قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن القمة العربية التاسعة والعشرين أكدت أن السلام هو خيار استراتيجي للعالم العربي.
وأضاف الجبير - خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط عقب اختتام أعمال القمة العربية - أن هذه القمة تركزت على القضايا التي تهم الأمة العربية بشكل عام، ولاسيما القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أعلن تقديم مزيد من الدعم للشعب الفلسطيني، حيث تم رفع نسبة دعم المملكة الشهري للسلطة الفلسطينية من 7.5 مليون دولار إلى 20 مليون دولار منذ بضعة أشهر، كما تم الإعلان عن تقديم 70 مليون دولار تنفيذا لقرار قمة "عمان" لدعم صناديق "القدس" و"الأقصى"، مضيفا أن خلال هذه القمة أعلن الملك سلمان عن تقديم تبرع بمقدار 150 مليون دولار للأوقاف الإسلامية في القدس و50 مليون دولار لمنظمة "الأونروا" التي تدعم وتساعد الشعب الفلسطيني.
ولفت وزير الخارجية السعودي إلى أن القمة العربية التاسعة والعشرين أكدت أن مبادرة السلام العربية لا تزال قائمة وتعتبر من المرجعيات الأساسية للوصول إلى حل شامل ونهائي للقضية الفلسطينية مبنى على حل الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتابع قائلا "القمة العربية تطرقت إلى الوضع المؤلم في سوريا، وإلى جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية والتي أدت إلى التحرك العسكري من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا".
وأشار الجبير إلى أنه تم إدانة استخدام الأسلحة الكيماوية واعتبارها جريمة، لافتا في الوقت ذاته إلى أن القمة العربية طالبت بتحقيق وتفتيش دولي لمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم.
وأضاف أن القمة دعت إلى حل سلمي في سوريا مبني على إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254 وأهمية الحفاظ على وحدة سوريا ومؤسساتها، مؤكدة دعمها للمبعوث الأممي لحل الأزمة السورية.
وفيما يتعلق باليمن، أوضح وزير الخارجية السعودي أن القمة أكدت على شرعية التحركات التي يقوم بها التحالف الدولي من أجل دعم الشرعية في اليمن، وكذلك التأكيد على تطبيق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن 2216.
وقال إنه تم إدانة إطلاق الصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران، مضيفا أن الميليشيات قامت بإطلاق صواريخ وصل عددها إلى 119 صاروخا إيراني الصنع، كما أدانت نهب الميليشيات للمساعدات الإنسانية المقدمة إلى الشعب اليمني وعرقلتها للعملية السياسية.
وأضاف الجبير أن القمة العربية أدانت أيضا الدعم الإيراني للميلشييات الحوثية ومدهم بالسلاح، مطالبة إيران بالانسحاب من اليمن والكف عن انتهاك القرارات الأممية، كما أدانت القمة التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة سواء في إشعال الفتن الطائفية أو زرع ميليشيات إرهابية في عدد من الدول العربية، سواء في لبنان أو العراق أو اليمن، بالإضافة إلى إيوائها لقيادات من تنظيم القاعدة الإرهابي.
وتابع قائلا "يجب على إيران بناء علاقاتها وتصرفاتها مع الدول العربية على أساس مبدأ احترام الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وعلى الأسس والقوانين الدولية".
وأشار الجبير إلى أنه صدرت عن القمة العربية وثيقة للتعاون العربي في مواجهة التحديات المشتركة وتم الاتفاق - بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - على عقد قمة ثقافية.
ولفت الجبير إلى أنه تم إقرار إقامة قمة اقتصادية في بيروت العام المقبل وكذلك الاتفاق على إقامة القمة العربية الـ 30 المقبلة في تونس.
من جانبه، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أن هناك وثيقتين صدرتا عن القمة؛ الأولى وثيقة تعزيز التعاون والأمن القومي العربي لمواجهة التحديات المشتركة، والثانية "إعلان الظهران" الذي يتناول كافة محاور العمل ورؤية القمة العربية للمشكلات التي يواجهها العالم العربي، مشيرا إلى أن القمة تناولت أكثر من 25 بندا تغطي جميع المسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأعلن أبو الغيط عن تسلم رسالة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عبر فيها الأخير عن رغبة بلاده في إقامة أقوى العلاقات مع الدول العربية.