الأحد 24 نوفمبر 2024

28 عامًا على استرداد طابا.. مصر اليوم في عيد

  • 19-3-2017 | 11:28

طباعة

تقرير: مصطفى الجنيدى

تعالوا معانا إذا الليل طَابا
نُهنئ مصر بعودة طابا
يعود الوليد إلى أمه
تحنّ الضفاف إلى ضمّه
فيهنأ بالدفء في حُلمه
فهيّا معنا نهنئ مصر بعودة طابا

"فهيّا معنا نهنئ مصر بعودة طابا" أنشودة وطنية للشاعر عبدالحميد محمود شاركت بها المطربة سوزان عطيّة أواخر الثمانينات ليشدو معها المصريين فرحًا وسعادة بعودة جزء أصيل من أرض وتراب الوطن في 19 مارس 1989 .

28 عامًا بالتمام والكمال مرت على استرداد طابا ورفع العلم المصري على تلك البقعة الغالية من تراب الوطن ، بعد معركة دبلوماسية وقانونية خاضتها مصر منذ تحرير سيناء "من دون طابا" في 25 إبريل عام 1982 ولمدة 7 سنوات كاملة في واحدة من اهم المعارك الدبلوماسية المصرية .

«الهلال اليوم» تستعيد مع القرّاء تاريخ 1020 مترًا من أرض الوطن والتي نجحت القيادة السياسية في ذلك الوطن باستردادها ليرُفع علم مصر خفاقًا فوق أرض طابا معلنًا للعالم أجمع استرداد آخر نقطة حدود مصرية واستكمال السيادة الكلية لمصر على «أرض الفيروز»، مشددًا على أن مصر لا تترك شبرًا من أراضيها لغيرها يفرض سيادته عليه.

ملحمة طابا من الأحداث المهمة التي فرضت نفسها على الوجدان الوطني المصري، بل على الوجدان العربي، فبالرغم أن طابا قطعة صغيرة من الأرض لا تتجاوز مساحتها 1020 مترًا، إلا أن مصر كانت ترى دائمًا ولا تزال أن أرض لا تقبل التجزئة، وأن كل حبّة رمل في منطقة طابا تمثل مصر كلها، لأنها جزء من ترابها، فهي رمز للسيادة المصرية.
في 19 مارس من كل عام يتوقف المصريون بفخر وعزة ليعيشوا يومًا خالدًا في تاريخ الشعب المصري، فهو يوم لا ينسى، يوم استرداد طابا وعودتها إلى أحضان الوطن الأم.

هنا طابا

تعد طابا آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة، وتمثل أهمية استراتيجية وسياحية، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ حوالي 240 كم، وتجاورها مدينة إيلات وتمثل المنطقة الواقعة بين طابا شمالًا وشرم الشيخ جنوبًا أهم مناطق الجذب والتنمية السياحية بجنوب شبه جزيرة سيناء، أما عن تاريخها فما قبل 1892 وبعدما توفي الخديوي توفيق وكان يتعين على الباب العالي أن يصدر فرمانا بتولي ابن الخديو توفيق "عباس حلمي الثاني" عرش مصر.

نظرة تاريخية

كان السلطان العثماني "عبد الحميد الثاني" يريد تحجيم وجود الاحتلال الإنجليزي في أراضي الدولة العثمانية، فقد أصدر فرمانًا يحرم مصر من أي وجود على خليج العقبة مما أثار قضية عرفت باسم "قضية الفرمان" والتي انتهت بتراجع الباب العالي وبالاتفاق على حدود واضحة لمصر من الشرق تقع من نقطة شرق العريش أو رفح إلى نقطة تقع على رأس خليج العقبة .
النزاع بين الدولة العثمانية وبريطانيا.

