قال عماد عمر، الكاتب الصحفي وكبير المحررين سابقا بوكالة رويترز، إن العديد من الوسائل الإعلامية الكبيرة تقع في خطأ نشر أخبار تنتمي إلى الصحافة الصفراء مما يؤدي إلى مشاكل تصل أحيانا إلى درجة تهديد وحدة المجتمعات، لافتا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي من أخطر التحديات التي تواجه الصحافة المهنية.
وأضاف عمر، في محاضرة قدمها في إطار الدورة التدريبية الحادية والخمسين للصحفيين الأفارقة التي ينظمها مركز المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بالتعاون مع اتحاد الصحفيين الأفارقة ووزارة الخارجية المصرية، أن الصحافة الصفراء تلعب أحيانا على الانقسامات بين الطوائف والجماعات داخل المجتمع الواحد، ويمكن أن تتسبب بما تنشره من أخبار كاذبة في تأجيج العنف وسقوط ضحايا مثلما حدث في دول مثل كينيا ورواندا.
وأوضح عمر أن الصحافة الصفراء هي صحافة لا أخلاقية تبتعد عن الحقيقة وتعتمد على نشر أخبار الفضائح والإثارة، وتهتم بالمؤثرات البصرية؛ لأنها تخاطب العين وليس العقل، لذلك تفرد مساحات كبيرة للصور وتستخدم عناوين رنانة لأخبار بلاقيمة، مشيرا إلى أن هذه النوعية من الصحافة لا تعتمد على مصادر موثوقة وتنقل الأخبار عن خبراء وهميين وربما من وسائل التواصل الاجتماعي دون تحقق أو تدقيق لمجرد جذب الجماهير وبالتالي جذب المعلنين.
وأكد أن الصحافة تواجه تحديا حقيقيا من مواقع التواصل الاجتماعي حاليا بعدما أصبح أكثر من 40 في المئة من الشباب يعتمدون على مواقع التواصل كمصادر للأخبار، مضيفا أنه يمكن لأي صاحب صفحة أو حساب على مواقع التواصل الاجتماعي مشاركة صورة لحدث ما دون التأكد من مدى صحتها أو باقي جوانب الحدث لتنتشر الصورة مثل النار في الهشيم؛ بينما يكون على الصحفي المحترف التأكد أولا من الحقيقة ومتابعة باقي جوانب القصة، وهو ما يحتاج وقتا يعطي ميزة لمواقع التواصل الاجتماعي لدى كثير من الناس.
ولفت إلى أن التحدي الآن هو تقديم خدمة مهنية ومحترفة بسرعة تنافس السوشيال الميديا، ولذلك أصبحت مهنة الصحافة أكثر تعقيدا وأصبح الصحفي بحاجة لتدريب متواصل لصقل مهاراته.
وقال عمر إن مخاطر الصحافة الصفراء تنعكس على الصحافة والمجتمع وعلى الصحفيين أنفسهم، وتحدث عن بعض النماذج بالدول الأفريقية المختلفة، منها كينيا ورواندا وجنوب أفريقيا وجنوب السودان، التي شهدت تعرض نسبة هائلة من المواطنين لأخبار كاذبة على مدار العام الماضي.
حضر لقاء عمر مع الصحفيين الأفارقة الدكتورة سامية عباس أمين عام اتحاد الصحفيين الأفارقة، وماهر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة راديو النيل، وشعيبو عثمان أمين عام اتحاد الصحفيين في نيجيريا.