أكدت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن لاجئي الروهينجا يواجهون مخاطر في مخيم بنجلاديش المترامي الأطراف، حيث تتعرض مجموعات الأكواخ المصنوعة من الخوص والبلاستيك للانهيار وعدم الاستقرار.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني - أنه منذ عدة أيام سقطت بعض الأجزاء من الجبال على المخيم ولم تحدث أية إصابات ولكنها تنذر بخطر.
وأضافت" في بنجلاديش ينهار حرفيا أكبر مخيم للاجئين في العالم، ومع اقتراب موسم الأعاصير والرياح الموسمية خلال الشهر الجاري، يستعد مئات الآلاف من اللاجئين لانهيار المخيم أيضا، وليس لمعظمهم مكان آخر يذهبون إليه، ومنذ شهر أغسطس الماضي تدفق نحو 700 ألف من مسلمي الروهينجا إلى جنوب شرق بنجلاديش، فرارا من حملات القمع الوحشية التي شنها ضدهم جيش ميانمار، والتي وصفتها الأمم المتحدة بـ"التطهير العرقي" إذ أن الأغلبية في بورما من البوذيين.
ويوجه الروهينجا وجماعات حقوق الإنسان اتهامات للقوات الحكومية في ميانمار بإحراق القرى واغتصاب النساء وقتل المدنيين، وتشير تقديرات منظمة "أطباء بلا حدود" في شهر ديسمبر الماضي إلى أنه قٌتل ما لا يقل عن 6700 من الروهينجا في أول شهر من حملة القمع، وهو ما أنكرته ميانمار ووصفته بأنه ادعاءات.
وأضاف التقرير" والآن يواجه الروهينجا تهديدا آخر إذ أصبحت المخيمات في بنجلاديش عبارة عن أحياء فقيرة مكتظة بملاجىء تتأرجح على منحدرات شديدة الخطورة غير مستقرة، وتحذر مجموعات المساعدة من أن موسم العواصف قد يكون مميتا، ففي العام الماضي قبل التدفق الأخير للاجئين دمر إعصار 70 % من الملاجىء في المخيمات.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة فيونا ماكجريجور، إن الدراسات الأولية للمنظمة أظهرت أن 120 ألف شخص معرضون لخطر الفيضانات والانهيارات الأرضية.
وتابع التقرير" ومع سوء الأحوال الجوية، تقوم منظمة (أطباء بلا حدود) بتخزين وسائل الإسعافات لمواجهة الإصابات الجماعية وتحذر من تفشي الأمراض، كما حذرت منسقة مشروع مجموعة الإغاثة في المنطقة مارسيلا كراي من تفشي مرض الكوليرا، وحتى الآن ترفض حكومة بنجلاديش السماح للاجئين بحرية الحركة التي قد تتيح لهم فرصة العثور على أماكن أكثر أمانا للعيش خارج حدود المخيم".
ويشتكي عمال الإغاثة من أن السلطات - التي تشعر بالقلق من وجود طويل الأمد لمئات الآلاف من اللاجئين في دولة ذات كثافة سكانية عالية - حظرت استخدام مواد بناء أكثر صلابة مثل الأسمنت فاضطر اللاجئون إلى استخدام الملاجىء المصنوعة من الخوص والبلاستيك.
وذكر التقرير أن القضية الأكبر تظل هي عدم وجود مساحة إذ تم نقل نحو 14 ألفا من اللاجئين الأكثر ضعفا إلى مناطق أكثر أماناً داخل المخيم، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من الأراضي لجميع الأشخاص المعرضين للخطر لإيجاد أرض أكثر أمناً.
وتعمل فرق العمل على الحدود الغربية للمخيم على تسطيح مساحة 123 فدانا من أجل إعادة توطين اللاجئين، لكن المساحة التي من المفترض أن تنتهي بحلول شهر يونيو المقبل ستستوعب ما بين 13 إلى 16 ألف شخص فقط.
وأضاف التقرير إن ثمة خيار آخر طرحته حكومة بنجلاديش، يتمثل في نقل 100 ألف لاجىء إلى جزيرة في خليج البنغال، وتشرف البحرية البنغالية على بناء ما تقول الحكومة إنه سيكون مكانًا أفضل للروهينجا، ولكن أعربت منظمات الإغاثة ومن بينها وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها من أن الجزيرة قد تصبح مصيدة للاجئين، حيث يمكن أن يتعرضوا للعواصف ويكونوا عرضة لخطر الإتجار بالبشر، كما يرفض العديد من اللاجئين الانتقال مرة أخرى بعد خروجهم من موطنهم الأصلي في ميانمار.