الأربعاء 26 يونيو 2024

أحاسنكم أخلاقاً

15-3-2017 | 10:38

بقلم –   أ.د أحمد كريمة

٢) الاستقامة

الاستقامة: سلوك الطريق المستقيم الذى هو الدين القويم ويشمل هذا فعل الطاعات كلها الظاهرة والباطنة وترك المنهيات كلها كذلك.

الاستقامة طريق النجاة كما قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - لأنها لزوم المنهج القويم، قال الله عز وجل «إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنت توعدون»، وهى تتعلق بالنيات والأقوال والأعمال والأحوال، فالاستقامة فيها وقوعها لله وبالله وعلى أمر الله، ولعظم قدرها وأثرها ألزم الله - جل شأنه - رسوله- صلى الله عليه وسلم - بها، والأمة كلها فى كل عصر ومصر فى شخصه الكريم - صلى الله عليه وسلم «فاستقم كما أمرت ومن تاب معك»، «واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم» ومن وصايا سيدنا محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم «استقم ولتحسن خلقك»، وسئل صديق الأمة سيدنا أبو بكر - رضى الله عنه - عن الاستقامة فقال: «ألا تشرك بالله شيئًا»، يريد الاستقامة على محض التوحيد، وقال سيدنا عمر - رضى الله عنه:- «الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهى ولا تروغ روغان الثعالب، وقال سيدنا عثمان - رضى الله عنه: «استقاموا» اخلصوا العمل لله - عز وجل- وقال سيدنا على - رضى الله عنه:- «استقاموا: أدوا الفرائض، وقال سيدنا الحسن - رضى الله عنه»-استقاموا على أمر الله فعملوا بطاعته، واجتنبوا معصيته، وهى أساس الأعمال الصالحات من الاستقامة على الحق، وسطا غير مائل إلى طرفى الإفراط والتفريط، وهى من كمال الإيمان وحسن الإسلام، بها ينال الملتزم بها الكرامات وتصل إلى أعلى الدرجات، وهى دليل وعنوان المتقلين ومرضاة رب العالمين، وهى جامعة لأفضل المناهج التربوية الأخلاقية فأهل الاستقامة استقاموا على أن ربهم وحده لا شريك له، ولزموا طاعته، واخلصوا لله الدين، واخلصوا بقلوبهم وأقوالهم وأفعالهم، واستقاموا سرًا وجهرًا، وجمعوا بين فعل الطاعات، واجتناب المعاصى، ومعلوم أن القلوب إذا استقامت على معرفة الله وإجلاله ومهابته ومحبته وإرادته ورجائه ودعائه والتوكل عليه والإعراض عما سواه، استقامت الحواس والجوارح كلها، ومتى حصل ذلك حصل النجاح والصلاح والفلاح، جعلنا الله - سبحانه - من أهل الاستقامة وأوصلنا بها إلى دار الكرامة آمين.

المرجع: نضرة النعيم - بتصرف-