تبدأ في التوجيه والاقتياد لتنفيذ أوامرهم دون تفكير.


وشدد على أن أهم عناصر المواجهة تكمن في الدور التوعوي الذي تلعبه الأسرة المصرية والمدرسة ورجال الدين للتحذير من خطر هذه الألعاب فضلا عن مراقبة الأطفال في تلك الأعمار الخطرة حتى لا ينقاد وراء الهلال، مؤكدا أهمية عدم الإفراد في منح الأطفال في هذه الأعمال هواتف ذكية تسمح له في الانطلاق في العالم الافتراضي دون قيد أو شرط، لافتا إلى أن هذه اللعبة تقضي على الأطفال خلال 50 يوما من بداية الدخول فيها، والتي تبدأ بالمصارحة وصولا للسرية وعدم الإبلاغ عن مراحل اللعبة حتى لا يتم إدراك الكارثة وإنقاذ الطفل من تلك المرحلة حتى لا ينكشف أمره إلا بعد وفاته.


وأشار إلى أن هذه الألعاب تجعل الشخص يستجيب للعالم الافتراضي والعيش فيه متناسيا الواقع الحقيقي من حوله، مثلما حدث مع لعبة "البوكيمون" التي تجعل الأفراد ينقادون وراء مطالبها للوصل إلى شيء افتراضي وسط الأماكن العامة والخطرة والتي تؤدي في النهاية إلى حوادث تؤدي إلى القتل والتواجد في الأماكن المحظورة والمحرمة.


جريمة يعاقب عليها القانون


أما الدكتور حسام لطفي، الخبير القانوني، قال إن لعبة "لحوت الأزرق" التي انتشرت مؤخرا بين شباب المراهقين في مختلف دول العالم ووصلت إلى مصر، إذ ثبت إدانتها في جرائم إضرار نفسي أو بدني أو إزهاق أرواح ففي هذا الحالة يعاقب القائمون عليها قانونيا وشرعيا والاثنان متساويان أمام المشرع.


وأضاف الخبير القانوني لـ«الهلال اليوم» ويصل الأمر إلى معاقبة مستخدم اللعبة الافتراضية وولي أمره في حال إذا كان قاصرا ولم يبلغ السن القانونية، لأن تسبب في أحداث ضرر نفسي وجسدي لنفسه طواعية دون إجبار من أحد عن طريق إقدامه على تحميل اللعبة والمشاركة فيها والتنقل بين مستوياتها حتى يصل إلى المحظور، مشيرا إلى ضرورة إدراك هذا الخطر الذي يعاقب عليه القانون، والعمل على توعية الأطفال ومراقبة المراهقين حتى لا يتعرضون للمسائلة القانونية.


وأكد أن "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح" وهي  قاعدة ثابتة مستخدمة في القانون ومتداولة بين رجاله، فلا بد من البعد عن جلب المصلحة التي من الممكن أن تؤدي إلى الخطر.


وشدد لطفي على ضرورة نشر الثقافة الدينية والقانونية في المجتمع لتفادي الجريمة التي يرتكبها كل شخص في حق نفسه وحق المجتمع، مؤكدا أن حالة الانتحار وقتل النفس والضرر الشخصي، تقيد جريمة مخالفة للقانون ضد الشخص نفسه، فحالات الانتحار تسجل جناية قتل ضد المنتحر نفسه، نظرا لمخالفته القانون والشرع.


الهيمنة على العقول وتدميرها


وأكد وليد حجاج، خبير أمن معلوماتي، أن لعبة "الحوت الأزرق" التي انتشرت في مصر بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة تعتمد في المقام الأول على جمع معلومات وافية عن المستخدمين من أجل التحكم في عقولهم بالشكل الكامل من خلال طلب بيانات شخصية عن المستخدم خلال مراحل اللعبة، لتحليل الصفات الشخصية واستخدامها ضد الشخص نفسه واقتياده إلى تدمير نفسه.


ولفت الخبير المعلوماتي لـ«الهلال اليوم» إلى إن تلك اللعبة تستغل المشاعر النفسية وتلعب عليها حتى تتحكم في الشخص ثم تمنحه أوامرها حسب الحالة النفسية لكل مستخدم ومشترك بها، منها التواصل المستمر والاستيقاظ في الأوقات المتأخرة من الليل ومشاهدة أفلام الرعب وإيذاء النفس.


وأكد حجاج أن اللعبة تستهدف الأطفال من 12 عاما حتى عمر 16 عامًا، ومن المؤكد دراسة شخصية الأطفال في هذه الفترة العمرية جيدا واستكمالها بالمعلومات التي يحصل عليها القائمون على اللعبة من المشتركين وتوظيفها في تدمير الأطفال وإصابتهم بالاكتئاب وصولا إلى الانتحار المؤكد قبل نهاية مراحل اللعبة.


وشدد الخبير المعلوماتي على ضرورة نشر ثقافة الوعي بين المراهقين والأطفال مع المتابعة المستمرة من قبل الأسرة والاطلاع على هواتفهم باستمرار والبحث عن المخاطر المختزلة داخل الألعاب التكنولوجية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن لعبة الحوت الأزرق تبدأ برسم الحوت بآلة حادة على الذراع وإرسالها إلى القائمين على اللعبة، وهي شرط أساسي لاجتياز المرحلة، ثم بعد ذلك يطلب منك مطالب تؤدي  إلى الخطر، وتتصاعد وتيرتها مع التقدم في مراحل اللعبة حتى الوصول إلى الهلال المؤكد.

    Dr.Radwa
    Egypt Air