حوار: موسي صبري
استطاع الفنان محمد علي رزق أن يحقق نجومية كبيرة بين شباب جيله حيث لفت أنظار الجمهور بموهبته الفذة وأظهر قدراته التمثيلية بشكل أبهر المخرجين في أكثر من عمل اقتنص الفرصة من بين أنياب السبع، ليثبت نفسه بين الكبار تحدث للـ"الكواكب" في حوار خاص عن مسلسله "كابتن أنوش" والاشكاليات التي حدثت حوله ومسلسل " الاب الروحي" وأعماله الدرامية القادمة في رمضان في مسلسلات " الحصان الاسود" و" لمعي القط" و" ازي الصحة" كل هذا وأكثر في ثنايا الحوار التالي:
كيف تقيم تجربتك الكوميدية في مسلسل" كابتن أنوش" الذي يذاع حاليا علي فضائية مصر mbc ؟
المسلسل فكرة وتأليف الكاتب المتميز أحمد أبوزيد الذى تناول فكرة وتيمة كوميدية تعتمد علي المواقف المتباينة بين أب متعصب لفريقه وابنته الزمالكاوية وابنه الذي لا يفقه شيئاً في الكرة والفكرة ليست متعلقة بفريق الاهلي والزمالك كما يردد البعض ولكن هي عبارة عن تيمات ذات حبكة درامية تتخللها مواقف كوميدية ليس إلا.
لكن العمل يناقش فكرة التعصب الكروي بين الناديين الكبيرين الاهلي والزمالك الا تتوقعون الهجوم علي المسلسل من جمهور الناديين؟
إطلاقا هذا كلام غير صحيح بالمرة خاصة وأن فكرة التعصب موجودة منذ قديم الازل في أعمالنا السينمائية وهذا ليس جديداً ففي فيلم " رجل فقد عقله" قدم النجم عادل إمام والنجم فريد شوقي هذه الفكرة ولكن بشكل كوميدي لطيف بعيداً عن التعصب الذي تقصده وفي فيلم «4،2،4» نوقشت هذه الفكرة عن طريق الاب الذي يملك نادياً وكان متعصباً لناديه ولكن مع تطور الزمن والاحداث الكروية قدمنا " كابتن أنوش" بشكل مختلف يحافظ علي السياق العام للأحداث والذوق الرفيع الذي يتحلي به الناديين بعيداً عن تعمد التعصب الكروي وهناك مشاهد وإفيهات كوميدية فى الأفلام القديمة جمعت الفنان صلاح ذو الفقار وحارس عقار عندما قال له أنت لسه بتشجع الزمالك فرد عليه وقال «ربنا يدينا حظ من بتوع الاهلي» ومشهد آخر جمع بين استيفان روستي مع فريد شوقي يتناولان الافيهات بشأن تشجيع الناديين وهناك جزء صغير من الجمهور لم يتقبل المساس بالناديين ولكن الشريحة الأكبر تفهمت هذا النوع من الكوميديا بالفعل وتفاعلت مع كل الاحداث الدرامية وأحبتها.
شخصيتك في المسلسل كانت مثيرة وملفتة للانتباه كيف تمكنت من إبرازها بهذا الشكل؟
الشخصية كانت تحتاج الي مجهود كبير من التركيز لأن مناطق الكوميديا فيها صعبة للغاية ومناطق التمثيل بها مختلفة عن الذي قدمته من قبل وحتمية الدور تطلبت مني التحضير بشكل معين مع المخرج معتز التوني حتي تتضح معالمها الفنية كما ظهرت للجمهور، فاللعب في منطقة الكوميدية الصريحة أمر في غاية الصعوبة بالنسبة لأي ممثل لذلك وفقت في تقديم الدور بكاريزما خاصة بشهادة الجميع.
أثناء متابعتي للمسلسل شعرت أن الكاتب والمخرج استقطبا كل الفنانين الكوميديان الذين حققوا نجاحا في السنوات الأخيرة وجمعاهما في هذا العمل هل يعتبر ذلك استثمارا لضمان نجاح العمل من وجهة نظرك؟!
