من المؤكد أن كل العرب عرفوا صوته، فقد وصل إليهم من خلال إذاعة صوت العرب التي
أنشأت في 4 يوليو 1953 وترأس الإذاعي إحمد سعيد إدارتها في قت عصيب كانت الأمة
العربية تمر فيه بأسوأ مراحلها، حيث كانت مخالب الإستعمار وأعوانه تتشبث في جسد
الوطن وتسلب مقدراته.
مع مساندته لحركات التحرر التي بدأها
الرئيس جمال عبد الناصر لكل الدول العربية ظهرت أنظمة عدائية عربية وأجنبية تهاجم
تطلعاته وأفكاره وكانت جهود تلك الأنظمة يظهر في الإذاعات السرية التي تهاجم مصر
وشخص عبد الناصر نفسه، وقد طلب جهاز المخابرات في عهده أن ننشئ إذاعات سرية ترد
عليهم بالمثل وبنفس أساليبهم، لكنه أبى أن يكون لمصر صوت متدني مثل أصواتهم ، لذا
كانت إذاعة صوت العرب هي الإذاعة الرسمية المصرية المعلومة التي ترد وتنفد أكاذيب
الأنظمة التي تعادي مصر.
أصبح أحمد سعيد مديراً لإذاعة صوت العرب وكان للرجل منهج في العمل حتى حصل على
مصداقية الإذعة عبر سنوات طويلة، فقد اعتمد على دارسات تؤكد عروبة مصر لإذاعتها
ومنه دراسات د. جمال حمدان التي أصبحت فيما بعد "شخصية مصر" ، وقد
أذاعها أحمد سعيد كاملة بإسمها الأول "قدر مصر" قبل أن يغير حمدان
إسمها.
اعتمد أحمد سعيد على دحر الأكاذيب بالحقائق لمواجهة الهجوم الشرس على مصر وذلك
بإذاعة تصريحات وأحاديث حكام ومسئولين عرب يرحبون فيها بالقومية العربية واستعداد
بلادهم للتحرر، لكن بلادهم تهاجم مصر وعبد الناصر من خلال إذاعاتهم السرية ، كما
أعد أحمد سعيد وأذاع بنفسه برنامجاً لنفس الغرض أيضاً وهو برنامج " أكاذيب
تكشفها حقائق".
بتفويض من الرئيس جمال عبد الناصر
أصبح أحمد سعيد من خلال صوت العرب هو الداعم المعنوي لشعب الجزائر ضد الإستعمار،
حتى قامت ثورته التي أذاع أحمد سعيد بيانها الأول من القاهرة، وكان البيان معداً
قبل بدء الثورة بثلاثة أيام ، فقد كانت صوت العرب على تواصل دائم بالثوار في
الجزائر.
اتهم أحمد سعيد بإذاعة بيانات مضللة في حرب 1967 ، حيث أشارت كل بياناته على عكس
الأحداث، وأكد أحمد سعيد أن قانون الحرب يجازي الخائن في الحرب وأيضاً من يقلل من
عزيمة المحاربين ، وأكد أنه لم يكن مسئولاً عن مضمون البيانات ولا يمكنه تغيير
محتواها وقد أذاعها كما تلقاها.