أقامت وزارة الخارجية اليوم الثلاثاء 26 يونيو الجاري
احتفالا بمناسبة يوم حفظ السلام، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة الإعلامي ومركز القاهرة
الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، وذلك بمشاركة سامح شكري وزير الخارجية،
وممثلين عن وزارتي الدفاع والداخلية، والمنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، وبحضور
عدد من الضباط المصريين المشاركين في عمليات حفظ السلام وأسر شهداء عمليات حفظ السلام.
وفي تصريح للسفير أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم
وزارة الخارجية، أشار إلى أن اهتمام وزارة الخارجية بالمساهمة في تنظيم مثل هذا الحدث
الهام يأتي في إطار الأولوية المتقدمة التي توليها مصر للمشاركة في بعثات حفظ السلام
التابعة للأمم المتحدة، انطلاقا من التزام الدولة الأصيل بإعلاء مقاصد السلم والأمن
الدوليين والمبادئ التي قامت عليها منظمة الأمم المتحدة.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن مصر دائما ما كانت
تحافظ على وضعيتها ضمن أهم الدول المساهمة في عمليات حفظ السلام على مدار 58 عاما منذ
المساهمة المصرية الأولى بعملية حفظ السلام في الكونغو عام 1960، حيث شاركت منذ ذلك
الحين في إجمالي 38 بعثة أممية بـ24 دولة حول العالم، سواء في أفريقيا أو أوروبا أو
أسيا أو أمريكا اللاتينية، كما أنها تحتل حاليا الترتيب السابع ضمن أكثر الدول المساهمة
بقوات في هذه العمليات.
وذكر السفير أبوزيد، أن الاحتفال بيوم السلام تضمن
معرضا فوتوغرافيا وعرضا لتسجيليّن وثائقيين، الأول تم إعداده من جانب القوات المسلحة،
والثاني عن طريق إدارة عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة، وذلك من أجل توثيق المساهمات
المصرية في بعثات حفظ السلام، وتخليد البطولات والتضحيات التي قدمها أكثر من 30 ألف
مصري من أبناء القوات المسلحة والشرطة ومن المدنيين، خلال مشاركتهم المتعددة في هذه
البعثات.
وأضاف أبوزيد، أن وزير الخارجية سامح شكري ألقى
الكلمة الرئيسية خلال الاحتفال، حيث بعث بتحية تقدير لشهداء مصر الذين ضحوا بأرواحهم
دفاعاً عن السلام تحت راية الأمم المتحدة، كما أثني على البطولات التي تقوم بها ولا
تزال القوات المصرية المشاركة حاليا في 6 بعثات سلام أممية، والتي تضم في قوامها أكثر
من 3000 مصري من بينهم عناصر نسائية، منوها إلى أن أبناء مصر المشاركين في هذه القوات
قد باتوا سفراء لضمير العالم. وقد جدد شكري
التزام الدولة بالحفاظ على مستوى وجودة أداء القوات المصرية وما تحظى به من حرفية عالية
والتزام بأعلى معايير السلوك والأداء المهني، فضلاً عن الحرص على زيادة العناصر النسائية.
وأشار وزير الخارجية في كلمته إلى أن المشاركة المصرية
المتزايدة في عمليات حفظ السلام جاءت لتعكس الاهتمام الكبير بأمن واستقرار ملايين الشعوب
حول العالم، ولاسيما في أفريقيا، مشيراً إلى حرص مصر على تعزيز التنمية داخل القارة
ودفع جهود حفظ وبناء السلام في مناطق النزاعات وتفعيل جهود إعادة الإعمار بها.
وأضاف شكري، أن البيئة
الأمنية غير التقليدية إقليميا ودوليا، وتصاعد الأخطار المحيطة بالبعثات الأممية بالتزامن
مع التوجه نحو تقليل الموارد المالية المتاحة لهذه البعثات، يتطلب الارتقاء بمستوى
أدائها وفقا لأسس ومبادئ واضحة، مؤكدا على حرص مصر على تعزيز كفاءة منظومة حفظ السلام
داخل الأمم المتحدة من خلال تقديم رؤى وإسهامات موضوعية عبر عضويتها في اللجنة الخاصة
المعنية بعمليات حفظ السلام التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أو من خلال عضويتها
في مجلس الأمن التي امتدت لعامي 2016 و2017، والمبادرة التي طرحتها خلال رئاستها للمجلس في أغسطس 2017 من أجل صياغة مبادئ توجيهية حول بعثات
حفظ السلام ودورها، والتى تبناها المجلس بالإجماع في ديسمبر 2017.
هذا، وقد تم بث رسالة لسكرتير عام الأمم المتحدة
احتفالا بهذه المناسبة، وألقى كل من ممثلى وزارتي الدفاع والخارجية والمنسق المقيم
للأمم المتحدة في القاهرة كلمات متعاقبة للتأكيد على الدور والمساهمة المصرية الرائدة
في مجال حفظ السلام.
كما قام وزير الخارجية بتكريم خمس من أسر الشهداء
الذين سقطوا خلال أدائهم واجبهم المقدس دفاعا عن مبادئ السلم والأمن الدوليين التى
تنادى بها الأمم المتحدة، وتم منحهم تذكرات رمزية أعدها مركز القاهرة لتسوية المنازعات،
بينما قام ممثل الأمم المتحدة بتقديم هدايا تذكارية لوزارات الخارجية والدفاع والداخلية،
تعبيرا عن التقدير والامتنان للمساهمات المصرية المقدرة والمستمرة في عمليات حفظ السلام.