تصدرت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لصياغة استراتيجية عربية لاستثمار طاقات الشباب العربي، رأس اهتمامات صحف القاهرة الصادرة اليوم الثلاثاء التي أفردت أيضا صفحاتها لمتابعة ما اكتنف تدشين السفارة الأمريكية في القدس من مجزرة إسرائيلية أوقعت عشرات القتلى والمصابين من الفلسطينيين.
كما اهتمت الصحف المصرية بجلسة المشاورات الثنائية التي عقدت أمس بموسكو في إطار اجتماعات صيغة (2+2) التي تضم وزيري دفاع وخارجية مصر وروسيا، وواصلت الصحف متابعتها لملف مفاوضات سد النهضة حيث أبرزت ترؤس رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل أمس اجتماع اللجنة العليا لمياه النيل عشية مشاركة وزراء الخارجية والري ورؤساء أجهزة المخابرات بكل من مصر والسودان وإثيوبيا في الاجتماع التساعي الثاني حول السد في أديس أبابا.
عربيا، استأثر تصاعد الأوضاع في فلسطين عقب تدشين السفارة الأمريكية في القدس على تغطيات الصحف التي تابعت ردود الأفعال العربية والدولية على هذا الإجراء، كما حاز اجتماع الدورة 41 لوزراء الشباب والرياضة العرب بمقر الجامعة العربية أمس على اهتمام صحف القاهرة.
دوليا، سلطت الصحف الضوء على اللقاء الذي سيعقد في وقت لاحق اليوم بين وزراء ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيران إلى جانب مسئولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي؛ لبحث مصير الاتفاق النووي عقب انسحاب الولايات المتحدة، كما تابعت الصحف التفجيرات الدموية التي شهدتها إندونيسيا خلال اليومين الماضيين.
وفي الشان المحلي، أبرزت صحف (الأهرام) و(الأخبار) و(الجمهورية) تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي - خلال استقباله أمس وزراء الشباب والرياضة العرب - أهمية صياغة استراتيجية عربية لاستثمار طاقات الشباب العربي في مختلف المجالات، ليتم تحصين عقول الشباب العربي ضد الفكر المتطرف، وعدم ترك الفرصة لملء أي فراغ لدى الشباب بأفكار هدامة أو مغلوطة، مشيرا إلى الإمكانات التي تزخر بها وزارات الشباب، والتي تضم مراكز ودور شباب متعددة، منها ما يقرب من 4250 مركزاً شبابياً في مصر.
وذكرت الصحف أن الرئيس شدد على أهمية تبادل الزيارات بين الوفود الشبابية من مختلف الدول العربية بشكل منتظم، للتعرف عن قرب على خصوصية وثقافة كل دولة وعاداتها وتقاليدها، فضلاً عن الإمكانيات والفرص المتاحة فيها، وكذا التحديات التي تواجه شبابها، وذلك لتعميق أواصر العلاقات على المستوى الشعبي بين الشباب الذين يمثلون أغلبية شعوب الدول العربية، وإيجاد فهم أكثر عمقاً وإدراكاً لواقع كل دولة عربية.
وفي لقاء آخر للرئيس، نشرت الصحف تأكيد السيسي قوة وعمق العلاقات المصرية الفرنسية، والأهمية التي توليها مصر لتدعيم وتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة على الصعيدين الأمني والاستخباراتي، وأبرزت صحيفة (الأهرام) إشادة الرئيس - خلال استقباله أمس لوران نونيز رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الفرنسي، بحضور اللواء عباس كامل القائم بأعمال رئيس المخابرات العامة - بالتنسيق والتشاور القائمين بين البلدين إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وكذا جهود مكافحة الإرهاب بما يعكس رسوخ الشراكة القائمة بين مصر وفرنسا.
فيما ذكرت صحيفة (الأخبار) أن رئيس الاستخبارات الداخلية الفرنسي أكد حرص بلاده على التنسيق المستمر مع الجانب المصري إزاء التحديات المختلفة التي تواجه البلدين، لاسيما في ضوء الوضع الإقليمي المتأزم بالشرق الأوسط، مشيدا بدور مصر المحوري في تدعيم الأمن والاستقرار بالمنطقة ومساعيها للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات الراهنة.
أما صحيفة (الجمهورية) فذكرت أن اللقاء بحث عددا من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية وسبل تطوير مختلف جوانب التعاون بين البلدين في عدد من المجالات، فضلاً عن مناقشة المستجدات المتعلقة ببعض القضايا الإقليمية، وسبل تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف .
إلى ذلك نشرت صحف القاهرة جلسة المشاورات المصرية الروسية التي عقدت أمس في إطار صيغة (2 + 2) بين وزيري الدفاع والخارجية للبلدين بالعاصمة الروسية (موسكو)، ونقلت صحيفة (الأهرام) عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبو زيد قوله - عقب انتهاء المباحثات بين وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الروسي سيرجي لافروف - إن دورية انعقاد هذه المشاورات تعكس الأهمية الاستراتيجية الخاصة للعلاقات المصرية - الروسية، على خلفية ما تحققه من مصالح للبلدين والشعبين، بالإضافة إلى الأهمية المتزايدة لتكثيف قنوات التشاور والتنسيق فيما يتعلق بالتطورات المتلاحقة والتحديات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط .
وذكرت صحيفة (الأخبار) أن انعقاد هذه الآلية التشاورية يأتي للمرة الرابعة؛ ما يعكس أهميتها للطرفين وحرص البلدين على استمرارها وتعزيزها لقيمتها الاستراتيجية السياسية والاقتصادية، ونسبت صحيفة (الجمهورية) لمتحدث الخارجية أبو زيد قوله إن شكري ولافروف أشادا - خلال مشاوراتهما - بالمستوى المتميز للعلاقات الثنائية وما شهدته من دفعة قوية على مدار العام الماضي.
كما أبرزت الصحف ترؤس رئيس الوزراء شريف إسماعيل - أمس - اجتماع اللجنة العليا لمياه النيل بحضور وزير الري والموارد المائية، ونائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، وممثلي عدد من الجهات المعنية، حيث تناول الاجتماع استعراض تطورات مفاوضات ملف سد النهضة والموقف الحالي لمختلف الأطراف منه، من واقع النتائج التي خرجت بها الاجتماعات السابقة، فضلاً عن تحديد عناصر الموقف التفاوضي لمصر في ضوء انعقاد اللجنة التساعية في إثيوبيا والتوافق على النقاط التي يمكن طرحها خلال الاجتماع.
ونشرت صحيفة (الأخبار) أن العاصمة الإثيوبية (أديس أبابا) ستستضيف اليوم الاجتماع التساعي الثاني لوزارة الخارجية والري ورؤساء المخابرات في مصر والسودان وأثيوبيا لمدة يوم واحد فقط وبمشاركة الخبراء الفنيين أعضاء اللجنة الثلاثية المعنية بمفاوضات سد النهضة لاستكمال المشاورات ومحاولة تجاوز أي حالة تعثر وتضييق مساحات الاختلاف بين الدول الثلاث.
عربيا، أفردت الصحف المصرية صفحاتها لمتابعة الأوضاع الملتهبة في الأراضي المحتلة وسقوط عشرات الشهداء والجرحى من الفلسطينيين العزل على خلفية صدامات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي تزامنا مع افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، ففي صدر صفحتها الأولى ذكرت صحيفة (الأهرام) "عشية الذكرى السبعين لنكبة احتلال فلسطين ووسط احتجاجات فلسطينية حاشدة أسفرت عن سقوط 43 شهيدا ونحو ألفي مصاب، دشنت الولايات المتحدة أمس سفارتها لدى إسرائيل في القدس المحتلة تنفيذا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 6 ديسمبر الماضي بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس مع اعترافه بالمدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل بالرغم من الرفض العربي والانتقادات الدولية".
وذكرت صحيفة (الأخبار) أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين تدفقوا في مناطق مختلفة على طول الحدود في إطار (مليونية العودة وكسر الحصار) والتنديد بنقل السفارة، في احتجاجات واسعة بدأت قبل 6 أسابيع، وتبلغ ذروتها اليوم بالتزامن مع إحياء الذكري السبعين للنكبة، كما شل إضراب عام قطاع غزة دعت له الهيئة الوطنية العليا لـ"مسيرة العودة الكبرى"، حيث تم إغلاق المحال التجارية.
في حين أوردت صحيفة (الجمهورية) أن إسرائيل تلقت "صفعة دبلوماسية" خلال احتفالات نقل السفارة، إذ غاب معظم السفراء الأجانب عنها، نظرا لأن هذه الخطوة لاقت تنديدا ورفضا عالميا، وذكرت أن كل الدول التي لديها بعثات دبلوماسية، البالغ عددها 86 تلقت دعوة لحضور تلك المناسبة بينما حضر 33 فقط .
وأبرزت الصحف إدانة مصر الشديدة، لاستهداف المدنيين الفلسطينيين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونشرت الصحف بيان وزارة الخارجية الذي أكد رفض مصر القاطع لاستخدام القوة في مواجهة مسيرات سلمية تطالب بحقوق مشروعة وعادلة، محذرا من التبعات السلبية لمثل هذا التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما نشرت الصحف تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، التي قال خلالها "من المشين أن نرى دولاً تشارك الولايات المتحدة وإسرائيل احتفاءهما بنقل سفارة الأولى إلى القدس المُحتلة في مخالفة واضحة وجسيمة للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن..إن الدول المحترمة التي تنظر بمسؤولية للقانون وللمجتمع الدولي وحقوق الفلسطينيين امتنعت جميعاً عن المشاركة في هذا الهزل".
وفي سياق عربي آخر، نقلت صحيفة (الأخبار) عن أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط قوله - خلال اجتماع الدورة 41 لوزراء الشباب والرياضة العرب بمقر الجامعة العربية أمس - إنه لا يمكن أن يتقدم مجتمع من المجتمعات أو تنهض أمة من الأمم بدون حد أدنى من العلاقة الصحية بين الأجيال المختلفة، مضيفا أن الحكومات العربية مطالبة بأن تمكن الشباب من المشاركة الحقيقية في صناعة المستقبل، وأن يكون فاعلا أصيلا في وضع أولوياته والمفاضلة بين خياراته، موضحا في الوقت ذاته أن مشاركة الشباب في صنع المستقبل حق للشباب وواجب على المجتمعات.
وأبرزت الصحيفة كلمات الإشادة لوزراء الشباب والرياضة العرب بلقائهم مع الرئيس السيسي، حيث قال رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة في ليبيا، رئيس الدورة الماضية زياد قريرة إن الرئيس السيسي لديه رؤية حكيمة لمستقبل الشباب والرياضة في المنطقة العربية، مشددا على أهمية إقامة منصات للحوار مع الشباب العربي.
وفي السودان، تناقلت صحف القاهرة نبأ التعديلات الوزارية التي أجازها الرئيس السوداني عمر البشير، حيث شملت 8 وزارات و5 وزراء دولة و10 ولاة، وذكرت صحيفة (الأهرام) أن المكتب القيادي للحزب بحث في اجتماع امتد لساعات برئاسة البشير، التعديلات الوزارية، إلى جانب تقرير عن الوضع الاقتصادي، ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس الحزب فيصل حسن إبراهيم القول إن الحزب بحث ضرورة زيادة الإنتاج النفطي مع توفير التمويل اللازم لصيانة مصافي البترول، وإنشاء محفظة للصادرات برؤية جديدة، وكان البشير قد أصدر مرسوما في أبريل الماضي بإعفاء وزير الخارجية إبراهيم غندور من منصبه.
أما عن الشأن الدولي، فقد واصلت الصحف متابعتها لتداعيات انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، حيث أبرزت صحيفة (الأهرام) ما جاء على لسان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس بأن روسيا أكدت استعدادها لاحترام الاتفاق النووي مع إيران، في الوقت الذي ينعقد فيه اليوم اجتماع في بروكسل بين الجانبين الأوروبي والإيراني لبحث مصير الاتفاق النووي وسبل إنقاذه بعد انسحاب الولايات المتحدة منه الأسبوع الماضي.
ونسبت الصحيفة لظريف قوله - خلال اجتماع مع نظيره الروسي سيرجى لافروف في موسكو - إنه يبحث مع لافروف السبل المحتملة للتعاون بصيغة (4 + 1)، مشيدا بموقف موسكو الواضح والباعث على الأمل دعما للاتفاق النووي، فيما كشف موقع إلكتروني إيراني حكومي - نقلت عنه الصحيفة - أن طهران منحت الاتحاد الأوروبي مهلة مدتها 60 يوما لضمان استمرار تنفيذ الاتفاق النووي بعد قرار الانسحاب الأمريكي.
وفي العراق، ذكرت صحيفة (الأخبار) أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية كشفت عن مفاجأة سياسية بتقدم قائمة ائتلاف (سائرون) بزعامة رجل الدين الشيعي البارز مقتدي الصدر، في الانتخابات البرلمانية التي أجريت السبت الماضي؛ مما يشير إلى عودة مفاجئة للصدر بعد سنوات من تهميشه من قبل منافسين تدعمهم إيران.
وأوردت الصحيفة أنه بعد فرز أكثر من 95% من الأصوات في 10 من محافظات العراق الـ18، أعلنت المفوضية حصول ائتلاف (الفتح)، بزعامة هادي العامري قائد الفصيل الحشد الشعبي على المركز الثاني، في حين حلت قائمة (النصر) بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي في المركز الثالث.
وإلى إندونيسيا، حيث تابعت الصحف التفجيرات الدموية التي تشهدها، حيث ذكرت صحيفة (الأهرام) أنه خلال أقل من 24 ساعة، شهدت إندونيسيا تفجيرا دمويا جديدا استهدف مركزا للشرطة في مدينة (سورابايا)، ثاني أكبر المدن الإندونيسية، والتي تعرضت لهجوم أمس الأول استهدف ٣ كنائس، وأسفر عن سقوط عشرات الضحايا، وهو ما دعا السلطات إلى دراسة فرض حالة الطوارىء.
ونقلت الصحيفة عن قائد الشرطة الإندونيسية تيتو كارنافيان القول إن الهجوم الذي وقع خارج مبنى للشرطة في مدينة (سورابايا) نفذه 5 أفراد ينتمون إلى أسرتين، بينهم طفلة عمرها 8 سنوات، مما أدى إلى مقتل أربعة مهاجمين وإصابة عشرة أشخاص بينهم أربعة من رجال الشرطة و6 مدنيين، مشيرا إلى أن أفراد الأسرتين الذين كانوا يركبون دراجتين ناريتين فجروا أنفسهم عند نقطة تفتيش خارج مركز الشرطة، وأن الطفلة الصغيرة نجت وتتعافى الآن، بينما تم قتل والديها وشقيقيها.