في عام 1906 أثيرت قضية عرفت باسم قضية طابا، قررت الدولة العثمانية وضع عدد من الجنود ومدفعين على رأس طابا، مدعية أن طابا ملكًا لها إلا أنها اضطرت أيضًا للتراجع وإخلاء الموقع وقرر الاحتلال الانجليزي وضع حدود مرسومة ومعترف بها دوليًا لمصر التي كانت بالطبع تشمل طابا والمنطقة المطلة عليها من البحر.

وفي 1922 وبعد أن اعترفت إنجلترا بمصر كدولة مستقلة ذات سيادة في تصريح 28 فبراير أعطيت الحدود طابعًا دوليًا، كما أن قيام الانتداب البريطاني على فلسطين عزز هذه الحدود وسماها الحد الفاصل، وفي 1956 و بعد خروج العدوان الثلاثي الذي شنته انجلترا وفرنسا وإسرائيل، على مصر تم توقيع اتفاقيات للهدنة بين مصر وإسرائيل ووافقت إسرائيل على خط الهدنة الذي حدد خارج أراضي طابا والجزء المطل على البحر.

طابا.. الاحتلال حتى التحرير

وفي 5 يونيو 1967 احتلت إسرائيل كل سيناء بما فيها طابا وبعد حرب 6 أكتوبر وانتصار مصر فيها وبعد مباحثات السلام بين مصر وإسرائيل، وفي 1979 وقّع الرئيس السادات معاهدة كامب ديفيد التي تطالب إسرائيل الخروج من كل سيناء، وفي 25 أبريل 1982 خرجت إسرئيل من كل سيناء ما عدا “طابا” إلى أن خرجت منها بعد جولات من المباحثات والتحكيم الدولي وتم جلاء الإسرائيليين عنها في 19 مارس 1989، وقام الرئيس الأسبق حسني مبارك برفع العلم عليها، واعتبر هذا اليوم "عيد تحرير طابا".

مراحل الانسحاب

ومرّت عملية الانسحاب الإسرائيلي من سيناء بثلاث مراحل، المرحلة الأولي: النتيجة العملية المباشرة للحرب‏، والتي انتهت في عام‏ 1975‏ بتحرير‏8000‏ كم‏ مربع‏، وتطبيق السلام بين الطرفين، وخلال هذه المرحلة تم استرداد منطقة المضايق الإستراتيجية وحقول البترول الغنية على الساحل الشرقي لخليج السويس‏.

المرحلة الثانية: في الفترة من 1979 حتى 1982 وذلك في إطار معاهدة السلام، وفيها انسحبت قوات الاحتلال بشكل كامل من خط العريش ورأس محمد‏، وخلالها تم تحرير ‏32000‏ كم‏ مربع‏ من سيناء ليصبح إجمالي الأراضي المحررة‏ 40000‏ كم‏ مربع‏ وتمثل ثلثي مساحة سيناء‏.

أما المرحلة الثالثة والأخيرة والتي ‏تمت خلالها انسحاب إسرائيل إلي خط الحدود الدولية الشرقية لمصر‏،‏ وتحرير‏21000‏ كم‏‏ مربع من سيناء.

في يوم ‏25‏ إبريل ‏1982‏ تم تحرير كل شبر من سيناء، ذلك اليوم الذي تم تخصيصه للاحتفال بالعيد القومي لمحافظة شمال سيناء، إلا منطقة أو مدينة طابا إذ تلكأت إسرائيل كعادتها ولم تنسحب منها بحجة أن هذه المساحة 1020 مترًا لا تقع ضمن الأراضي المصرية، وقتها شهدت مصر معارك دبلوماسية وسياسية لتحرير هذه البقعة استغرقت سبع سنوات من الجهد.

