أعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ورئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون عن قلقهما بشأن ترتيبات الشراكة الجمركية التي وضعتها رئيسة الوزراء تيريزا ماي أمام الوزراء للوصول إلى اتفاق مع الإتحاد الأوروبي.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن وزير الخارجية إلتقى اليوم الجمعة مع رئيس الوزراء السابق في اجتماع خاص قبل اجتماع مجلس الوزراء المرتقب في المقر الريفي "التشيكرز" ، وذلك عقب اجتماع سبعة من أعضاء الحكومة في وزارة الخارجية لمناقشة مخاوفهم.
ووافق جونسون والكاميرون على أن الخطط التي قدمتها رئيسة الوزراء كانت "أسوأ ما في كل العالم"، حيث أخبر جونسون كاميرون أنه يجب أن يفخر في نهاية المطاف بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، بعد أن دعا إلى تنظيم الاستفتاء ، بدلا من الاستمرار في التعبير عن الشكوك، طبقا للصحيفة.
وأشارت مصادر في "داوننج ستريت" إلى أن الوزير مايكل جوف استبعد بالفعل خفض معايير المملكة المتحدة من أجل تأمين صفقات تجارية، بما في ذلك الدواجن ومنتجات أخرى مثل اللحم البقري المعالج بالهرمونات، قائلا إنه سيكون هناك رد فعل عنيف من المستهلكين البريطانيين.
وتوضح الجملة السابقة من نفس الوثيقة أن الالتزام التام بمعايير الاتحاد الأوروبي لا يستبعد إمكانية توقيع صفقات التجارة الحرة مع الدول الأخرى.
وبدأ الوزراء في الوصول إلى مقر رئيسة الوزراء في باكينجهامشير قبل فترة وجيزة من التاسعة والنصف من صباح يوم الجمعة. وسيقوم الوزراء بتسليم الهواتف المحمولة والساعات الذكية لرجال الأمن ، وكذلك لمنع المزيد من التسريبات.
وتنص ترتيبات "ماي" الجمركية المقترحة أن تحصِل المملكة المتحدة الرسوم الجمركية الأوروبية بمساعدة تكنولوجيا ذكية، ما يثير حفيظة المعادين للاتحاد في حكومتها، إذ يعتبرون ذلك خضوعا لبروكسل، كما أن المشروع سيلقى رفض الاتحاد الأوروبي الذي أعلن أنه "سيسمح للمهربين بدفع القليل من المال ونقل سلعهم إلى دول الاتحاد".
وفي حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق تجاري وترتيبات جمركية، فإن ذلك سيعني أن الشركات البريطانية ستعامل في أوروبا مثلها مثل الشركات الأجنبية، وفقا لقوانين منظمة التجارة العالمية.
ومن المنتظر أن تصدر الحكومة البريطانية، في اجتماع اليوم الجمعة، بمنتجع "تشيكرز هاوس" الصيفي، مسودة تقترح خطط الخروج من الاتحاد الأوروبي، وخصوصا في ما يتعلق بالترتيبات التجارية والجمركية المستقبلية والهجرة.
وتواجه حكومة المحافظين بقيادة رئيسة الوزراء تيريزا ماي، تحديات مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التي يطلق عليها اختصارا مفاوضات "بريكست"، وترتيب طبيعة العلاقات التجارية الجديدة مع دول المنظومة الأوروبية وبناء شراكات تجارية في فترة ما بعد الطلاق النهائي المتوقع في مارس 2019.