السبت 23 نوفمبر 2024

تحقيقات

وزير النقل: إما أن يكون لدينا مترو أو لا يكون.. أخشى على الخط الأول أن يلقى مصير السكة الحديد.. نستهدف تطوير البنية الأساسية وشراء 32 قطارًا مكيفًا

  • 11-5-2018 | 15:16

طباعة

عرفات: لا يزال المترو هو الأرخص بين وسائل المواصلات بعد الزيادة..  نحتاج 30 مليار جنيه لتطوير الخطين الأول والثاني.. وأدعو الطلبة ومستخدمي المترو بعمل الاشتراكات المخفضة

شعت: مازالت الدولة تدعم تذكرة المترو.. و"صبرة": نسعى لتطوير المترو وتحقيق العدالة الاجتماعية

مشهد صغير يستمر لدقائق معدودات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، يراه الجميع رأي العين، عندما يتعطل مترو الأنفاق؛ ساعتها لا يكون باطن الأرض، خير من ظاهرها؛ مشهد مرعب يجسده تكدس وزحام شديد للمواطنين، عندها يلح السؤال الذي ليس له سوى إجابة واحدة، قد تكون غاية في الصعوبة، لكن لا مناص عن التفكير فيها، وهو ماذا لو تعطل مترو الأنفاق لفترات طويلة، واستمرت أعطاله بشكل شبه منتظم.

من هذه الزاوية تتضح خلفية قرار الضرورة "رفع تذكرة أسعار مترو الأنفاق"، جاء متأخرًا كثيرًا عن موعده؛ فكان أفضل من ألا يأتي؛ بسبب سياسة التسعير الخطأ التي انتهجتها الحكومات على مدى الفترات السابقة؛ ولم يعد بد من تجرع الدواء المر؛ بعد أن استفحل الداء؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؛ من الحفاظ على استمرار الخدمة، وعدم حرمان المواطنين منها؛ فكان قرار الضرورة، والاختيار الإجباري؛ إما أن تحافظ وزارة النقل على استمرار الخدمة، وعندها يكون الشهد مرًّا، بتحمل تبعات مالية تثقل كاهل المواطنين، وإما أن تعجز الوزارة، وتحرم المواطنين منها، وعندها تكون التكلفة المالية أعلى كثيرًا على المواطنين، والدولة أيضًا.

خسائر المترو 

وفق بيان رسمي صادر وزارة النقل أمس، فإن خسائر المترو المتمثلة في عجز نفقات الصيانة، والعمرات، والتجديدات للعامين  الماليين (2٠١٦/٢٠١٧، و٢٠١٧ /٢٠١٨) بلغ ٩٤%، من حجم الواردات، فضلًا عن تراكم خسائر تقدر بـ٦١٨.٦ مليون جنيه.

ولا يستقيم أن يستمر وضع الخط الأول للمترو على هذا النحو، الذي من المقرر لا محالة إلى مصير السكة الحديد المحتوم من أعطال متكررة وحوادث يدفع البسطاء ثمنها من أرواحهم، وأموالهم، ووقتهم.

30.76 لتطوير الخطين الأول والثاني

أكد الدكتور هشام عرفات وزير النقل، أنه لا ينام بسبب الخط الأول للمترو الذي أصبح قاب قوسين، أو أدنى من دخول النفق المظلم إلى أن الوزارة، فإما أن يكون لدينا مترو، أو لا يكون، ويحتاج 30.76 مليار جنيه؛ لتطوير الخطين الأول، والثاني؛ حيث مضى على الخط الأول أكثر من 30 عامًا بدون تطوير، ويحتاج إلى26.350 مليار جنيه، لتمويل خطة التطوير، إضافة إلى و4.410 مليار جنيه لتطوير الخط الثاني.

لا مساس بالاشتراكات المخفضة

أصرت وزارة النقل ممثلة في الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو، على أداء دورها في الحماية للفئات الأكثر احتياجٍا، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

فلم يشمل قرار الزيادة اشتراكات الطلبة، وذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن؛  فكان اشتراك الطلبة لعدد 25 محطة بمبلغ 33 جنيهًا، وعدد 35 محطة بمبلغ 41 جنيهًا.

وجاءت أسعار اشتراكات ذوي الاحتياجات الخاصة لعدد 25 محطة بمبلغ 22 جنيهًا، وعدد 35 محطة بمبلغ 27 جنيها، وأسعار اشتراكات كبار السن بعدد 35 محطة بمبلغ 135 جنيه، على أن تكون بعدد 180 رحلة خلال الثلاث أشهر أيهما أقرب.  