جاء أول إعلان عن مشكلة طابا في مارس 1982 قبل شهر واحد من إتمام الانسحاب الإسرائيلي من سيناء، عندما أعلن رئيس الجانب العسكري المصري في اللجنة المصرية الإسرائيلية أن هناك خلافًا جذريًا حول بعض النقاط الحدودية خاصة العلامة 91، وحرصًا من القيادة السياسية المصرية على إتمام الانسحاب الإسرائيلي، اتفق الجانبان على تأجيل الانسحاب من طابا وحل النزاع طبقًا لقواعد القانون الدولي وبنود اتفاقية السلام، تحديدًا  "المادة السابعة" والتي تنص على أن تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير المعاهدة عن طريق المفاوضات، وإذا لم يتيسر حل الخلاف يتجه للتوفيق أو التحكيم.

وظلت إسرائيل تماطل في عملية التفاوض والتحكيم لمدة أربع سنوات، إلى أن وافقت في نهاية الأمر وبعد الضغط من الجانب المصري والذي رفض التفريط في أي حبة رمل من رمال سيناء الغالية ووافقت على التحكيم في يناير عام 1986، ودخل الجانبان في مفاوضات لصياغة مشارطة التحكيم والتي انتهت في سبتمبر من نفس العام.

كانت مصر وقتها واثقة من حقها التاريخي في طابا فاستخدمت كافّةً الوثائق الدبلوماسية والقانونية والمخطوطات النادرة لإثبات حقها، ومثلت الوثائق 61% من الأدلة المادية، وخاضت مصر معركة قانونية فريدة بتشكيل فريق وطني كامل ومتنوع من خيرة رجالها عكفوا على أعداد الدفوع والحجج القانونية الدولية اليقينية والوثائق الدامغة والخرائط، ومن الدلائل التي مثلت وقتها تبعية “طابا” للأراضي المصرية، طبيعة المدينة نفسها، حيث شجر "الدوم" الشهير والذي كان وقتها من أهم مميزاتها، وصور الجنود تحت ظله.

ونجحت مصر في النهاية، وبعد العديد من المعارك القانونية والتي استمرت لوقت طويل في استعادة "طابا"، بعد أن  أصدرت هيئة التحكيم الدولية حكمها في 27 سبتمبر 1988 بأحقية مصر في ممارسة السيادة على كامل ترابها، فقد تم إثبات 10 علامات حدودية لصالح مصر من مجموع 14 علامة بأغلبية 4 أصوات ضد صوت واحد، واثبات 4 علامات لصالح مصر بإجماع الأصوات الخمسة، وأمتد عمل هيئة الدفاع المصرية بعد صدور الحكم ومراوغات إسرائيل في التنفيذ إلى عقد جولات أخرى من الاجتماعات لتنفيذ حكم التحكيم وتسليم طابا بمنشئاتها إلى مصر حتى وصلت إلى المرحلة الأخيرة بتسليم طابا في 15 مارس 1989 ورفع العلم المصري عليها في 19 مارس.

الأرض تدافع عن نفسها

تمثلت دلائل تبعية طابا للأراضي المصرية، في طبيعة المدينة نفسها، حيث شجر الدوم الشهير والذي كان وقتها من أهم مميزاتها، وصور الجنود تحت ظله، والسجال الذي دار بين الدولة العثمانية وبريطانيا على حدود مصر، وتبقى فقط السؤال حول المواقع الحقيقية للعلامات الحدودية المتنازع عليها التي وصل عددها إلى 14 منها العلامة 91 والتي قامت إسرائيل بتحريكها.

وتشكلت هيئة الدفاع المصرية من فريق قانوني وأساتذة تاريخ وجغرافيا ودبلوماسيين ذات ثقل وكذلك عدد من الخبراء العسكريين، قدموا آلاف الوثائق والأدلة التاريخية من المندوب السامي البريطاني والخارجية والمخابرات المصرية وتقارير مصلحة الحدود عام 1931.

