قالت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي إن الدراما المصرية حققت خلال العام الجاري نتائج إيجابية في تناولها لقضية المخدرات مقارنة بالعام الماضي.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم الثلاثاء؛ لإعلان نتائج المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي حول مشاهد التدخين وتعاطي المخدرات بالأعمال الدرامية خلال شهر رمضان الماضي، بحضور الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية وكبار منتجي الأعمال الدرامية والنقاد والفنانين.
وأضافت والي "أن مشاهد التدخين انخفضت نسبتها من 13% من إجمالي المساحة الزمنية للأعمال الدرامية في رمضان 2017 إلى 6% في رمضان الماضي، كما أن مشاهد تعاطي المخدرات انخفضت نسبتها من 4% في الدراما الرمضانية 2017 إلى 2% رمضان الماضي، فيما خلت 4 مسلسلات تماما من مشاهد المخدرات.
وعلى صعيد تحليل مضمون دراما هذا العام، أوضحت أن الدراما حملت العديد من الرسائل الإيجابية بشأن قضيتي التدخين والمخدرات، والتزمت القنوات التليفزيونية بعرض التصنيف العمري للأعمال الدرامية، كما خلت كافة الأعمال الدرامية من وجود أي مشاهد للتدخين أو تعاطي المخدرات من قبل الأطفال.
وأشارت والي إلى حرص الصندوق بالتعاون مع لجنة الدراما بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على إصدار تقارير دورية أسبوعية خلال شهر رمضان المنقضي؛ لتشجيع الأعمال الخالية من المخدرات أو تلك التي تحمل رسائل توعوية بشأن قضية التدخين والمخدرات، كما حرصت الجهتان على مخاطبة وتنبيه الأسرة المصرية بشأن الأعمال الدرامية التي تحمل رسائل سلبية وتنشر الثقافة السوداء للمخدرات.
وأشادت بقيام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام باتخاذ خطوة غير مسبوقة بإصدار قراره في 4 يونيو الجاري بتحذير الشركة المنتجة والقناة التي تبث أحد الأعمال الدرامية الذي تضمن مشاهد ترويجية للمخدرات بضرورة مراجعة الحلقات المتبقية وحذف هذه المشاهد حال إعادة عرض المسلسل، لافتة إلى قيام صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بإبلاغ المجلس بضرورة اتخاذ ما يلزم حيال الترويج لمنتجات التبغ في 3 مشاهد درامية بالمخالفة لقانون رقم 58 لسنة 2002 بشأن الوقاية من أضرار التدخين.
وأوضحت والي أن الصندوق حرص على لقاء صناع الدراما منذ عام 2014؛ إيمانا منه بقيمة الدراما المصرية ودورها في تشكيل فكر ووجدان المجتمع في مصر والعالم العربي، لافتة إلى تأثير الدراما الفعال في قضية مكافحة التدخين والمخدرات لا سيما بين الأطفال والنشء، وهو ما ظهر بوضوح في نتائج البحث القومي عن مشكلة التدخين والمخدرات في مدارس المرحلة الثانوية والتي أعلنها الصندوق العام الماضي، حيث احتلت وسائل الإعلام وفي مقدمتها الدراما المرتبة الأولى كمصدر معلومات عن التدخين والمخدرات بين الطلبة بنسبة 72%.
وأكدت حرص الصندوق على بناء شراكات مع كل الجهات الفاعلة، ما أسفر عن إصدار الصندوق ونقابة المهن التمثيلية وثيقة التزام صناع الدراما بشأن تناول ظاهرة التدخين وتعاطي المخدرات في مايو 2015، كما وقع الصندوق بروتوكول تعاون مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في نوفمبر الماضي؛ بهدف الوصول لدراما رشيدة في تناولها لهذه القضية الهامة.
ولفتت والي إلى أن تجربة المرصد الإعلامي للصندوق أصبحت من التجارب الرائدة على المستوى الدولي بعد أن اختارتها منظمة الصحة العالمية لعرضها باجتماع لجنة خبراء المنظمة والذي عقد في مارس الماضي بنيودلهي؛ لمنع الترويج للتبغ، كما تم اعتماد تجربة المرصد كأحد الأدلة العلمية لتطوير وثيقة دولية تعتزم منظمة الصحة العالمية إصدارها في نوفمبر المقبل بشأن تدابير مواجهة كافة أشكال التسويق غير المباشر لمنتجات التبغ وذلك في إطار التزام الدول الأعضاء بالاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ.
وقالت والي: "مع تسليمنا بالنجاح النسبي الذي تحقق هذا العام إلا أننا نؤكد أن المسيرة ما زالت ممتدة وأمامنا عمل مكثف يتعين أن نقوم به مع الشركاء المعنيين"، مضيفة: "أنا مقتنعة بأننا نسير على الطريق الصحيح وأننا قادرون يدا بيد على سلك نهج منسق ومتوازن وشامل يفضي إلى حلول مستدامة لمشكلة التدخين والمخدرات كفيلة بإحداث الأثر المنشود في حياة ملايين المصريين".
ونوهت بأن النهج القائم على الوقاية والعلاج وإعادة الإدماج الاجتماعي يمكن أن يثمر نتائج إيجابية متى تكاتفت الجهود وصدقت العزائم؛ لدفع الضرر عن مصر.