الأربعاء 8 مايو 2024

بالصور.."الهلال اليوم" ترصد معاناة الأهالي في مشرحة الدمرداش

15-3-2017 | 23:50

فى حالة من الحزن والكمد يجلس أناس متشحين بالملابس السوادء يغمرهم الصمت وتغلف أعينهم الدموع أمام مبنى صغير يتكون من عدة حجر، منتظرين جثامين ذويهم لتوديعهم قبل أن يذهبوا إلى مثواهم الأخير، هذا المشهد يجسد الحال داخل مشرحة مستشفى الدمرداش الجامعي، التى تستقبل حالات الوفاة بداخل المستشفى بكافة العيادات لتغسيلهم و تجهيزهم للدفن.

أجواء المشرحة

عند وصولك للمشرحة ستجد عددا من الأشخاص يظهرعلى ملامحهم الحزن منتظرين بالخارج لحين إنهاء الإجراءات الرسمية الخاصة بالمتوفي، فحين يجلس مجموعة من السيدات على مقاعد داخل مبنى المشرحة منهم أقارب المتوفي وآخرون يستعدون لبدء عملهم لتغسيل الموتى من سيدات، وبالحديث معهم تبين أنهم يقومون بهذا العمل من عدة سنوات دون مقابل "لوجه الله" على حد قولهم و اهالي المتوفين يقومون بارضائهم مادياً دون الطلب منهم، وبسئولهم عن حالات الوفاة داخل المشرحة اوضحوا ان اغلب المتوفين يأتون من عيادات الباٍطنة و القلب والمخ والاعصاب وتتراوح اعمارها بين 50 عاما حتى 80 عاما وحالات وفاة الأطفال وصغار السن ليست الأكثر شيوعاً ولكنها لحظات تغسيلهم هي الاصعب بالنسبة لأهل الميت أو القائمين على تغسيله.

الإجراءات اللازمة

أما بالنسبة للاجراءات المتخذة لاستلام المتوفى من المشرحة، فأوضح أحد العاملين بأن من يقوم باستلام المتوفى يكون من الدرجة الأولى للأقارب ويمنح المسئولين صورة البطاقة ومن ثم يتم تحويله الى مكتب الصحة لاستخراج شهادة الوفاة وتدوين الحالة المرضية التى ادت الى الوفاة، وافاد العامل بأن الاجراءات المتخدةٍ يتم انهاؤها بشكل سريع احتراما لحرمة المتوفى وعدم تركه لفترة طويلة، الا فى الحالات التى تحمل شبه جنائية تستقطع وقتا أطول لحين تشريح الجثة من قبل الطب الشرعي ومن ثم يتم اصدار تصريح الدفن.

عدد حالات الوفاة

ويذكر عامل المشرحة، أنه يستقبل فى اليوم الواحد اكثر من 10 حالات وفاة متنوعة ما بين سيدات ورجال من كل الاعمار، ويحرص على التأكد من سلامة الاجراءات حتى لا يحدث خطأ فى تسليم الجثث، حتى لا يتم تحويله لتحقيق كما حدث لاحد زملائه فى السابق.

مراسم التغسيل

وأمام مكتب استقبال المشرحة يضع أهالي المتوفى النعش لوضعه بداخلها فور تغسيله والانتهاء من الاجراءات اللازمة، تمهيدا الى وضعه داخل احدى سيارات الهيئة الشريعة لدفن الموتى التى تقف خارج ساحة المشرحة لنقل المتوفى الى مدفنه، وعن مراسم التغسيل داخل المشرحة فهنالك عدد من الغرف ذات الألواح الٍرخامية يتم وضع المتوفي عليها لبدء تغسيله وتفصل بين كل غرفة واخرى ستارة شمعية لاحترام خصوصية المتوفي .

الإجراءات الوقائية

وتقوم المشرحة باجراءات وقائية بالذات اتجاه حالات الوفاة الناجمة عن امراض فيروسية حتى لا تنتقل بين العاملين، وذلك يكون بناء على توصيات التقرير الطبي للحالة، وعلى هذا الاساس يرتدي العاملون القفزات الطبية والكمامات و غيرها من ادوات وقائية و تعقيميه لاتلاشى حدوث اى عدوة قد تحدث.

صدمة الوفاة

ويروي "خالد مصطفي" ابن احد المتوفين بالمشرحة، انه حين أخبره احد الاطباء المشرفين على حالة والده بعيادة الباطنة انه توفى ، وتم ارساله الى المشرحة اصيب بحالة من الذهول والصدمة من هول الموقف لكونها المرة الاولى التى يتعرض فيها لهذا الموقف، ويتنهد الابن قائلاً " انا حاسس انى فى كابوس ومش مصدق وعمرى مكنت متخيل انى اعيش لحظة صعبة زي كده، حاسس ان روحي مبقتش فيه ومسحوبه بعد معرفة خبر وفاة ابويا"، لافتا الى انه فور وصوله الى المشرحة قام بالاتصال بأقاربه واخوته لإخبارهم الامر و تجهيز سيارة لنقله الى مدافن العائلة، بعد انهاء الاجراءات داخل المشرحة.

 

 

    Egypt Air