الامر لا يقاس بهذا الشكل فكل فريق العمل كانت لكل منهم تركيبة كوميدية خاصة به وظفها معتز التوني بشكل مبهر في هذا المسلسل ولا غضاضة في تجميع هذه التوليفة في عمل واحد، المهم مدي تأثير الادوار والشخصيات علي مجريات الاحداث وتفاعل الجمهور مع المسلسل وهذا ما حدث كما أن هذا العمل كان به كم من الفنانين الاخرين منهم الفنان القدير فايق عزب وحمدي الوزير وعبير صبري وسلوي عثمان وغيرهم من النجوم فالعمل لم يتوقف علي ويزو أو محمد ثروت أو بيومي فؤاد او محمد علي رزق.
هل صنفك الجمهور كممثل كوميديان بعد أن تميزت في مثل هذه الادوار أم ماذا؟
الكوميديا هى الطريق الاسهل لقلوب الجمهور ولكنها تحتاج مني بذل مجهود مضاعف ومناطق تمثيل أصعب من الادوار العادية وكوني تميزت فيها فهذا يصب في صالحي في المقام الاول ولكن أنا لا أصنف كممثل كوميديان فقط، فقد قدمت مسلسل «بعد البداية» مع النجم طارق لطفي ومسلسل «الميزان» مع الفنانة غادة عادل والمخرج أحمد خالد موسي ومسلسل «السبع أرواح» ومسلسل «ذهاب وعودة» مع النجم أحمد السقا" ومسلسل «الأب الروحي» الذي يذاع حاليا وجميعها تبتعد عن الكوميديا وقد أثبت نفسي فيها فأنا ممثل أجيد التنوع وضد التصنيف كما أن معتز التوني أعادني بعد فترة إلي منطقة الكوميدية الصريحة في مسلسل «كابتن أنوش».
تخوض ثلاث تجارب درامية في رمضان القادم ماذا عنهم؟
هذا صحيح فأنا أقدم مسلسل «الحصان الاسود» مع النجم أحمد السقا ورشحني فيه صديقي المخرج أحمد خالد موسي الذي لم ينحز لشخصي ولكن تركيبة الدور تطلبت منه ذلك وهو مؤمن بقدراتي التمثيلية، ومن المعروف عنه أنه عمل مع فنانين لأول مرة والامر ليس متعلقاً بمدي علاقته بفنان أو آخر فالدور هو الذي ينادي صاحبه وهناك بعض أصدقائه لم يعملوا معه حتي الآن، وكما أننى أخوض تجربة أخري في مسلسل" ازي الصحة" مع الفنانة آيتن عامر والفنان أحمد رزق رشحني فيها المخرج ابراهيم فخر وهذا أول تعاون لى معهم وأتمني أن أكون عند حسن ظنهم، وهناك تجربة ثالثة في مسلسل " لمعي القط" مع الفنان محمد امام رشحني لها المخرج المتميز عمرو عرفة والذي سبق وأن قدمت معه أكثر من عمل، كما أننى أقدم شخصيات مختلفة تماما وهناك تحد من نوع خاص حول شخصية الضابط المتكررة التي أقدمها في مسلسلي" ازي الصحة" و" لمعي القط" ولكن التناول مختلفا شكلا ومضمونا ورغم التعب والجهد الا أني احاول الصمود والتحدي لاثبت نفسي من خلال الثلاث شخصيات " رامز وسعيد وأشرف في رمضان.
قدمت شخصيات مركبة متعددة كيف تستطيع الخروج من أسرها؟
أنا اندمج مع الشخصية بكل تفاصيلها والخروج منها أمر يحتاج إلى مجهود كبير وقد سبق وان انحني ظهري من تقديم دور الرجل العجوز في مسرحية " الاسكافي ملكاً " ونفس الشئ تكرر معى عندما حدث في مخارج الالفاظ لشخصية ياسر في مسلسل «الميزان» وكذلك «التهتة» التي طلبت مني في مسلسل «من الجاني» كل هذه الأدوار يصعب الخروج منها ولكن كان لدي الخبرة الكافية للتعامل مع هذا الموقف في المسرحية والموضوع لم يأخذ مني أكثر من وقت قصير فقط.
