السبت 18 مايو 2024

دعم صيني لمصر في ملف سد النهضة.. بكين تطالب أديس أبابا بعدم الإضرار بمصالح مصر المائية.. ودبلوماسيون: ما حدث نجاح لجهود «شكري».. ومرونة كبيرة بملف المفاوضات عقب تولي «بن أحمد»

تحقيقات9-7-2018 | 16:57

بيومي: تساهم في إنجاز ملف المفاوضات

اللاوندي: الصين تدعم مصر بناءً على علاقتهما التاريخية


أكدت دبلوماسيون قدرة الصين على مساعدة مصر في ملف سد النهضة الإثيوبي، والمساهمة في الحفاظ على حقوق مصر المائية وتحريك المياه الراكدة في ملف المفاوضات بين الدول الثلاث "مصر- إثيوبيا-السودان"، مؤكدين أن دعوة الصين اليوم لأديس أبابا للمحافظة على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل مع الوصول لصيغة توافقية تحافظ على حقوق البلدين وتمنع الأضرار المترتبة على تشييد السد الإثيوبي، لافتين إلى أن العلاقات التاريخية بين القاهرة وبكين تسمح للصين بتقديم الدعم الكامل لمصر في الملف المائي، مشيرين إلى أن تمويل الصين للسد يساهم في عملية الضغط على الجانب الآخر للاستجابة للمطالب المشروعة لمصر، كما لفتوا إلى أن ملف المفاوضات شهد تحركا واسعا منذ تولي بن أحمد رئاسة الحكومة الإثيوبية.

ودعت الصين، اليوم، إلى ضرورة التوصل إلى صيغة تعاونية بشأن سد النهضة الإثيوبي، تمنع وقوع أضرار على مصر.

جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية المصرية سامح شكري ونظيره الصيني وانج يي، على هامش أعمال الدورة الثامنة لمنتدى التعاون العربي الصيني، في بكين التي تنطلق اجتماعاتها، الثلاثاء.

وأشار وانج يي إلى ضرورة التوصل إلى صيغة تعاونية بالنسبة لسد النهضة، تحقق مصالح الطرفين (مصر وإثيوبيا) وتحول دون وقوع أي أضرار على استخدامات مصر من مياه النيل.

 

ثمار زيارة شكري الناجحة

قال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن توجيه الصين رسالة إلى دولة أثيوبيا تحثها فيها على المحافظة على حقوق مصر المائية وتجنب الآثار السلبية لبناء سد النهضة وضرورة الوصل إلى صيغة توافقية تحافظ على حقوق البلدين، يأتي ضمن النتائج الإيجابية لزيارة وزير الخارجية سامح شكري لدول الصين للمشاركة في المنتدى العربي الصيني الذي ينطلق غدا.

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ«الهلال اليوم» إن العلاقات المصرية الصينية تاريخية وتمكن مصر من الحصول على الدعم الصيني الكامل وخاصة أن مصر كانت من أوائل الدول التي اعترفت بالصين الشعبية عام 1956، وأكد البعض إنها أحد أسباب العدوان الثلاثي على مصر، مؤكدا أن مصر من الممكن أن تكون السوق الرئيسي للصين في منطقة الشرق الأوسط للهروب من التضييق الأمريكي عليها.

ولفت "بيومي" إلى أن تمويل الصين وبعض الدول العربية والغربية للسد يأتي بجانب استثماري بحت بعيد عن السياسة، لافتا إلى أن تمويل الصين للسد يجعل لها تأثير في الضغط على الجانب الأثيوبي.

وأكد السفير جمال بيومي، أن هناك تحسن كبير في ملف سد النهضة الأثيوبي منذ تولى بن أحمد رئاسة الحكومة الأثيوبية، بجانب دور مصر المحوري في الملف الخارجي والتواصل مع بعض الدول للضغط على الجانب الأثيوبي لعدم الإضرار بمصلحة مصر المائية.


إنجاز ملف المفاوضات

قال الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية، إن مطالبة الصين اليوم أثيوبيا بعدم الإضرار بمصالح مصر المائية والتواصل إلى صيغة توافقية بين البلدين للحفاظ على الحقوق المائية، يرجع إلى علاقة الصين التاريخية بمصر وزيادة التعاون بين البلدين.

وأكد خبير العلاقات الدولية لـ«الهلال اليوم» إن الضغط الصيني على الجانب الأثيوبي سيساهم في سرعة المفاوضات الثلاثية الخاصة بشأن التأثيرات السلبية لسد النهضة ويحافظ على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، مشيرا إلى أن الصين تسعى لتوطيد علاقتها مع القاهرة ودول الشرق الأوسط بعد التضييق الأمريكي على الاقتصاد الصيني.

ولفت إلى أن العلاقات المصرية الصينية متوطدة لأن القاهرة قدمت الدعم الكامل لبكين إثر الثورة الشعبية واعترفت بالكيان الجديد المترتب عليها عام 1956 في عصر الرئيس الراجل جمال عبدالناصر.