تقرير: أميرة صلاح
عدسة: ناجى فرح
وفقا للعلوم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، يعتبر الشباب بمثابة الرقم الأهم فى معادلة الوطن، الخطوة الثابتة التى يجب أن يتقدم بها الوطن للأمام، لكن فى مقابل ما تقوله النظريات العلمية تلك، فإن محاولة استطلاع رأى شريحة من الشباب، حول موقفهم من الأداء الحكومى، والقرارات التى تتخذها الحكومة، ومعدلات رضاهم على خطواتها، تكشف أن العلم تراجع خطوة عدة للوراء، ليس هذا فحسب، لكن هناك شعورا لدى فئة منهم بأنهم «بره الحسابات».
يرى الشباب أن هناك الكثير من القرارات التى اتخذتها الحكومة الحالية لا تخدم مطالب المجتمع، متسائلين كيف يعبر المسئولون عن آراء واحتياجات الشباب وأغلبهم فوق الستين؟.. فهم يرون أنه يجب أن يصل الشباب لمناصب الوزراء.
من جهته قال أحمد حسن - بائع: بعد حصولى على شهادة الدبلوم، حاولت أكثر من مرة أن أعمل بالمؤهل الذى أمتلكه، لكننى فى كل مرة كنت أعود دون فائدة، ولهذا لم أجد إلا النزول إلى السوق وشراء بضاعة أدور بها فى الشارع، « حتى دى مستكترينها عليا، بيعملونا زى المجرمين، وبيقبضوا علينا وينزلونا الحجز كأننا تجار مخدرات، بس أنا واقف باكل لقمة عيش ومش بعمل حاجة غلط».
«حسن»، vwأكمل بقوله: ما أطلبه من الحكومة أن تتعامل معى كمواطن أحصل على حقوقى كاملة، وتوفر لى فرصة عمل جيدة تتناسب ومؤهلى.
«أداء الحكومة سيء لدرجة كبيرة»، هكذا عبر محمود - طالب بكلية التجارة- عن استيائه من أداء الحكوم، أكمل بقوله: الأداء سيء فى أكثر من جانب سواء التعليم أو الصحة أو الإسكان أو حتى المواد التموينية، والتى تعد من الاحتياجات اليومية لكل بيت، وأصبحت الآن غير متوفرة، منظومة التموين الفاشلة الذى خلقت ما يسمى بالبطاقة الذكية، الآن البطاقة تعطى زجاجة زيت واحدة فقط للأسرة ولا تكفى حتى لتجهيز وجبة واحدة، والزيت الحر سعرها وصل إلى ١٥ جنيها.
«محمود» أضاف قائلا: «أنا بشتغل عشان أقدر أكمل تعليمي، أنا فى سنة ثانية تجارة خارجية، ومش حاسس أن الحكومة موفرة ليا أى حاجة، انا لو مش كملت تعليمى هبقى ضيعت ١٦ سنة من عمرى هدر، والتعليم عندنا تراكمى يعنى السنة الواحدة بتفرق».
وعن احتياجاته من الحكومة قال: نحتاج فرص عمل للشباب، حتى الآن يوجد موظفون فوق الستين، ومتمسكون بوظائفهم، فى حين أن الشباب يجلس على المقاهي، الحكومة لديها كنز تعجز عن استغلاله، ويوجد أكثر من ٣ ملايين عاطل فى مصر، لماذا لا تستغلهم بعمل مشاريع ضخمة، الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما نادى الشعب المصرى لمساعدته فى مشروع قناة السويس، كل الشعب سانده، لماذا لا يناديهم مرة أخرى ويجمع الأموال لعمل مشاريع لخدمة الشباب والشعب المصري، الصين استغلت الثروة البشرية وهى الآن من أكبر الدول الصناعية، والفكرة فى الأساس تعتمد على حسن الإدارة وليس الأموال فقط».
ماجد.. الشاب الثلاثيني، التقط طرف الحديث من «محمود»، وأكمل عليه بقوله: «إحنا بقينا تحت رحمة الدولار» الحكومات المتتالية وليس الحكومة الحالية فقط فشلت فى أن تعيد لمصر قدرتها على الصناعة والإنتاج، المشكلة الآن فى الاستيراد، لهذا عانت مصر بعد تعويم الجنيه وارتفاع الدولار بشكل جنوني، وأدت لشلل حركة التجارة والبيع والشراء، وأصبح المواطن فى صدمة بعد أن وجد نفسه أمام أسعار زادت الضعف بين ليلة وضحاها».
«ماجد» فى سياق حديثه طالب وزراء الحكومة بالعمل على دراسة الإمكانيات الموجودة فى مصر، والنظر بعين الاعتبار إلى الشباب، ومحاولة استغلال الطاقة الجبارة هذه فى مشروعات تعمل على تحسين مستقبل مصر، ويجب على الحكومة أن تكف عن النظر تحت أقدامها، وأن تعيد النظر فى الخطط والاستراتيجيات دون الضغط على الشعب أكثر من ذلك».
«الحكومة بتيجى عليا ومبقتيش حاسس أنها سند ليا»، جملة ألقاها محمد عبد الوهاب، بائع، دون تفكير، وأكمل قائلا: «أنا كنت شغال فى محل سمك فى مصر الجديدة، لكن بعد تعويم الجنيه وارتفاع الأسعار اضطر صاحب المحل للإغلاق لعدم قدرته على توفير المرتبات ومستلزمات المحل فى ظل غلاء الأسعار، وبعدما كنت موظفا محترما فى المحل، أصبحت بائعا فى الشارع والحكومة والبلدية مش سيبينا فى حالنا، كل يوم نتلم فى القسم، وبنتعامل معاملة المجرمين».
«محتاج الأمان والاستقرار»، بهذه الكلمات محمود محمد صاحب عربة فول، عن ضيقه من أداء الحكومة التى - من وجهة نظره- دائما ما تصدر قرارات تخالف احتياجات الشعب المصري، وأضاف: «أنا راضى أنى استحمل الحكومة بس كمان لازم أحس إنها بتخاف على المواطن، مش مجرد مناصب لوزراء دون وجود فائدة واحدة للمواطن الغلبان».
فى النهاية قال أحمد قطب: الحكومة الحالية من أسوأ الحكومات المصرية، فالأمر الذى يلمس كل المصريين هو الأسعار، والحكومة فشلت فشلا ذريعا فى مراقبة الأسعار والتحكم فيها، إضافة إلى أن الرواتب لم تزد زيادة حقيقية حتى الآن، وأصبحنا نشعر أن وجودها مثل عدمه».
وتابع: الشباب يرغبون فى أن يكون لديهم مسئولون يوفون بوعودهم، فكل وزير يصل للمنصب يقدم وعودا بأن يحل الأزمة ويقضى على الفساد لكن لا نلمس أى تغيير يذكر.