شهدت فاعليات اليوم الثاني من مؤتمر دول حوض البحر المتوسط "موك 2018" انعقاد جلسة بعنوان "مصر كمركز إقليمي للطاقة" بمشاركة رؤساء ومسؤولي عدد من شركات البترول العالمية العاملة في مصر.
وأوضح المهندس هشام مكاوي الرئيس الإقليمي لشركة بي بي لمنطقة شمال إفريقيا رؤية شركة بي بي وتوقعاتها لمستقبل الطاقة، مشيرا إلى أن الغاز الطبيعي يحظى بأهمية متزايدة في مشهد الطاقة المتنامي وأن هناك احتياجاً لمزيد من التنوع في الوقود لمواجهة التحديات المتمثلة في توفير الطاقة التي يحتاجها العالم أولاً والمضي نحو التحول إلى مستقبل يتميز بتنوع مزيج الطاقة وخفض الاعتماد على الهيدروكربونات، وتوقع أن تتعدى إمدادات الغاز المسال أكثر من الضعف بحلول عام 2040 وأن تصل هذه الزيادة إلى نحو 40% خلال الأعوام الخمسة القادمة وأن تستمر بي بي في زيادة إنتاجها من الغاز.
وأكد مكاوي، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه كريم علاء رئيس شركة بي بي مصر، ثقته في أن مصرستصبح مركزا إقليميا للطاقة، بما يتوافر لها من مقومات صناعية وجغرافية وبشرية وفنية تؤهلها لنقل الغاز الطبيعي لأوروبا بأسعار تنافسية، مشددا على التزام "بي بي" بالاستفادة من خبراتها واستثماراتها الكبيرة وريادتها التكنولوجية لدعم رؤية مصر لصناعة البترول من خلال شراكتها القوية والاستراتيجية مع الحكومة المصرية، مشيرا أنه من المتوقع زيادة إنتاجها من حقولها الرئيسية خلال هذا العام وهى ظُهر مع إيني، وجيزة وفيوم، بالإضافة إلى ريفين في عام 2019، إلى جانب ما حققته من نتائج أعمال متميزة في مشروع آتول، حيث شهد المشروع أفضل أداء للحفر وإنهاء للأعمال والإنشاءات والتركيبات البحرية، كما شهد أول تنمية في منطقة مرتفعة الضغوط والحرارة في دلتا النيل، وتخطى الإنتاج من الحقل التوقعات، مضيفاً أنه استكمالاً للنجاح الذي تحقق في تنفيذ مشروع أتول، ستسرع بي بي في تنمية كشف القطامية للغاز والإنتاج منه قد يبدأ في أواخر عام 2019/ أوائل عام 2020 باستغلال تسهيلات الشركة الفرعونية.
وأوضح الرئيس الإقليمي لشركة بي بي لمنطقة شمال إفريقيا أن تنظيم سوق الغاز يوفر فرصة للقطاع الخاص للدخول والمنافسة في السوق المحلية وجذب مزيد من الاستثمارات وأن بي بي تستعد لأن تكون لاعباً أساسيا في مجالات عدة، مثل تطوير وتنمية البنية التحتية وتحقيق المزيد من الاكتشافات الغازية في منطقة دلتا النيل الغنية بالغاز، مضيفا أن بي بي تدعم بجدية مشروع التطوير والتحديث الذي تنفذه وزارة البترول.
وقدم المهندس حسين الغزاوي المدير العام لشركة شلمبرجير، عرضا لرؤية ومهام الشركة في مشروع مصر القومي للتحول إلى مركز إقليمي لتداول وتجارة الغاز والبترول، مشيرا إلى أن مصر مؤهلة للقيام بهذا الدور في ظل ما حققته من اكتشافات مؤخرًا وما لديها من رؤية قيادية وموقع جغرافي وبنية تحتية وتسهيلات للغاز الطبيعي المسال والعمالة الماهرة وصدور قانوني الاستثمار والغاز الجديدين.
وأشار الغزاوى إلى التزام الشركة بتنمية مصادر البترول والغاز في مناطق عملها بمنطقة حوض النيل والبحر المتوسط التى تعمل بها منذ ١٥ عاما ومواصلة دعمها للأنشطة للأنشطة البرية في الصحراء الشرقية والغربية وتطبيق أحدث التقنيات في مجالات البحث والاستكشاف وتشجيع الاستثمار في البحث العلمي بكل مراحل صناعة البترول والغاز وتقديم نماذج عمل حديثة تدعم التعاون الفني والتوافق التجاري بين شركات الاستكشاف والإنتاج والخدمات لتقديم منظومة تكنولوجية متكاملة تحقق المرونة في الأداء وإنجاز المهام والمساعدة في تمكين مصر من تحقيق هذا المشروع الحيوى، مشيرا إلى ضخ شلمبرجير استثمارات بنحو ٦٠ مليون دولار، لبناء مركز مصر لتحسين كفاءة التشغيل لتقديم خدمات تنافسية وإتاحة تبادل معلوماتي لصناعة البترول والغاز في مصر.
ومن جانبها أكدت المهندسة ميرنا عارف المدير الإقليمي للحلول الرقمية في مجال البترول والغاز بشركة بيكرهيوز جي أي الأمريكية، أن الاكتشافات الأخيرة للغاز في مصر وضعتها في مصاف أفضل 20 دولة على مستوى العالم من حيث احتياطيات وإنتاج الغاز الطبيعي وأن مصر تعتبر إحدى الأسواق الرئيسية الواعدة للغاز عالميا، موضحة أن حقل غاز ظهر العملاق أحدث تغيرات كبيرة في خريطة الطاقة في مصر ويؤهلها إلى جانب ما تحقق من اكتشافات كبرى لكي تصبح دولة مصدرة للطاقة مستقبلاً وأن تلعب دوراً محوريا كمركز لتجارة الغاز على المستوى الإقليمي، مشيرة إلى أن مصر تعد من أهم الأسواق الجاذبة لاستثمارات الشركات المحلية والعالمية في البترول والغاز، استنادا إلى ما تمتلكه من مقومات من موارد طبيعية وكوادر بشرية متميزة وخطط طموحة للتطوير والتحديث.