الأحد 2 يونيو 2024

وزير الآثار يكشف تفاصيل جديدة حول "تمثال المطرية"

16-3-2017 | 22:56

أكد خالد العنانى وزير الآثار، أنّ التمثال الملكى الذى تم اكتشافه الأسبوع الماضى بمنطقة سوق الخميس الأثرية بالمطرية (مدينة هليوبوليس القديمة)، بواسطة البعثة المصرية الألمانية الأثرية المشتركة، من أهم الاكتشافات العلمية منذ سنوات، قائلا  "تلك هى المرة الأولى التى يتم اكتشاف تمثال ملكى بمثل تلك الضخامة، ويعود إلى عصر الأسرة الـ٢٦".
وقال وزير الآثار لـ"الهلال اليوم"، إنه كشْف غير مسبوق يؤرخ للعصر الصاوى، حيث لم يحدث أن عثرت بعثة أثرية على شيء مماثل من قبل.
وأشار إلى أن الدراسات الأولية التى أجريت على أجزاء التمثال، رجحت من خلال الكتابات الهيروغليفية، أنه يرجع للملك بسماتيك الأول من الأسرة السادسة والعشرين ( 664-610). حيث وجد على ظهر التمثال نقش لأحد الأسماء الخمسة للملك (نب عا)، وهو الاسم الذى يعرف فى علم الآثار بالاسم النبتى.
ويعتبر هذا التمثال من أضخم التماثيل التى ترجع إلى العصر المتأخر فى مصر، ويثبت وجود العديد من التفاصيل الفنية المختلفة الموجودة بالتمثال والتى كانت السمة الواضحة فى عصر الأسرة السادسة والعشرين، وهو ما يعرف فى الفن المصرى القديم بمصطلح فن محاكاة الماضي. ونحت التمثال من حجر الكوارتزيت الذى تم جلبه من الجبل الأحمر (مدينة نصر حاليا) والذى يبلغ ارتفاعه حوالى 9 أمتار.  
وعُثر على جزئى التمثال يوم الثلاثاء الماضى، على عمق 2 متر تحت منسوب المياه الجوفية؛ الأمر الذى جعل طريقة تحديد أماكنهما ونقلهما صعبة للغاية، خاصة لوجودهما داخل المنطقة السكنية.
ونجحت وزارة الآثار من خلال مرممى المتحف المصرى الكبير والمتحف المصرى بالتحرير، ومرممى وأثرى منطقة آثار المطرية، بالإضافة إلى عمال قَفط المدربين على أعمال نقل التماثيل والأحجار كبيرة الحجم، فى انتشال جزئى التمثال ونقلهما إلى المتحف المصرى بالتحرير فجر اليوم. ويخضع التمثال إلى أعمال الترميم، كما سيعرض مؤقتًا لحين نقله إلى المتحف المصرى الكبير المقرر افتتاحه فى منتصف عام 2018. وتم النقل بمساعدة إدارة النقل بالقوات المسلحة المصرية، وداخل حديقة المتحف المصرى يعرض إلى جانب جزئى التمثال نقش يصور الملك رمسيس الثانى باسطا يده إلى اليمن يمارس طقس العطور السبعة للمعبودة موت، وتم العثور على هذا النقش فى بقايا المعبد الثانى للملك رمسيس الثانى.
ويعد معبد المطرية أحد أهم المناطق الدينية فى العصور المصرية القديمة، حيث إنه كان يعتبر بيت خالق الكون اله الشمس. فعلى امتداد 2400 عام بنى جميع ملوك العصور الفرعونية القديمة صروح ضخمة فى هذا المعبد ولكن دمر فى العصور القديمة منذ نهاية العصر الرومانى وحتى العصر المملوكى، حيث استخدمت أحجاره لبناء مبانى فى القاهرة مثل باب النصر وغيرها.