أكدت وزيرة خارجية كوريا الجنوبية، كانج
كيونج-وا، أن القمة التي عقدت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وزعيم كوريا الشمالية
كيم جونج أون، يوم الثلاثاء الماضي، تبشر بفصل جديد في العلاقات الثنائية بين البلدين،
خاصة بعد سبعة عقود من العداء بينهما.
وقالت كانج كيونج ، خلال مقابلة حصرية أجرتها
مع قناة "سي إن إن" الأمريكية، أذيعت مساء الخميس، إن النتائج التي توصل
إليها الطرفان أكدت أن هذه القمة " تاريخية"، كما انها تمثل نقطة تحول هامة
في العلاقات بين البلدين.
وأعربت وزيرة خارجية كوريا الجنوبية عن
شعورها بالارتياح للنتائج المثمرة التي أسفرت عنها قمة سنغافورة، مؤكدة أن العقوبات
المفروضة على بيونج يانج ما زالت قائمة حتى يتحقق نزع السلاح النووى بشكل كامل بالإضافة
إلى تفكيك المواقع التي يجرى فيها اختبارات التجارب الصاروخية.
وتعليقا على ما أعلنه ترامب من أن كوريا
الشمالية لم تعد تمثل تهديدا نوويا ؟ قالت كانج كيونج :"اعتقد أن بيونج يانج ما
زالت تمتلك قدرات نووية، لكن ما حققته القمة الأخيرة يمثل خطوة هائلة إلى الأمام تجاه
القضاء على هذا التهديد " ، مشددة على أن المجتمع الدولي في طريقه تحقيق هذا الهدف
، غير أنه مازال هناك مزيد من العمل الشاق الفعلي في الانتظار فى المستقبل للتخلص من
مثل هذا التهديد بشكل نهائي بعد انعقاد القمة.
وردًا على سؤال حول الخطوات التي يجب اتخاذها
بعد قمة سنغافورة، قالت وزيرة خارجية كوريا الجنوبية - في مقابلتها الحصرية مع قناة
"سي إن إن" الأمريكية - "إن هذا أمر يعتمد على ما تم مناقشته بين الرئيس
الأمريكي وزعيم كوريا الشمالية، وما تم تناوله أيضًا خلال القمة التي عقدت بين الكوريتين،
بالإضافة إلى ما أعلن عنه ترامب خلال مؤتمر صحفي سابق بشأن إلزام كيم نفسه بالقضاء
على المرافق التي يجرى فيها اختبارات محركات الصواريخ في بلاده".
وردًا على سؤال بشأن المؤشرات والأدلة التي
تحتاجها كوريا الجنوبية لتتأكد من أن التهديدات التي تمثلها نظيرتها الشمالية قد انتهت
بالفعل، ردت كانج كيونج قائلة "كوريا الجنوبية في حاجة إلى أن تشهد تفكيك الموقع
الذي يجرى فيه اختبار هذا المحرك الصاروخي، حيث يعد هذا الموقع مهمًا بالنسبة لقدرات
بيونج يانج النووية لتطوير صواريخها البالستية عابرة القارات"، مؤكدة أن بلادها
ستراقب مسألة التفكيك وستكون سلطات البلاد على علم إذا ما حدث هذا الأمر، مرجحة أن
هذا ما سيحدث وفقًا لما قاله كيم لترامب.
وبسؤالها إذا ما تم تقديم تنبيه مسبق لكوريا
الجنوبية إذا كان ترامب سيعلن عن إنهاء أو تعليق التدريبات العسكرية المشتركة بين واشنطن
وسول، أجابت كانج كيونج تقول "إن سلطات بلادها قد تلقت إخطارًا بذلك"، مضيفة
أنها تحترم قرار ترامب الذي تتوقع أنه ناجم عن المناقشات التي تمت بينه وبين كيم، مؤكدة
على أن بلادها كانت تعتزم بالأساس اتخاذ تدابير لتقليل التوترات العسكرية، مشددة على
أن هذا يتماشى إلى حد كبير مع ما أعلنه ترامب.
وأوضحت كانج كيونج-وا أن هذه الخطوة تم
اتخاذها ليس فقط من أجل إيقاف التدريبات العسكرية لكنها تهدف أيضًا إلى إبقاء التواصل
مع كوريا الشمالية سواء من جانب بلادنا أو الولايات المتحدة وذلك من خلال إجراء مناقشات
جيدة، الأمر الذي يدفع بيونج يانج إلى اتخاذ خطوات ملموسة وحقيقية تجاه نزع السلاح
النووي.