الإثنين 3 يونيو 2024

بالصور.. روحانيات الحسين فى أعين الوافدين

15-3-2017 | 14:43

 

"شيلاه يا سيدنا، مدد يا حسين".. تلك الكلمات تقع على مسامعك حين تطأ قدمك مقام سيدنا الحسين، والتى يرددها زوار المقام تباركاً بها، كأحد المعتقدات والعادات المورثة لحبهم لأهل بيت الله، فتجد زوار المقام فى حالة من النشوة الدينية ذات الروحانيات العالية، التى تأخذهم إلى التجلى والتأمل فى ملكوت الله، فترى من يستند برأسه على مقام سيدنا الحسين طالباً من الله المغفرة والاستجابة لدعواته تباركاً بالمقام وآخر يقبله حباً وعشقاً فى أهل البيت، فأول شىء تجده عند زيارتك مقام الحسين العديد من جميع أنحاء العالم يتوافد الناس إلى المقام، حباً فى زيارة عبق الحسين حفيد سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

 

الابتهالات والتواشيح

يتعبد الزائرون أمام المقام بشكل روحانى ودينى وسطى، حيث يبدأون بالصلاة وتلاوة القرآن الكريم وترديد الابتهالات والتواشيح الدينية تمجيداً فى سيدنا محمد وأحفاده الحسن والحسين، علاوة على توزيع الندر فشكل وجبات من اللحم أو من الفول النابت بحسب قدرة كل شخص المادية، كما يتم توزيع الأرز باللبن على الوافدين للاحتفاء بأهل البيت خصوصاً فى ذكرى مولد النبى أو عاشوراء.

 

الدراويش

كما يقبع من يسمون بالدراويش بجوار المقام ابتهالاً وحباً فى سيدنا الحسين منظمى الوفود المقبلة على المقام ولاحتفاء معهم بكل المناسبات، ويمكن أن تميز الدراويش بملابسهم ذات الطابع الدينى كارتداء العمامة الخضراء والجلباب الأبيض معلقين السبح بأيديهم وأعناقهم كرمز لتقرب من الله والتعبد إليه.

 

الدعوات الخافتة

ويتسم مقام الحسين بجمال شكله ورونق نقشاته الفضية ذات الطابع الإسلامى الفاطمى، علاوة على فوح رائحة البخور والمسك والعنبر التى تفوح حول المقام، وبالقرب من أعمدة المقام الفضية يسند أغلب الزوار رءوسهم عليه، مسترسلين فى الدعوات التى تخفيها صدورهم بصوت خافت رغبة فى تحقيقها.

 

ارتباط وثيق

وحين تترقب الزوار ترى فى أعينهم ارتباطا وثيقا بالمقام وإيماناً شديداً بالتبارك به لتلمس الوازع الدينى بداخلهم، والتمسك بعقيدة موروثة من الأسلاف دون أن تتأثر بتقلبات الزمن وتغيراته.

علاوة على وجود العديد من الطرق والمشايخ الصوفية تتجاوز السبعين طريقة تقيم الصلوات والابتهالات على المقام كإحدى المشاعر الدينية الموروثة، لتبجيل سيدنا الحسين وأهل البيت فى نشوة مختلطة بالدموع الخشوع.

 

الحسين من الخارج

أما بالنسبة لمقام الحسين فمن خارجه ستجد العديد من باعة الترمس وراسمى الحنة وبائعى المسابح وعدد من الباعة المتجولين، والشحاذين الذين يطلبون المساعدات من زوار المقام، وذلك بخلاف المقاهى والمطاعم التى تحاوط المسجد من كل الاتجاهات، والتى يقبل عليها الزوار لنيل قسط من الراحة والتنزه فى المكان قبل أن يغادروا الأجواء الروحانية، التى عاشوها بداخل مقام الحسين ليغدوا إلى بيوتهم فى حالة من الزهد والتعبد.

 

تاريخ المقام

بنى مقام الحسين فى عهد الفاطميين، سنة 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية، تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم المقام 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلى، وبابًا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر.

سمى المقام بهذا الاسم نظرًا لاعتقاد البعض بوجود رأس الإمام الحسين مدفوناً به، إذ تحكى بعض الروايات أنه مع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمى على الرأس الشريف من الأذى الذى قد يلحق به فى مكانها الأول فى مدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن فى مكانه الحالى وأقيم المسجد عليه.