عشماوي: أهرامات مصر أبهرت العالم
حمزة: نمتلك 110 أهرامات في مقابر منف
رغم أن الأهرامات المصرية لم تكن الوحيدة على مستوى العالم كما يعتقد أغلب المصريون؛ فإنها تتميز وتتفوق على أغلب الأهرامات الموجودة من حيث الضخامة والقدم والهندسة التي أبهرت العالم، فضلا عن أنها هي الوحيدة التي تحتفظ بقوتها من عجائب الدنيا السبع.
وبحسب المتخصصين والباحثين في علم الآثار، فإن الأهرامات المصرية أقدم وأكبر وأعظم وأعجب أهرامات في العالم إذ يبلغ طول هرم خوفو 148 مترا، مشيرين إلى أن بعض الأهرامات الأخرى لا يصل ارتفاعها إلى ارتفاع باب مدخل الهرم الأكبر.
«الهلال اليوم» تستعرض بعض الأهرامات بدول العالم ومقارنتها بالأهرامات المصرية من حيث الحداثة والتميز والأشكال الهندسية.
أهرامات المكسيك
تمتلك المكسيك أهرامات في مدينة «تيوتيهواكان» مجمع أهرامات، ويعد هرما الشمس والقمر من أشهر هذه الأهرامات، ويعود تاريخها لقرن أو اثنين قبل الميلاد وتم بناؤه بمئات الأطنان ومن التراب لتكوين الهرم نفسه، ويوازي مساحة هرم خوفو؛ إلا أنه أقصر منه ويوجد على قمته معبد ما زال صامدًا حتى الآن.
أهرامات السودان
أهرامات مروي في السودان أو قديمًا أهرامات النوبة تعد هي الأخرى من أشهر أهرامات العالم، وتميزت هذه الأهرامات بصغر حجمها وكبر مساحتها من الداخل وكانت قبورًا للملوك، إذ تمتلك 50 هرمًا في صحراء النوبة الصخرية ويقل عدد زوارها بسبب المناخ السياسي في السودان.
أهرامات الكناري
جزر الكناري كانت هي الأخرى حاضرة بأهرامات "جيامرا" التي تقع في منطقة تينريف وهي إحدى أكثر المناطق توافدًا للسياح في ظل انتشار الفنادق وأسعار الطيران الرخيصة، وقد بنيت على الأهرامات على صخرة بركانية دون استخدام الطين، ويعد أحد أسرارها إنه لا أحد يعرف من بناها.
التصميم العمراني والهندسي
قال الدكتور محمد حمزة، عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة السابق، إن الأهرامات المصرية تتميز عن الأهرامات الموجودة بمختلف دول العالم، من حيث القدم والتصميم العمراني والهندسي، فالفراعنة هم أول من أسسوا لعلم الهندسة المعمارية في العالم، فضلا عن القدرات الهائلة التي تتميز بها الأهرامات وعجز العالم عن تحليلها.
وأضاف عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة السابق لـ«الهلال اليوم» أن مصر تمتلك أكبر عدد من المقابر في العالم التي سمح بتسميتها أهرامات، إذ تمتلك مصر 110 أهرامات غالبيتها توجد في جبانة منف، التي تتكون من 10 جبانات بداية من أبو الريش شمالا وحتى بني سويف جنوبا.
وأشار إلى أن أهرامات الجيزة تأتي على رأس هذه الأهرامات نظرا لأنها تحمل المعجزة العجيبة من حيث المعمار والتصميم والباقية الوحيدة من عجائب الدنيا السبع بعد انهيار الست عجائب الأخرى.
ولفت حمزة، إلى أن تصميم الشكل الهرمي في البناء لم ينشأ مصادفة بل مر بمراحل التطوير المختلفة، الذي بدأ بالمصطبة وتصاعدت درجاتها بعد ذلك بما عرف بالهرم المدرج عند الوصول بالهرم لستة درجات، وصولا إلى الأسرة الثالثة وتصميمه الهرم في عصر الملك زوسر، وشيده أمنحوتب المعروف بأبو الهندسة في العالم.
وقال إن الهرم المدرج انتقل بعد ذلك إلى الهرم المنحى في محاولة للوصول إلى الهرم المثلث في عهد الملك سنفرو أبو الملك خوفو، حتى تم الاهتداء إلى الهرم المثلث وتشييد خوفو أعظم هرم في العالم وأصبح نموذجا يتناقل بين العالم.
وتابع: أن ارتفاع هرم خوفو يبلغ 146 مترا، وأصبح الآن 138 مترا بعد الكسوة وعوامل التعرية التي أثرت فيه وتزن الكتلة الواحدة 2.5 طن، مشيرا إلى أن بناءه تم بمليوني و300 ألف كتلة حجرية تستطيع بناء سور حول فرنسا ارتفاعه 6 أمتار، أما الصفوف الستة الأولى في الهرم يزن وزن الكتلة الواحدة 15 طنا ونصف الطن، مؤكدا أن هذا الهرم شيد على مساحة 13 فدانا.
وأشار إلى أن بعض العلماء الدوليين أنه كان مرصدا فلكيا، بينما ذهب البعض الآخر إلى أن داخله العديد من الأسرار لم يكشف عنها بعد.
القدامى والضخامة
أكد الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية، أن الآثار المصرية ليست الأولى في العالم ولكنها الأقدم والأعظم والأعجب على مستوى العالم، إذ حطمت جميع القواعد الهندسية في العالم وبهرت الجميع، مشيرا إلى أن الفراعنة هم أول من وضعوا علم الهندسة في التاريخ، وسبقوا الجميع في بناء الأهرامات ووضعوا فكرته التي تناقلتها بعد ذلك بعض الدول.
وقال رئيس قطاع الآثار المصرية لـ«الهلال اليوم» إن الأهرامات المصرية تتميز عن الأهرامات الموجودة في بعض دول العالم بالقدامى، إذ يرجع تأسيسها إلى 2400 و2600 عام قبل الميلاد، كما أن أهرامات السودان التي صممها مصريون في الأسرة 25 ولا يتعدى ارتفاعها عشرات الأمتار، مشيرا إلى أن الأهرامات المصرية تتميز أصلا من ناحية الضخامة، إذ أقيم هرم خوفو على مساحة 13 فدانا، فضلا عن ارتفاعه الشاهق إذ يبلغ ارتفاعه 148 مترا وهذا لا تجده في أي هرم في العالم.
وأضاف أن المصريين استخدموا الأهرامات كمقابر دائمة باعتقاد حياة البعث ومن أجل ذلك صمموها وحفظوها من عوامل التعرية، باعتبارها بيت المتوفى في الحياة الأخرى، لافتا إلى أن الحضارات الأخرى حديثة بالنسبة للحضارة الفرعونية فأهرامات المكسيك مثلا تسبقها الأهرامات المصرية بنحو ثلاثة آلاف سنة.
وأكد أن ضخامة الحجم الموجود في أهرامات مصر ينعكس على كمية المجهود والتعب المبذول في إقامة أهرامات الجيزة، فبعض الكتل يصل وزنها إلى 40 طنا، مشيرا إلى أن الهرم الأكبر يبين دقة وبناء وتوجيه الهندسة المصرية والاحتفاظ بتراثه حتى الآن رغم ارتفاعه.