جيش مصر لا يقبل الهزيمة

في ذكرى تحرير طابا يجب أن يتذكر المصريون بكل فخر تضحيات جيش مصر العظيم الذي رفض الهزيمة، وقاتل جنوده بقلوبهم وعقلوهم وضحوا بحياتهم في سبيل الوطن وصون مقدساته، ويجب أن يتذكر المصريون أيضًا فريق الدفاع عن طابا الذي ضرب المثل في الوطنية وأعمال العقل في مواجهة عدو مراوغ لا يقبل ولا يعرف سوى لغة القوة.‏

 

طابا وفريق التفاوض

كان أداء فريق التفاوض المصرى الذى ضم خبراء من جميع الاتجاهات السياسية على أعلى مستوى، وأدار معركة وطنية بامتياز، وقدّم كل الوثائق على أحقية مصر فى السيادة على طابا، حتى رضخ العدو الإسرائيلى فى النهاية، رغم محاولات المراوغة المعهودة بتسليم طابا ومنشآتها إلى مصر، حتى بلغت الملحمة ذروتها برفع العلم المصرى على طابا يوم 19 مارس 1989.

وتكوّن فريق التفاوض من 9 شخصيات مصرية استطاعوا تحقيق حلم الشعب برفع العلم على أرض طابا وهم:
 


نبيل العربي

دكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية منذ 15 مايو 2011 ووزير خارجية مصر من 7 مارس 2011 في حكومة رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف، يصف الإعلام الإسرائيلي نبيل العربي بأنه "رجل معادي لإسرائيل".

تخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1955، وحصل على ماجستير في القانون الدولي، ثم على الدكتوراه في العلوم القضائية من مدرسة الحقوق بجامعة نيويورك.

ترأس نبيل العربي وفد مصر في التفاوض، لإنهاء نزاع طابا مع إسرائيل (1985 - 1989)، وكان أيضًا مستشارًا قانونيًّا للوفد المصري أثناء مؤتمر كامب ديفيد للسلام في الشرق الأوسط عام 1978.

وعمل سفيرًا لمصر لدى الهند (1981 - 1983)، وممثلاً دائمًا لمصر لدى الأمم المتحدة في جنيف (1987 - 1991)، وفي نيويورك (1991 - 1999).

عمل العربي مستشارًا للحكومة السودانية في التحكيم بشأن حدود منطقة أبيي بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، وعمل قاضيًا في محكمة العدل الدولية من 2001 إلى 2006، وكان عضوًا بلجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي من 1994 حتى 2001، ويعمل كعضو في محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي منذ 2005.

شغل منصب رئيس مركز التحكيم الدولي، والقاضي السابق بمحكمة العدل الدولية والذي كان ضمن القضاة التي أصدرت حكمًا تاريخيًا في يونيو عام 2004 بإدانة الجدار الفاصل التي تبنيه إسرائيل واعتبرته غير قانوني.

مفيد شهاب

الرجل الأول في الدفاع عن قضية مصر لاسترداد طابا، وهو رئيس جامعة القاهرة الأسبق ووزير التعليم العالي الأسبق وشغل منصب وزير المجالس النيابية والشئون القانونية من رجال القانون المصريين.

شهاب حاصل على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية عام  1956، ودرجة الدكتوراه من جامعة باريس 1963.

وشغل منصب عضو الرابطة الطلابية للقانون الدولي بلاهاى 1962، وعضو اللجنة القومية الخاصة بطابا 1984-1988، وعضو هيئة الدفاع المصرية في قضية طابا أمام التحكيم الدولي 1986-1988، وعضو اللجنة القانونية التابعة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان بالقاهرة 1985، وعضو هيئة التحكيم الدولية بلاهاى 1988، ورئيس لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومى التابعة لمجلس الشورى 1989-1997، ورئيس جامعة القاهرة 1993-1997.
 
يونان لبيب رزق
 
مؤرخ مصري معاصر، رأس قسم التاريخ الحديث في كلية الأداب بجامعة عين شمس، وعضو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو مجلس الشوري، والمجلس الأعلي للصحافة.
 
