الأربعاء 26 يونيو 2024

في ذكرى ميلادها.. سر بكاء فردوس محمد ورفضها هذا الدور

15-7-2018 | 17:33

طلب أحد مخرجي التليفزيون لقاء الفنانة القديرة  فردوس محمد في أواخر عام 1960، ليخبرها بأنه تم اختيارها لدور جديد في إحدى روايات التليفزيون ، وكانت فردوس قد انقطعت عن العمل قبل هذا التاريخ بعام بسبب مرضها، فقد كانت تكتم آلامها ولا تتعاقد مع أي مخرج أو منتج حتى لا يتعطل العمل لو تمكنت منها آلام المرض وهي تؤدي الدور.. واحتراماً للمخرج ذهبت فردوس محمد حسب الموعد، وجلست مع المخرج الذي رحب بها ، وانتهى اللقاء باعتذارها عن الدور لأنها سوف تذهب في رحلة علاجية قصيرة  بالخارج.

 

كانت فردوس محمد قبل هذا اللقاء قد التقت مع أحد مخرجي السينما ليعرض عليها دوراً في أحد الأفلام ، وقد بدأ المخرج في تلخيص الدور المزمع أن تقوم به وقبل أن ينتهي من السرد انفجرت فردوس محمد في البكاء بحرقة وهي تقول : كفاية بقى .. كفاية بقى .. وتعجب المخرج من ذلك الحزن الذي ظهر فجأة على فردوس وبكائها الشديد ، فبدأ يهدئ من روعها .. وبعد أن هدأت وجففت دموعها اعتذرت بلطف شديد عن هذا الدور وانصرفت ، فقد كان الدور الذي عرض عليها هو دور سيدة من أسرة ثرية تتبنى طفلة فقدت أبويها ، ولكن الطفلة تعاني إحساس الوحدة وآلام الغربة أمام هذا العطف المصطنع والإحساس الزائف.

 

لم يعرف المخرج سبب رفض فردوس لذلك الدور وسر بكائها .. فهو لا يعرف أن الدور الذي رشحها له كان بالفعل قصة حياتها الحقيقة .. فقد فقدت أبويها وعمرها ثلاث سنوات وكفلتها أسرة قريبة لأمها ، وعاشت فردوس طفولتها لا تعرف حنان الأم ولا رعاية الأب ، ورغم التربية الحسنة والرعاية من الأسرة التي كفلتها إلا أنها كانت تفتقد نظرة حانية من الأب أو حضن دافئ من الأم .. والتحقت فردوس بمدرسة انجليزية لتنال منها العلوم وعندما بلغت الثانية عشرة من عمرها احتجزتها الأسرة في البيت توفيرا لنفقات الدراسة وانتظاراً لابن الحلال كما كان سائداً في تقاليد العائلات في ذلك الوقت .

وفي صحبة الأسرة كانت فردوس تخرج مع الأسرة مرة كل أسبوع إلى الملهى أو المسرح .. ومن خلال ترددها بدأت تتعلق بملامح نجيب الريحاني وسلامة حجازي وعبد الرحمن رشدي ومنيرة المهدية .. فقد أحبتهم وأحبت عالمهم وحفظت الكثير من أعمالهم ، حتى إذا عادت إلى البيت بدأت تقلد أدوارهم ، وكانت الأسرة تسعد بتقليدها هؤلاء النجوم والرواد ، وأصبحت فردوس "مسلية" للأسرة وللضيوف الذين يترددون عليهم .. وكانت الأسر تتخاطفها في ليالي سمرهم لتسعد بحسن تقليدها ، وفي إحدى السهرات أعجبت سيدة بخفة دمها وخطبتها لابنها وبالفعل تزوجت فردوس في سن الرابعة عشرة .. وبعد خمس سنوات انفصلت عن ذلك الزوج ، فبحسب تأكيدها كانت أسود خمس سنوات في حياتها.

عادت فردوس إلى الأسرة التي كفلتها فلم تجد مكاناً فقررت أن تستقل بحياتها وتبحث عن عمل تعيش منه ، فأقامت بشقة صغيرة في الدرب الأحمر، وكان يقيم بنفس البيت أحد الممثلين بفرقة عكاشة وترتبط فردوس بصداقة قوية مع زوجته ، وطلبت منها فردوس أن يبحث زوجها عن عمل لها ، وبعد يومين سألها الرجل : هل ترضين بالعمل كممثلة؟ ووافقت فردوس على الفور واصطحبها الرجل إلى الفرقة وأصبحت ممثلة ثانوية بها بأجر شهري ثلاثة جنيهات ، واستطاعت أن تلفت الأنظار وتصبح من ألمع الممثلاث في نهاية الموسم ، وانطلقت بعدها فردوس محمد لتصبح أشهر أم في تاريخ المسرح والسينما المصرية .