كشفت الحسابات الفلكية عن تعامد الشمس على الكعبة المشرفة اليوم الأحد للمرة الثانية والأخيرة لهذا العام، وهو تطبيق فلكي عملي يستفاد منه في تحديد اتجاه القبلة في أي مكان على مستوى سطح الأرض بدقة متناهية.
وأوضح رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الدكتور حاتم عودة أن تلك الظاهرة تحدث عند زوال الشمس وقت الظهر في مكة المكرمة، عندما يكون ميل الشمس مساويا لخط عرضها، وتتكرر مرتين في العام خلال حركة الشمس بين الصيف والشتاء، وتأتي ضمن الرحلة الظاهرية السنوية للشمس بين مداري الجدي والسرطان لتكون متعامدة على كافة المدن الواقعة بين هذين الخطين.
وأضاف أن هذه الظاهرة الفلكية لا تمثل أي مناسبة دينية، وإنما هي مجرد تطبيق فلكي لتحديد اتجاه القبلة بدقة متناهية، مشيرا إلى أنه عند رصد الشمس لحظة تعامدها على الكعبة فإن مركزها يكون في اتجاه الكعبة تماما أي في اتجاه القبلة.
ولفت إلى أنه يمكن أن ترى الشمس في تلك اللحظة في كل الأماكن التي تقع فيها هذه اللحظة نهارا، وهي حوالي نصف الكرة الأرضية، و أرجع حدوث هذه الظاهرة بميلان محور الكرة الأرضية بزاوية 23.5 درجة، والذي يؤدي - بدوره - إلى انتقال الشمس بين مدار السرطان شمالا والجدي جنوبا مرورا بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حول الشمس مرة كل عام، ويكون وقت التعامد في أوقات مختلفة تعتمد على خط عرض كل منطقة، موضحا أن هذا التعامد يعتبر من الطرق القديمة التي استخدمت في تحديد اتجاه القبلة بطريقة بسيطة وفعالة، لا تقل دقة عن تطبيقات الهواتف الذكية في الوقت الحاضر.
وتابع رئيس المعهد إن التعامد الأول للشمس على الكعبة كان فى يوم 28 مايو الماضي عند وقت الظهر بالمسجد الحرام في الساعة 12:18 ظهرا (بالتوقيت المحلي) اقتربت الشمس من سماء مكة وتعامدت على الكعبة التي اختفى ظلها تماما، وأصبح ظل الزوال صفرا، مشيرا إلى أنه يمكن اختبار هذه الطريقة فى تحديد اتجاه القبلة لكل القاطنين فى المناطق البعيدة عن مكة في السعودية والدول العربية والمناطق المجاورة للقطب الشمالي وإفريقيا وأوروبا والصين وروسيا وشرق آسيا.