أكد الشيخ
محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خلال زيارته لمحافظة المنيا، اليوم الجمعة، أن الوزارة
لن تسمح لجمعية معينة أو شخص بعينه بمحاولة السيطرة على أي مسجد، مشيرا إلى أن الوزارة
ليست ضد الاعتكاف، ولكن الاعتكاف لابد أن يكون وفق الشروط التي وضعتها الوزارة.
كما أشار الوزير
إلى أن رسالة الوزارة في خدمة الدين، قائمة على التيسير، وهدف تعليماتها الحقيقي هو
الضبط والتقنين والتيسير معا، مشددا على أن الوزارة لا تقيد الاعتكاف ولكن تنظمه بما
لا يخرج به عن مقصوده التعبدي إلى خدمة الجماعات المتطرفة أو المتشددة.
وقال جمعة
إن زيارته للمحافظة ليست عفوية بل هي مقصودة حتى يوجه رسالة إلى الناس كافة، أن رمضان
ليس شهرا للكسل والنوم بل هو شهر نشاط وعمل وشهر إخلاص في العمل.
واستعرض الوزير
-خلال اجتماعه- إنجازات الوزارة الفترة الماضية والخطة المستقبلية للقوافل الدعوية
والخطاب الديني، كما وجه الوزير الدعوة إلى تنبيه أئمة المساجد إلى ضرورة ترشيد استهلاك
الكهرباء والمياه.
وأضاف الوزير
أنه لابد من زيادة عدد مكاتب التحفيظ بالمنيا والمدارس العلمية حتي لحماية أكبر عدد
من الشباب والصغار من الأفكار المتطرفة والمتشددة.
واستعرض جمعة
خطة الوزارة في مجال أعمال البر حيث تم رفع مخصصاتها من 24 مليون جنيه إلى 225 مليونا
-بزيادة 800%- والتي يتم توجيها إلى عدة أمور؛ منها الشنط الرمضانية التي بلغ عددها
1.7 مليون شنطة، حيث يتم التنسيق مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية لبيعها بسعر 25 جنيها،
كذلك استخراج 20 ألف بطاقة رقم قومي للمرأة المعيلة، كذلك إنتاج المقاعد الدراسية التي
توزع على المدارس الأشد احتياجا مجانا.
وأشار -خلال
لقائه مع قيادات الدعوة بالمنيا على هامش افتتاح مسجد بقرية أبوجرج ببنى مزار- إلى
أن رسالة الأئمة نعمة عظيمة ومهمة جليلة يجب أن يؤدى حقها على الوجه الأكمل، مضيفا:
"الشكر الحقيقي إنما يكون بالعمل المخلص الجاد في خدمة بيوت الله بأن نقوم على
عمارتها وصيانتها ونظافتها خير قيام، ومعنى أن نؤدى واجبنا الدعوي هو مراقبة الله عز
وجل وابتغاء مرضاته أولا وقبل كل شيء، وأن نجدد النية دائما لنتحول من أصحاب وظيفة
إلى أصحاب رسالة نتفانى فى سبيل القيام بها والوفاء بحقها على خير وجه، وهذه الرسالة
أوجهها إلى جميع العاملين بالأوقاف".
ووجه رسالة
لجميع العاملين بهيئة الأوقاف المصرية، قائلًا: "إن الله عز وجل امتحنكم بأن تكونوا
أمناء على مال الوقف الذى هو مال الله، وهو به كفيل قبل عباده، فمن اقترب منه بغير
حق أو ضيعه أو فرط في حقه أو لم يقم بالوفاء بواجبه تجاهه فليخشى غضب الله عز وجل في
الدنيا قبل الآخرة، ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون".
وتابع وزير
الأوقاف قائلًا: "أما من حافظ عليه بروحه ودمه فوق ما يحافظ على ماله الخاص، ووقف
سدا شامخا أمام من يحاول الاعتداء عليه أو النيل منه، أو مجرد الاقتراب منه بغير حق،
وفرَّغ من وقته وجهده وفكره في خدمته والحفاظ عليه وحسن استثماره وإعطاء كل ذي حق فيه
حقه، وفق شروط واقفيه المخلصين، وأخلص النية فى ذلك ابتغاء مرضاة الله عز وجل، فيا
له من فضل، وَيَا لها من رسالة عظيمة، يحيط بصاحبها فضل الله فى الدنيا والآخرة".
وأردف:
"لا يقف الوعد ولا الوعيد عند حدود العاملين بالأوقاف فحسب، وإن كان الحفاظ على
مال الوقف وحسن استثماره واجبهم ومسئوليتهم، فإن الوعيد يشمل كل من اعتدى على مال الوقف
أو نال منه بغير حق، وأول تبعات هذا الوعيد نزع البركة من حياة فاعله، فما رأينا أحدا
نال من حق الوقف ونجا بجريرته أبدا أو رزق البركة في حياته أبدا، كما أن الوعد والفضل
العميم والثواب العظيم يشمل كل من حافظ على مال الوقف أو أعان على ذلك، لأن الله عز
وجل أكرم الأكرمين، وهو أعز وأكرم من أن يضيع من حافظ على ماله أو أن يخيب قصده ورجاءه
فيه".