وما رأيك في الشخصية الداعشية التي قدمتها فى مسرحية «أهلا رمضان» ومن وجهة نظرك ما الاسباب التي تدفع مثل هؤلاء المتطرفين للجوء إلي العنف ؟
هذه الفئة منقسمة إلي قسمين أحداهما مغيب تماما يجهل كل ما يفعله والقسم الثاني يعلم جيدا ما يفعله لحسابات خاصة ويستغل شره في تغيب القسم الآخر وأنا غير متعاطف مع الشخصية الداعشية علي الاطلاق وهذا ما أردت إيصاله في المسرحية وقد ظهر جليا في بعض المواقف عندما استفاق هذا الداعشي من كبوته وطلب منه احد الدواعش الآخرين رفع السلاح وارتكاب جريمة قتل ولم يفعل وتراجع عن ذلك، فهذه رسالة ضمنية عامة أوصلتها من خلال الاحداث.
وما تقييمك للحالة التي صنعها محمد رمضان من خلال أعماله الفنية ومواقفه التي يثيرها علي «السوشيال ميديا» باعتباره صديقاً لك ؟
محمد رمضان نجم وممثل متنوع ويعتبر من أذكي شباب جيله قدم أعمالا ستحيا في الذاكرة مثل فيلم «شد اجزاء» ومسلسل «ابن حلال» في المقابل قدم أعمالا واجهت نقداً من الناس ولكنه كان في مرحلة الانتشار وهو الآن قد نضج فنيا ويستخدم ذكاءه الفني في ان يصل إلي جميع الطبقات والشرائح واقتنص الفرصة، ونفس هذا الأمر قد يتعرض له أي فنان، وأنا شخصيا قدمت دوراً في فيلم " كرم الكينج " وهو صديق محمود عبدالمغني الذي يتعاطي المخدرات ولكن الموضوع هنا في كيفية التناول والرسالة التي نريد توصيلها فمحمد رمضان قد اخطأ ولكنه لم يرتكب ذلك الجرم العظيم الذي لا يقبل المسخرة فأتمني ألا نتحامل علي الفن باعتباره برنامجاً تعليمياً يصدر أوامر للمجتمع ولكن الفن مرآة للشعوب نقدم من خلاله حدوتة وموضوعاً كل شخص يفهمه علي حسب تفكيره كما أن العقليات والظروف اختلفت فمن الصعب مثلا ان نكرر أفلاماً كانت القبلة أمراً عادياً ونقدمها حاليا وأننا سنتعرض للنقد اللاذع.
وكيف تري تجربتك مع المخرج العبقري يسري نصر الله في فيلم " الماء والخضرة والوجه الحسن ؟
استفدت من هذه التجربة وصقلتني فنيا بشكل كبير وامسكت بكافة تفاصيلها مع مخرج يعتمد علي الاحساس الداخلي للممثل وهو صاحب واقعية يتحلي بها دائما وقد تعرفت علي منهج جديد من خلاله في عالم التمثيل وجمعتني علاقة وطيدة بأبطال العمل مثل منة شلبي وليلي علوي وباسم سمرة بالاضافة الي توطيد صداقتي مع لما والشرنوبي ومحمد فراج أصدقائي الذين اكن لهم كل الحب والاحترام.
لاحظت أن هذا الفيلم واقعي ودورك كان به كوميديا خاصة هل تعمدت ذلك ام ماذا ؟
شخصية " المرمطون " التي قدمتها فيه، بها كوميديا وتعمدت إظهار ذلك بطريقة غير مباشرة والدور كان يتحمل ذلك واستأذنت استاذ يسري نصر في تقديم الدور بهذا الشكل ووافق وتحمس للموضوع فالتركبية الدرامية للدور استدعت ذلك.
وماذا عن مسلسل" الاب الروحي " ودورك فيه؟!
أقدم تجربة مهمة ومثيرة فنيا" مع النجم محمود حميدة وأقدم فيه دور شاب يدعي عزيز متربي في ملجأ ايتام ويساعده محمود حميدة في حياته الشخصية وهذا الدور تحديدا ستكون له بصمة كبيرة في مشواري الفني.