راضي: رفض جميع التدخلات
في سوريا
حامد: الدول العربية
لا بد أن تحسم قرارها بعيدا عن الغرب
الشهابي: السيسي
بين حجم التحديات التي تواجه الدول العربية
ركزت القمة العربية،
المنعقد في مدينة الدمام السعودية، اليوم، على القضايا الشائكة في المنطقة وعلى
رأسها قضية القدس والتصدي للقرار الأمريكي بشأن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب
إلى القدس واعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال، والرفض لجميع محاولات تهويد القدس،
الأمر الذي اعتبره دبلوماسيون انتصارا عربيا جديدا للقضية الفلسطينية، مؤكدون
أهمية الحل السلمي في حسم القضايا الخلافية في الدول العربية وجلوس جميع الأطراف
على مائدة المفاوضات، رافضون أي تدخلات خارجية في الدولة العربية، مطالبون بتشكيل
لجنة عربية خالصة لحسم الأزمات في سوريا.
وأكدوا أن كلمة الرئيس
السيسي في القمة العربية، اليوم، قدمت حلولا عاجلة للأزمات والمشاكل العربية ولمست
كل القضايا التي تشغل الساحة، مشددون على ضرورة الاستجابة لدعوات الرئيس عبدالفتاح
السيسي بتشكيل قوة عربية مشتركة مجابهة للتحديات والمخاطر التي تحاك للمنطقة.
تفنيد جميع المخاطر
التي تواجه المنطقة
ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل،
قال إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية بالدمام، كانت كلمة شاملة وضع
فيها النقاط على الحروف وتحدث فيها عن التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي، ووصفها
بأنها تحديات غير مسبوقة.
وأضاف الشهابي لـ«الهلال اليوم»، أن الرئيس أكد أن سوريا تواجه تهديداً وجودياً حقيقياً، ومحاولات ممنهجة لإسقاط مؤسسة
الدولة الوطنية لصالح كيانات طائفية وتنظيمات إرهابية، يمثل مشروعها السياسي ارتداداً
حضارياً كاملاً، عن كل ما أنجزته الدول العربية منذ مرحلة التحرر الوطني، وعداءً شاملاً،
لكل القيم الإنسانية المشتركة، التي بشرت بها جميع الأديان والرسالات السماوية.
وتابع رئيس حزب الجيل: "أن الرئيس السيسى حذر من الخطر الذي تمثله تركيا وسعيها لزيادة نفوذها في الوطن العربي
وذكر القادة العرب بأن جيشها يحتل أرض في سورية وله قاعدة في قطر.
ولفت ناجى الشهابي، أن الرئيس
رفض في كلمته ممارسات قطر التي فيها تهدر حقوق الجوار، وتعمل بدأب على إنشاء مناطق
نفوذ داخل الدول العربية، وعلى حساب مؤسسات الدولة الوطنية بها.
وقال "الشهابي، إن
الرئيس السيسي نبه القادة العرب بأنهم بعيدين تماما عن الاجتماعات التي تعقد لإنهاء
الحرب الأهلية الشرسة، التي أزهقت أرواح ما يزيد عن نصف مليون سوري، وأعرب الرئيس رفضه
لهذا التجاهل بقوله وكأن مصير الشعب السوري ومستقبله، بات رهناً بلعبة الأمم، وتوازنات
القوى الإقليمية والدولية.
وأكد رئيس حزب الجيل، أن الرئيس
أشار في كلمته إلى سعى إيران إلى زيادة نفوذها في المنطقة العربية، وقال هناك طرف إقليمي
آخر ، زين له حالة عدم الاستقرار التي عاشتها المنطقة في السنوات الأخيرة، أن تبني
مناطق نفوذ باستغلال قوى محلية تابعة له، داخل أكثر من دولة عربية..
وأشار "الشهابي"، إلى أن الرئيس لم ينس القضية الفلسطينية، وحذر من أن قضية العرب المركزية توشك على الضياع
بين قرارات دولية غير مفعلة وصراع الأشقاء الذي يستنزف قواهم ويعطى للعدو فرصة لتكريس
سلطة الاحتلال وأن الجرح الفلسطيني نازف، وشهداء فلسطين يسقطون كل يوم.
وأكد أن العدو يسعى لإنهاء
حلم الشعب الفلسطيني الشقيق في الحرية والدولة المستقلة.
وأعرب الرئيس، عن إيمانه بأن
قضية فلسطين هي قضية الحق في مواجهة القوة وأن القدس عربية ورفض الرئيس الانقسام الفلسطيني
وضرورة رأب الصدع واستعادة وحدة الصف الفلسطيني للدخول في أي مفاوضات فريق واحد.
وأكد الرئيس حاجتنا إلى إستراتيجية شاملة للأمن القومي
العربي، لمواجهة التهديدات الوجودية التي تواجهها الدولة الوطنية في المنطقة العربية،
وإعادة تأسيس العلاقة مع دول الجوار العربي على قواعد واضحة، جوهرها احترام استقلال
وسيادة وعروبة الدول العربية، والامتناع تماماً عن أي تدخل في الشأن الداخلي لأي دولة.
وشدد على أن الرئيس أعرب عن
ارتياحه للقرار المطروح من القمة العربية، لتطوير المنظومة العربية الشاملة لمكافحة
الإرهاب، وتمنى أن يعود البعض، ممن يصرون على الوقوف في الجانب الخاطئ من التاريخ،
إلى جادة الصواب، والتوقف نهائياً عن رعاية الإرهاب ودعمه، بشكل يتناقض كلياً مع تعاليم
الإسلام، وأواصر الأخوة والعروبة، بل وقيم الإنسانية والحضارة.
وحمل الرئيس السيسي القادة
العرب مسئولية الحفاظ على وحدة وسلامة وعروبة ليبيا واليمن وقطع الطريق على أية محاولة
من التنظيمات الإرهابية، ورعاتها الإقليميين والدوليين، لتمزيق أوصال هذه الأوطان العربية.
ولفت رئيس حزب الجيل، إلى أن كلمة الرئيس اليوم كانت
صادقة وصريحة ووضع فيها لأول مرة منذ أحداث يناير ٢٠١١ القادة العرب
أمام مسئوليتهم لك يتحركوا على أساسها ولم ينس الرئيس أن يؤكد لهم مصر بجيشها وشرطتها
تواجه الإرهاب دفاعا عنهم وعن العالم.
حلول عاجلة للأزمات
العربية
أكد السفير طلعت حامد، الأمين
العام للبرلمان العربي سابقًا، أهمية كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة العربية
المقامة في الدمام بالمملكة العربية السعودية، والتي ركزت على المخاطر التي تحيط بالأمة
العربية وتحتاج إلى تكاتف وترابط من الجميع والبحث عن الحلول السياسية بعيدا عن ساحات
الحرب والقتال.
وقال حامد لـ «الهلال اليوم»
إن الدول العربية لا بد أن تكون صاحبة القرار في تحديد مصيرها ولا تنتظر أن تدافع القوى
الغربية عنها، مشيرا إلى أن القوتين الكُبريين في العالم وهما روسيا والولايات المتحدة
وحلفائها من الدول الأوروبية لا تسعيان إلا لمصالحهما الشخصية.
وقال الأمين العام للبرلمان
العربي سابقًا، إن الدول العربية عليها سرعة الاستجابة إلى ما طالب به الرئيس عبدالفتاح
السيسي من تشكيل قوة عسكرية مشتركة تجابه المخططات والمؤامرات التي تحاك للمنطقة، حتى
نستطيع تقرير مصيرنا.
ولفت إلى أن الرئيس تطرق إلى
قضية العرب الأولى وهي القضية الفلسطينية التي تلعب فيها مصر دورا محوريا من جانب إتمام
المصالحة الفلسطينية التي هي أساس إقامة الدولة الفلسطينية، مشيرا إلى ضرورة اندماج
حماس في الشعب وبعدها عن سياسة المؤامرات والمخططات حتى تكلل محاولات الأشقاء العرب
بالنجاح.
وأكد أن الرئيس شدد على ضرورة
الحل السلمي في ليبيا واليمن باعتبارهما قضيتين حيويتين بعد أن باتت اليمن شبه دولة
وتهالكت مؤسساتها واستنفذت قواها، فضلا عن الأهمية الحيوية لدعم الاستقرار السياسي
في ليبيا، مؤكدا أن الرئيس لمس كل نقاط القوة والضعف في الأزمات العربية مقدما العلاج
العاجل لها.
تشكل لجنة حقوقية
للوقوف على حقيقة الأوضاع في سوريا
قال اللواء أمين راضي، عضو
الهيئة العليا لحزب الوفد، إن القمة العربية التي انطلقت في مدينة الدمام السعودية،
اليوم، ركزت على الجهود الرامية لإحلال عملية السلام في الأقطار العربية ومواجهة التحديات
الإقليمية والدولية، مشددًا على ضرورة التمسك بالحل السلمي والتفاوض في القضايا العربية
بعيدا عن أي حل عسكري أو تدخلات خارجية.
ولفت لـ«الهلال اليوم» إلى
ضرورة إقرار العرب لمصيرهم ورفضهم لأي تدخلات خارجية بعيد عن أي خلافات شخصية، مشيرا
إلى أن الرئيس السيسي ركز خلال كلمته على نقطة في غاية الأهمية وهي ضرورة التحقيق في
قضية الكيماوي في سوريا حتى نستطيع محاسبة المخطئ أو إسكات الادعاءات الباطلة، لأن
العراق واجه نفس المصير ثم اعترفت بعد سنوات الدول العربية بالانتهاكات التي ارتكبتها
في حق العراق.
وطالب من القادة العرب، سرعة
تشكيل لجنة عربية تابعة للجامعة للتحقيق في واقعة الكيماوي ورفع التقرير النهائي إلى
السفير أحمد أبو الغيط لتتخذ الدول العربية قرارا جماعيا بشأن المخالفات في سوريا بعيدا
عن التدخلات الغربية، رافضا العدوان الثلاثي التي شنته الولايات المتحدة بمساعدة بريطانيا
وفرنسا على الأراضي السورية معتبره انتهاكا لحقوق الإنسان.