الأحد 9 يونيو 2024

إسرائيل تستعد لما بعد «نتنياهو»

16-3-2017 | 10:35

تقرير: دعاء رفعت

فى الآونة الأخيرة توحى حركة الأحزاب السياسية باحتمال قيام انتخابات عامة مبكرة فى إسرائيل والتى من المفترض أن تقام عام ٢٠١٩ ولكن نظرا لخضوع رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» إلى التحقيقات فى قضايا فساد بالإضافة إلى إدانة الائتلاف الحكومى بقيادته فى تقرير مراقب الدولة عن حرب غزة يرى عدد من السياسيين الإسرائيليين أن الانتخابات العامة ستكون أقرب من انتهاء ولاية «نتنياهو» فى موعدها الطبيعي.

 

فى أعقاب فرضه لقانون «التسوية» الذى يقوم بتقنين المستوطنات الإسرائيلية على الأراضى الفلسطينية وبلورة آرائه فى الاجتماعات الوزارية المصغرة أثناء عملية «الجرف الصامد», دعا «نفتالى بينيت» وزير التعليم حزبه «البيت اليهودي» إلى إجراء الانتخابات التمهيدية فى وقت مبكر عن ميعادها حيث من المتوقع إجراؤها خلال الأسابيع القادمة. وقد سبق وأشار «بينيت» إلى أنه سيعيد تنظيم حزبه من الداخل ومن ثم يخطط إلى التحالف مع «الليكود» فى فترة مابعد «نتنياهو» ليقوم بتشكيل كتلة يمينية يترأسها.

هذا وقد أعلن «موشيه يعالون» وزير الدفاع السابق بعد وقت قليل من إصدار تقرير مراقب الدولة حول حرب غزة عام ٢٠١٤ والذى أدانه بصفته وزيرا للدفاع آنذاك, عن عودته للحياة السياسية من خلال إنشاء حزب جديد للمنافسة على منصب رئيس الحكومة فى الانتخابات المقبلة, وصرح «يعالون» لصحيفة «يديعوت آحرونوت» بأنه يريد أن يرى تحالفا حزبيا قويا قادرا على تشكيل حكومة جديدة عوضا عن الليكود، وأكد أن التهديدات الداخلية كالفساد والتطرف وحوار الكراهية هى القضايا الأساسية التى سيعالجها حزبه الجديد.

فى المعسكر الصهيوني, يشتد الصراع الداخلى بين ما يقرب من ستة أعضاء أشهرهم عضو الكنيست «إيتان كابل»، الذى يتنافس ضد «يتسحاق هرتسوغ» رئيس الحزب حاليا, بالإضافة إلى «ابى جباي» وزير البيئة السابق وعضو الكنيست»عومير بارليف» بالإضافة إلى آخرين تقدموا لخوض انتخابات رئاسة «حزب العمل» الذراع الأولى من المعارضة, ومن المتوقع أن تتم الانتخابات الداخلية للحزب فى مايو القادم, على أن تكون هناك إعادة فى حال لم يحصل أى من المرشحين على ٤٠٪ من الأصوات. أيضا صرحت «تسيبى ليفني» رئيسة حزب «الحركة» الذراع الثانية فى المعارضة بأنها غير معنية بالانضمام إلى حزب العمل مرة أخرى فى الانتخابات القادمة.

من جانبه أعلن «آفى ديختر» الرئيس الأسبق لجهاز «الشاباك» بأنه سيترشح لرئاسة حزب «الليكود» حتى وإن جرت الانتخابات التمهيدية ضد رئيس الحزب الحالى «نتنياهو», قائلا: «بأن من يدعى أن «بيبي» يمكنه الاستمرار فى عمله فى حين تجرى التحقيقات معه, فإنه لا يقول الحقيقة».

تمثل عضو الكنيست «يائير لبيد» ورئيس حزب «يش عتيد» فى الشخصية الأكثر تهديدا على رئيس الوزراء الإسرائيلى فى آخر استطلاعات للرأي؛ حيث تراجع «نتنياهو» أمام «لبيد» فى استطلاع رأى أجرته القناة الثانية الإسرائيلية, وقال الاستطلاع أن حزب «يش عتيد» حصل على ٢٦ مقعدا ليتصدر الأصوات ويتلوه «الليكود» الذى تراجع إلى ٢٢ مقعدا.

فى ظل الأجواء الإيجابية التى تحيط «لبيد» صرح عضو الكنيست قائلا إنه فى حال تم توكيله لتشكيل حكومة جديدة سوف يقوم بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم اليمين واليسار :»كونى فى الوسط يمكننى التواصل مع الطرفين وفى حال تم فوز حزبى سأحاول تشكيل حكومة مع الليكود والعمل».

وأضاف «لبيد» أنه قد تم انضمام سبعة رؤساء بلديات على مستوى البلاد إلى حزبه قائلا: «إنهم يأتون إلينا من الليكود والعمل والقوائم المستقلة, وأيضا من عمق الجنوب ومن الشمال البعيد… إنهم أشخاص أتوا ليعملوا”. مشيرا إلى أن الإضافات الجديدة لحزبه سوف تساعد فى التركيز على القضايا التى تخص المناطق الريفية فى البلاد.أيضا قالت «سيجال موران» رئيسة مجلس «بنى شومرون» وإحدى المنضمين الجدد, فى حديث لها مع صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أنها لطالما كانت فى حزب «العمل» ولكنها الآن ترى أن حزب «يش عتيد» يتحدث لغة إسرائيل الريفية بشكل أفضل.

حقق حزب “يش عتيد” الذى أسسه “لبيد” عام ٢٠١٢ نجاحا كبيرا بحصوله على ١٩ مقعدا فى انتخابات عام ٢٠١٣، وأصبح ثانى أكبر حزب فى الكنيست وانضم حينها لائتلاف حزب “الليكود”. وفى انتخابات عام ٢٠١٥، تراجع الحزب إلى ١١ مقعدا، وهو فى المعارضة فى الوقت الحالى.