حاصل على ليسانس الآداب قسم تاريخ من كلية الآداب بجامعة عين شمس سنة 1955 ثم ماجستير التاريخ الحديث من جامعة عين شمس سنة 1963 ودكتوراة فى التاريخ الحديث من جامعة عين شمس سنة 1967.

حصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1995، وجائزة مبارك في العلوم الاجتماعية عام 2004، وتوفي قي 15 يناير 2008 بعد صراع طويل مع قلبه المريض.

كمال حسن علي

ولد كمال حسن على في حي عابدين، وكان أبوه من عائلة عريقة في أسيوط وكان قائد عمليات القوات المسلحة المصرية في حرب اليمن.

تولى منصب مدير سلاح المدرعات ثم قائداً عاما للقوات المسلحة عام 1973م وكان قائداً للفرقة 21 العسكرية المسئولة عن إمداد الجيش المصري بالدبابات خلال حرب 1973 فرئيسا لجهاز المخابرات العامة المصرية عام 1975م ، فوزيرًا للدفاع عام 1978م ،وتولى رئاسة مجلس الوزراء كما تولي منصب وزير الخارجية، وأثناء عمله الأخير تولى مسئولية المفاوضات العسكرية مع إسرائيل بعد اتفاقية كامب ديفيد وأكمل جانبها السياسي في استرجاع طابا.

اشترك في حروب مصر ضد إسرائيل منذ 1948م ،وحتى 1973م، وقام بتدوين مذكراته في كتاب باسم "مشاوير العمر" وركز فيه على حرب 1948، ثم مشواره في الخارجية ومشوار المخابرات ومشوار رئاسة الوزراء، وتوفي في مارس 1993.

عبد الحليم بدوي

السفير عبد الحليم بدوي مندوب مصر الدائم الأسبق بمنظمة الأمم المتحدة بنيويورك، وأحد أعمدة الدبلوماسية المصرية، وهو ابن العالم الجليل عبد المجيد باشا بدوى أول قاض عربي ومصري بمحكمة العدل الدولية، وهو الذي وقع عن مصر اتفاقية إلغاء الامتيازات الأجنبية عام 1937، ووقع ممثلا عن مصر ميثاق الأمم المتحدة بسان فرانسيسكو.

وحيد رأفت

دكتور وحيد رجل المعارضة، وأستاذ قانون دولي مصري، حاصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة ، عام 1926 - دبلومات القانون العام والقانون الدولى الخاص والاقتصاد الدولى، ودبلوم معهد الدراسات الدولية العليا من باريس في العام نفسه، دكتوراة في القانون العام من جامعة باريس ، عام 1930.
 
درس الحقوق في جامعة القاهرة، وعمل أستاذ مساعد بالكلية، وأستاذ كرسى القانون عام 1940، ثم قاضى بمحكمة الإسكندرية المختلطة في فبراير 1942، ثم مستشار بمجلس الدولة بالقاهرة ، عام 1946 حتى عام 1952، ثم رئيس إدارة الفتوى والتشريع بدولة الكويت عام 1964، وخبير قانونى لسمو أمير الكويت حتى عام 1972، واختاره المجمع العلمى المصرى في مارس 1980 عضوًا عاملا به.
 
ورشح ليكون العضو المصرى في هيئة التحكيم بين مصر وإسرائيل حول نزاعهما على حدودهما وخاصة في منطقة طابا عام 1982، وقد قدم دكتور وحيد مذكرة قانونية  للدفاع عن حق مصر في طابا ، ولكن رفضت مناقشتها،واعترض هو علي هذا النهج، ورشح بدلاً منه الأستاذ الدكتور حامد سلطان عميد أساتذة القانون الدولي في العالم العربي.

