قال الدكتور إبراهيم بدوى الأستاذ بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بشعبة الصناعات الغذائية بالمركز القومي للبحوث إن هناك مجموعة من الوصايا الصحية التي يجب على الصائمين اتباعها خلال شهر رمضان المبارك ليصبح رمضان شهر الصحة والنشاط والعطاء.
وقدم بدوي - في تصريح اليوم /الأربعاء/ - وصايا غذائية مهمة لـ 9 حالات من الصائمين، في مقدمتها نصائح للشخص دائم الشعور بالعطش أثناء النهار، مشددا عليه بتجنب الأغذية شديدة الملوحة و التوابل والبهارات خاصة عند السحور لأنها تزيد الإحساس بالعطش، ويستحسن تجنب استعمال الأغذية المحفوظة، أو الوجبات السريعة التحضير، إلى جانب شرب كميات كافية من الماء مع عدم المبالغة في ذلك.
ولتجنب الإصابة بالإمساك في رمضان، أكد أهمية تناول الأغذية الغنية بالألياف الموجودة في السلطات والبقول والفواكه والخضار، مع الإكثار من الفواكه بدلا من الحلويات الرمضانية، بالإضافة إلى الحرص على صلاة التراويح وأداء النشاط الحركي المعتاد.
وأشار بدوي إلى أنه لتجنب الخمول يجب عدم النوم بعد تناول وجبة طعام كبيرة ودسمة لتسببها في الخمول والكسل ، ولذلك يجب الاعتدال في تناول الطعام، ثم النهوض لصلاة العشاء والتراويح، فهي تساعد على هضم الطعام، وتعيد لهم النشاط والحيوية.
وبالنسبة لصيام الحامل والمرضعة في شهر رمضان، شدد على ضرورة استشارة الطبيب في تلك الحالة فإذا سمح للحامل بالصيام ينبغي عليها عدم تناول كمية كبيرة من الطعام عند الإفطار وتوزيع طعام الإفطار المعتدل إلى وجبتين الأولى عند الإفطار، والباقي بعد أربع ساعات، وتأخير وجبة السحور، والإكثار من اللبن الزبادي والإقلال من الطعام الدسم والحلويات، أما المرضعة فعليها عند صيامها الاهتمام بغذائها من حيث الكمية والنوعية وتوفير كمية إضافية من الماء والسوائل للمولود ليشربها خلال ساعات الحر بجانب الرضاعة كما ينبغي أن تكثر من الرضعات في الفترة بين الإفطار والسحور لإشباع الطفل.
وأكد بدوي أن الكثير من مرضى القلب يستطيعون الصيام فعدم حدوث عملية الهضم أثناء النهار تعني جهدا أقل لعضلة القلب وراحة أكبر، لافتا إلى أن 10 في المائة من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم.
وأشار إلى أن المصابين بارتفاع ضغط الدم يستطيعون عادة الصيام شريطة تناول أدويتهم بانتظام، وهناك حاليا العديد من الأدوية التي يمكن إعطاؤها مرة واحدة أو مرتين في اليوم، وينبغي على هؤلاء المرضى تجنب الموالح والمخللات والإقلال من ملح الطعام، أما المصابين بالذبحة الصدرية المستقرة فيمكنهم عادة الصيام مع الاستمرار في تناول الدواء بانتظام.
وبالنسبة لصيام المصابين بالحصيات الكلوية، قال بدوي إن الصائم المصاب بالحصيات الكلوية يمكن أن تزداد حالتهم سوءا إذا لم يشرب المريض السوائل بكميات كافية، ويستحسن لهم الامتناع عن الصيام في الأيام شديدة الحرارة، حيث تقل كمية البول بدرجة ملحوظة، ناصحا بتناول كميات كافية من السوائل في المساء وعند السحور ، مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار، والإقلال من تناول اللحوم والسبانخ والسلق والمكسرات وغيرها.
وأوصى بدوي مرضى السكر عند صومهم بالالتزام بوصايا الطبيب، والمحافظة على نفس كمية ونوعية الغذاء الموصوف لهم، وتقسم هذه الكمية إلى ثلاثة أجزاء متساوية، بحيث يتناول الأولى عند الإفطار، والثانية بعد صلاة التراويح، والثالثة عند السحور، ويفضل تأجيل وجبة السحور قدر الإمكان، والإكثار من تناول الماء، والإقلال من النشاط الجسدي أثناء فترة الصيام وخاصة في الفترة الحرجة ما بين العصر والمغرب.
وعن صوم المصابين بعسر الهضم، أكد أن كثيرا ما تتحسن حالة هؤلاء المرضى في شهر رمضان، شريطة ألا تكون لديهم قرحة حادة في المعدة أو الإثنى عشر أو التهاب في المريء أو أي سبب عضوي آخر، ناصحا إياهم بتناول وجبات صغيرة من الطعام، وتجنب التخمة والأطعمة الدسمة والحلويات، والتعرض للضغوط النفسية الشديدة، والابتعاد عن البهارات والمسبكات.
وبالنسبة للمدخنين، أوضح بدوي أن شهر رمضان فرصة عظيمة للإقلاع عن التدخين، مؤكدا أن فوائد التوقف عن التدخين تبدأ منذ اليوم الأول الذي يقلع فيه المدخن عن التدخين، فمتى توقف عن التدخين بدأ الدم يمتص الأوكسجين بدلا من غاز أول أكسيد الكربون السام، وبذلك تستقبل أعضاء الجسم دما مليئا بالأوكسجين، وتخف الأعباء الملقاة على القلب شيئا فشيئا.
وأشار إلى أن المدخنين الذين يريدون الإقلاع عن هذه العادة السيئة سوف يجدون في رمضان فرصة جيدة للتدرب على ذلك فإذا كان الصائم يستطيع الإقلاع عن التدخين لساعات طويلة أثناء النهار، فلا توجد أي صعوبة للتوقف الدائم عنه.