هنأ مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، جموعَ الشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية بقدوم شهر رمضان المبارك، وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، داعيًا الله عز وجل أن يوفقه لتحمل المسئولية، وأن يوفق الجميع للرشد والخير.
وطالب المفتي - في لقاء تلفزيوني - بضرورة الابتعاد عن السلوكيات السلبية والامتناع عن تضييع الوقت في غير المفيد على مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات وغيرها في رمضان، والحرص فقط على المفيد والنافع، وانتهاز فرصة هذا الشهر لتدريب النفس على الابتعاد عن المعاصي والمحرمات لنيل ثواب الشهر الفضيل على أكمل وجه.
وأشار المفتي، إلى أن صلاة التراويح من خصائص هذا الشهر الفضيل، فيبدأ فيها المسلم عند ثبوت رؤية الهلال مستحضرًا فيها الله عز وجل بقلب خاشع واقفًا ذليلًا بين يدي الله داعيًا ربه أن يتجاوز عنه ما قدَّم من سيئات وأن يغفر له ويرحمه.
وأضاف فضيلة المفتي أنه تجوز صلاة التراويح في المنزل وخاصة لأصحاب الأعذار، وإن كان الأفضل صلاتها في المسجد لمن استطاع لأنها من شعائر الإسلام، وعلى الإمام أن يراعي أحوال الناس فعليه أن يخفف ولا يطيل القراءة أو الصلاة.
ولفت إلى أن التراويح هي جمع الترويحة؛ وقد سميِّت بذلك لاستراحة القوم بعد كل أَربع ركعات، ويتبين أن صلاة التراويح الأفضل فيها أن تكون أكثر مِن 8 ركعات، وهو ما ذهب إليه جمهور الأئمة والعلماء والمذاهب الفقهية على مر العصور؛ حيث قالوا إن صلاة التراويح 20 ركعة.
وتابع المفتي: "ولكنها سنة مؤكدة وليست واجبة، فمَن تركها حُرِم أجرًا عظيمًا، ومَن زاد عليها فلا حرج عليه، ومَن نقص عنها فلا حرج عليه، فلا ينبغي أن ننشغل في هذا الشهر الكريم بإثارة الخلاف في العدد".
وقال الدكتور علام: "إنه المهم أن نخرج من هذه الصلاة وقد ارتاحت قلوبنا وشفيت أمراضنا القلبية، وانزاح الغلُّ والحسد والكراهية من قلوبنا تجاه الآخرين؛ فتلك هي الثمرة الحقيقية لصلاة التراويح ولكل صلاة بطبيعة الحال، فليست العبرة في الكم وإنما في أثر هذا الكم في النفس".
وعن صلاة المرأة للتراويح في المساجد، أوضح فضيلة المفتي أن المرأة كانت تصلي بالمسجد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فحضور المرأة الصلاةَ ومجالس العلم والذِّكر من الأمور الطيبة التي يجب أن تحرص عليها المرأة في رمضان؛ لكي تستنير في أمور العبادة، وتتعلم من أحكام الدين ما ينفعها في دنياها وآخرتها، بشرط أن تراعي آداب الخروج إلى المسجد وألا تهمل بيتها وزوجها وأولادها.
وأشار فضيلة المفتي، إلى أن الله فتح للمرأة المسلمة في رمضان أبواب خير كثيرة شأنها شأن الرجال، فما من عمل صالح تعمله في بيتها أو عملها أو تربية أولادها، وكذلك طاعاتها إلا ولها فيه أجر مضاعف.
ولفت فضيلته إلى أن إطعام الطعام للنفس وللأهل وللغير من الأمور المحببة في الشرع الشريف وخاصة في هذا الشهر الفضيل، ولكن بلا إسراف أو تبذير؛ لأنه سلوك سلبي لا يليق بنا نحن المسلمين، فالأولى لمن يسرف ويبذر في هذا الشهر أن ينظر إلى جيرانه وأقاربه وباقي الناس المحتاجين.