إلا أن الدكتور وحيد رأفت استمر في المشاركة في اللجنة القومية والإسهام بإقتدار عظيم في مداولاتها وسافر الي جنيف مرة واحدة في أكتوبر 1986 لحضور اجتماع تسمية رئيس المحكمة ،وبعد ذلك رحل الدكتور وحيد عن عالمنا في مايو 87 أي قبل أن تبدأ هيئة التحكيم بعشرة أشهر، وبالتالي لم تسنح له للمشاركة في التفاوض على استرجاع طابا.
 حامد سلطان

الدكتور حامد سلطان، أستاذ القانون الدولى، رئيس لجنة التحكيم الدولية عن الجانب المصرى فى قضية استرجاع طابا، كان ليس من ضمن المرشحين في لجنة التفاوض، ولكن بعد الخلاف بين اللجنة ووحيد رأفت تم اختيار دكتور حامد بدلاً منه لاستكمال المفاوضات.

عبد الفتاح محسن

قائد بالقوات المسلحة، وشارك في معركة التبة ‏86‏ في دير البلح بفلسطين أثناء حرب‏1948، وكان ضمن وفد مصر في نظر قضية التحكيم حول شريط طابا الحدودي، وكان مدير هيئة المساحة العسكرية الأسبق،توفي عن عمر يناهز‏79‏ عاما‏.‏

كانت إسرائيل تعرفه جيدا كمفاوض ذكي يدعم وجهة نظر مصر ومواقفها بالمنطق المستند للوثائق والخرائط الدقيقة، وكانت تري فيه رجل مهنة محترف وممتاز، والراحل الكريم من مواليد محافظة الدقهلية في ديسمبر‏1924‏، وتخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة في يونيو‏1948‏ ثم من الكلية الحربية في أغسطس من نفس السنة وحضر عدة دورات تدريبية في الولايات المتحدة الأمريكية في الجيش الأمريكي وعلي مختلف الأجهزة المتعلقة بمجال عمله‏، وفي عام‏1982‏ عين مستشاراً للتعمير والتنمية‏.‏
 السفير حسن عيسى

أول قنصل عام لمصر في إيلات؛ حيث شهد على خروج آخر جندي إسرائيلي من طابا أو من سيناء بشكل عام، وتعرض لمحاولة اغتيال في بيروت، حين كانت السفارة المصرية مهددة في العاصمة اللبنانية خلال التوقيع على اتفاقية "كامب ديفيد".
 
تعلم السفير حسن عيسى اللغة "العبرية" ليتعامل مع الإسرائيليين، ليأمن مكرهم وخطط إخضاعهم بالمفاوضات، معتبرًا ذلك مسئوليته وواجبه على أنه عين لمصر في إسرائيل حتى تمكن من إتمام اتفاقية طابا، وجهت له العديد من الإتهامات بالخيانة، بسبب تعامله مع إسرائيل.

توفي في شهر فبراير من العام 2012 عن عمر يناهز 74 عامًا، وقد شغل الراحل منصب رئيس مجلس إدارة جمعية الشرطة والشعب لمصر منذ عام 2009، إيمانًا منه بأهمية تحسين العلاقة بين الطرفين.

وشارك في عدد كبير من المؤتمرات الجماهيرية قبل ثورة "25 يناير" بين مسئولي أقسام الشرطة في المحافظات المختلفة والمواطنين في مبادرة من الجمعية لتحسين العلاقة بين الشرطة والشعب.

أنشودة النصر

تبارى العديد من المطربين والفنانين لتخليد ذكرى تحرير طابا، حيث سارع جميع الشعراء والكتاب لتسجيل هذه اللحظات التاريخية من عمر، لتخرج سوزان عطية وياسمين الخيام، وشادية في رائعتها مصر اليوم في عيد التي خلّد بها عبدالوهاب محمد "معركة الكرامة" على أوتار الملحن جمال سلامة لتشدو بها "شادية الوطن" في 25 أبريل 1982 على مسرح الزمالك.."سينا رجعت كامله لينا.. ومصر اليوم فى عيد".

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة