السبت 1 يونيو 2024

هل تكون الانتخابات التركية «القشة» القاصمة لظهر أردوغان؟.. مراقبون: المنافسة ستكون شرسة.. وفرص المعارضة ترتفع على حساب شعبية الحزب الحاكم.. والرئيس الحالي يخشى مفاجآت 2019

تحقيقات23-6-2018 | 12:48

سعيد: شعبية أردوغان تتآكل

حامد: تقديم الانتخابات جاء خوفا من السقوط المدوي في 2019

أكد مراقبون للشأن التركي، أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تجرى، غدا، بجميع العواصم والمدن التركية، ستكون المنافسة فيها شرسة مع ارتفاع فرص المعارضة خاصة بعد تراجع شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أقدم على تعديل الدستور في شهر أبريل من العام الماضي، لتعزيز سلطاته وصلاحياته بعد تحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، فضلا عن الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها البلاد.

تنطلق الانتخابات الرئاسية التركية، غدا الأحد، وسط تحديات اقتصادية وسياسية ضخمة يواجها حزب "العدالة والتنمية" الحاكم الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ونجح الرئيس الحالي في اقتناص تعديلا دستوريا يمكنه من التحول بنظام الحاكم من برلماني إلى رئاسي ليصبح أردوغان "الدكتاتور" الأوحد في أنقرة، وسط حالة من الاحتقان والغضب في صفوف المعارضة التركية، وانخفاض شعبية حزبه الحاكم في الشارع التركي، بحسب تقديرات مراقبين للوضع السياسي هناك، مؤكدين أن نجاح أردوغان سيكون "مخاضا متعسرا" بسبب التحديات الكبرى التي تواجهه.

الرئيس التركي أقدم على تقديم موعد الانتخابات الرئاسية التركية المقرر إجراؤها وفقا للدستور في نوفمبر 2019، لتجرى غدا 24 يونيو، رغم اعتراض المعارضة التي رأت أن تقديم موعد الانتخابات يصب في مصلحة أردوغان أكثر المرشحين حظا.


تراجع الشعبية

أكد كرم سعيد، الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه تحديا صعبا ومنافسة شرسة في الانتخابات الرئاسية التركية التي تجرى غدا في جميع العواصم والمدن التركية، مشيرا إلى صعوبة المنافسة تكمن في تراجع شعبية أردوغان وحزبه الحاكم بعد إجراء التعديلات الدستورية التي حولت نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي لتمنح أردوغان سلطات واسعة في حال فوزه.

وقال الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية لـ«الهلال اليوم» إن الأزمات الاقتصادية والسياسات الخارجية الخاطئة التي ينتهجها أردوغان أثرت على شعبيته بشكل كبير وقلصت من فرص فوزه الكبيرة في الانتخابات المقررة.

ولفت إلى أنه على الرغم من فرصة الرئيس التركي الكبيرة في الفوز بحكم سيطرة على مؤسسات الدولة، إلا أنه يواجه منافسة شرسة من قبل المعارضة التي استغلت أخطاءة في المنافسة الانتخابية، وربما تشهد مفاجئة كبيرة لا يتوقعها أحد.

وأكد أنه في حالة فوز أردوغان سيكون فوزا بطعم الخسارة بسبب الأزمات المتزايدة وتراجع شعبيته بنسبة كبيرة، مشيرا إلى أنه سيواجه تحديات كبيرة منها الاحتقان الذي وصل إلى ذروته في المجال السياسي.


أردوغان يخشى مفاجآت الانتخابات الرئاسية

شدد محمد حامد، الباحث في الشأن التركي، على أن معركة الرئاسة التركية التي تنطلق، غدا، لن تكون المنافسة فيها سهلة للغاية كما يتوقع البعض وأن فرص فوز أردوغان فيها ليست كبيرة، لأن شعبيته تراجعت بشكل كبير وواضح، مشيرا إلى أنه في حال فوزه لن يكون الفارق كبير كما كان في السابق بعد فقدان نسبة كبيرة من شعبيته وسط تردي الأوضاع الاقتصادية.

وقال حامد لـ«الهلال اليوم» إن الرئيس التركي أقدم على تقديم موعد إجراء انتخابات الرئاسة في الشهر الجاري بدلا من العام القادم خوفا من تآكل شعبيته أكثر من ذلك ويجد نفسه خارج سدة الحكم في البلاد، مؤكدا أن موعد الانتخابات جاء على هوى أردوغان لأنه يعلم أنه سيخسر أكثر من ذلك وستكون فرصته في الفوز معدومة على خلاف الآن.

وأشار "حامد" إلى أن الرئيس التركي يرغب في تعزيز سلطته داخل تركيا وخارجها، بسبب تزايد الأزمات الأخيرة في شتى المجالات وعلى رأسها المجال الاقتصادي، مؤكدا أن أردوغان يخشى من مفاجآت عام 2019 التي تضعه خارج الحكم وسيكون بمثابة السقوط المدوي.

وأشار الباحث في الشأن التركي إلى أن أردوغان اتخذ القرار سريعا بشأن الانتخابات كون المعارضة التركية ضعيفة الآن، واكتساحه للانتخابات أمر لا شك فيه بخلاف ما قد يحدث في 2019.