وحث وزير النقل في جولاته المكوكية  للمترو مستخدمي المترو بصفة مستمرة بعمل اشتراكات مخفضة ومدعمة لعدد 180 رحلة خلال الثلاث أشهر أيهما أقرب، وتتضمن أنواع الاشتراكات للأشخاص غير الطلبة وذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن، المرحلة الأولى حتى 8 محطات بمبلغ 360 جنيهًا، وفيها يبلغ سعر التذكرة ٢ جنيه بنسبة تخفيض ٣٣%،  ومرحلة ثانية لعدد 16 محطة بمبلغ 450 جنيه، ويبلغ سعر التذكرة جنيهين ونصف جنيه؛ بنسبة تخفيض ٥٠%، ومرحلة ثالثة لعدد 26 محطة، بمبلغ 535 جنيه، وفيها يبلغ سعر التذكرة جنيهين، و٩٧ قرشًا بنسبة تخفيض ٥٧.٥%، ومرحلة رابعة لعدد 37 محطة بمبلغ 700 جنيه، وفيها يبلغ سعر التذكرة ثلاث جنيهات، و٨٩ قرشًا  بنسبة تخفيض ٤٤.٤%.

من جانبه قال المهندس خالد صبرة العضو المنتدب للتشغيل والصيانة، إن نظام العمل بتقسيم المحطات ليس جديدًا، وكان معمولًا به في السابق، لأنه النظام الأنسب لتحقيق العدالة الاجتماعية؛ موضحًا أنه ليس من العدل أن من يستقل محتطين بجنيهين، يتساوى مع من يستقبل 30 محطة.

وأضاف صبرة في تصريحات صحفية، القرار تأخر كثيرًا، وأن أعطال البوابات أجبرت الشركة على السعر الموحد للتذكرة؛ ما تسبب في خسائ المترو وتعطل الإصلاح و

تذكرة المترو هي الأرخص بعد الزيادة

قال وزير النقل، تظل تذكرة المترو هي الأرخص بين وسائل المواصلات الأخرى، وتوجد تخفيضات أكبر مع زيادة عدد المحطات؛ فالحد الأقصى لمحطات المترو كافة هو 7 جنيهات، إن الشهر المقبل سيتم الإعلان عن تعاقد مع البنك الاستثمار الأوروبى والتعمير والتنمية الأوروبي، وتعاقد آخر مع وكالة التنمية الفرنسية بتمويل قيمته 730 مليون يورو، مشيرًا إلى أن تكلفة تطوير الخط الأول ستصل لـ30 مليار جنيه.

وأوضح أنه سيتم تطوير البنية الأساسية، من خلال تطوير الإشارات وتغيير القضبان ونظم الاتصالات والتغذية الكهربائية، مشيرًا إلى أنه سيتم التعاقد على 32 قطار مترو مكيفًا،  مشيرًا إلى ضخامة تكلفة مشروعات مترو الأنفاق التي تتحملها الدولة، حيث بلغت تكلفة الخط الثالث للمترو فقط 80 مليار جنيه، بالإضافة إلى المرحلة الأولى من الخط الرابع الذي يصل إلى أكثر من 30 مليار جنيه.

 تخفيض دعم وليس زيادة سعر

قال الدكتور عمرو شعت، مساعد وزير النقل للأنفاق والسكة الحديد والطرق، إن قرار تغير أسعار تذاكر المترو يهدف إلى المحافظة على مرفق في غاية الأهمية للشعب المصري، بعمل الصيانة والتجديدات، وشراء قطارات جديدة.

وأوضح مساعد وزير النقل، أن تذكرة المترو بعد هذه الزيادة لا تزال تتمتع بدعم حقيقي، ولازلنا بعيدين عن السعر الحقيقي للتذكرة، مؤكدًا أن دعم التذكرة بسعر 7 جنيهات تم تخفيض دعمها إلى 9 جنيهات، بدلًا من 14 جنيهات.

وكشف شعت، أن الوزارة حاولت تجنب  الوصول إلى مرحلة تعجز فيها، والشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو عن التشغيل والصيانة، ويجد الجمهور لافتة مكتوب عليها "نأسف لتوقف المترو لاننا غير قادرين على إصلاحه"

وأضاف شعت، أننا سوف نحاول جاهدين التطوير والإصلاح على مراحل، حتى يعود المترو إلى كان عليه، ويقدم خدمة متميزة للجمهور.

 

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة