الثلاثاء 28 مايو 2024

شعب واحد لا تفرقه الفتن !

18-3-2017 | 23:35

بقلم : نبيلة حافظ

كانت ردود أفعال أقباط مصر صادمة لكل الحاقدين والكارهين لنا، على الرغم من الجرائم والأحداث المؤلمة التى خلفت وراءها أحزانا كبيرة من أراد الله به خيرا يفقهه بأمور الحياة ويجعله على بينة وبصيرة بالأحداث من حوله، ونحن شعب مصر الأصيل أنعم الله علينا فى السنوات الأخيرة بتلك النعمة وجعلنا ندرك مبكرا حجم المخاطر من حولنا وطبيعة المؤامرات التى تحاك لنا، وكنا على يقن بأننا جميعنا مستهدفون من جانب خوارج هذا العصر الذين يرتدون عباءة الإسام والإسام منهم براء، وعلى الرغم من بشاعة جرائمهم  التى لا تفرق فى وحشيتها بن الشاب

والشيخ, المرأة والرجل, المسلم والمسيحى إلا أنها لم تعد تفزعنا, فهى بكل فخر تزيد من قوتنا وإصرارنا على مجابتها والصمود أمامها والانتصار عليها بإذن الله.

وإذا كان قد كتب علينا أن نخوض تلك الحرب الشرسة ضدد الإرهاب فإننا ندرك جيدا كل الأيادى القذرة التى تحاول العبث بأمن الوطن ووحدة شعبه واستقراره،

وواهم كل من يتخيل أن بإمكانه أن يمزق نسيج المجتمع المصرى ويحدث فرقة بن أبنائه، ذلك الشعب الذى عاش على مدار تاريخه الطويل فى لحمة قوية حيرت معها كل شعوب العالم، وبفضل تماسكه ووحدته عجزت وانهزمت أمامه قوى الشر جميعا وتمكن المصريون من دحرها على مر العصور، ومن يقرأ التاريخ يدرك ذلك جيدا ويعلم أن من المستحيل إحداث تلك الفرقة التى يحلم بها كل متآمر وحاقد على مصر وشعبها.

علاقة فريدة من نوعها تلك التى تجمع بن قطبى الشعب المصرى مسيحيه ومسلميه، لقد احتار وتعجب كل من حولنا عن لغز تلك العلاقة الغريبة التى كلما

حدثت أزمة أو وقعت حادثة مخطط لها لبث الفتنة بن كلا الطرفن نجد تأثيرها يأتى بالعكس وعلى غير المتوقع, وازداد الطرفان حبا وقربا أكثر مما كانا عليه، ولن نذهب بعيدا بل سننظر إلى الماضى القريب وبالتحديد بعد حادثة تفجير الكنيسة البطرسية فى ديسمبر الماضي، فلقد تخيل الأعداء وتجار الدين ومن على شاكلاتهم بأن الحادث سوف يكون من شأنه أن يؤجج غضب إخواننا الأقباط تجاه شركائهم من أبناء الوطن، وبالتالى تزيد الكراهية بالنفوس ويحدث فرقة وصدام وتناحر  لا قدر الله  ولكن كان ربك لهم بالمرصاد وخابت ظنونهم وازداد الحب والمودة والقرب بين أبناء مصر الشرفاء والمخلصن الذين لديهم وعى كبير ويدركون بفطرتهم حجم المؤامرات التى تحاك لهم.

لذا كانت ردود أفعال أقباط مصر صادمة لكل الحاقدين والكارهن لنا، فعلى الرغم من الجرائم والأحداث المؤلمة التى خلفت وراءها أحزانا كبيرة، والتى كانت هدفها

النيل من وحدتنا، إلا أن تصرف إخواننا الأقباط الأوفياء لأوطانهم كان فى منتهى السماحة والحب والإخاص للمسلمين.

فهذا قبطى بحى شبرا فقد شقيقه فى حادث الكنيسة البطرسية فيصر عند تلقيه العزاء أن يقرأ شيخا من جيرانه سورة مريم فى سرادق العزاء ليبرهن عن حبه للإسام والمسلمين، وهذا أسقف كنيسة بقنا يتبرع بمبلغ مالى لاستكمل بناء مسجد بالقرية التى يقيم بها، وآخر من نفس المحافظة يصر فى حفل زفاف شقيقته أن يقيم ليلة قرآن ليستمتع فيها مع أهل قريته من المسلمين بتاوة الآيات القرآنية، وقبطى آخر بمدينة بالقليوبية يتبرع بقطعة أرض لبناء مسجد لخدمة أهل مدينته من المسلمين, تصرفات هؤلاء  وغيرهم من أبناء مصر المخلصين رسائل قوية لدول العالم تؤكد

على أننا أبناء وطن واحد لا فرق بيننا، ورسالة أخرى لأعدائنا تقول لهم:

لن تتحقق أهدافكم الدنيئة فى إيقاع الفرقة وزرع الفن بيننا، وسوف نظل على حبنا وتآلفنا ووحدتنا مهما كانت المحن والصعاب !