شهادتنا في دار الهلال مجروحة فنحن
أبناؤها، وقد شهد التاريخ بعراقتها ودورها الثقافي التنويري بجانب ما قامت بتغطيته
من أحداث سياسية في مصر والوطن العربي .
نشأت صداقة قوية بين قيادات دار الهلال وسبعة من
اللجنة التأسيسية للتنظيم للثورة ، وكان أولهم جمال عبد الناصر الذي عاد من حصار الفالوجا
وكانت المصور هي المجلة الوحيدة التي انفردت بنشر صورة عبد الناصر مع أبطال
الفلوجا وقت الحصار، حيث كان في الفرقة الثانية من حرب 1948 مع الضبع الأسود سيد
طه عندما وقعوا في الحصار وتمكن سلام من نشر أخبارهم أسبوعياً بدار الهلال إلى أن عادوا
سالمين.
في بيت حلمي سلام أحد قيادات دار الهلال التاريخية إلتقى عبد الناصر معه لأول مرة من خلال الفدائي البطل معروف
الحضري الذي أمد حلمي سلام بأخبار وصور أبطال الفالوجا ، ومن هنا بدأت الصداقة معه
وطال حديثهم الفساد الذي يضرب بجذوره في صفوف القيادات السياسية وكيفية الخلاص
منه، وفي صيف 1949 تعرف سلام على عبد الحكيم عامر وكمال الدين حسين من خلال ناصر،
وفي عام 1950 تعرف سلام على عبد اللطيف البغدادي قائد الجناح بسلاح الطيران ومعه
حسن إبراهيم قائد الأسراب وقائد الجناح محمد شوكت وكان اللقاء في بيت البغدادي.
دأب هؤلاء الرجال على إمداد سلام بأدق المعلومات
والوثائق لنشرها في المصور، حتى عرض للشعب ما تكتوي به قلوبهم من فساد سعوا بعد
ذلك للقضاء عليه ، وامتدت العلاقة الوثيقة بينه وبينهم حتى قامت ثورة يوليو ، وفي
أول أغسطس عام 1952 وجه اللواء محمد نجيب قائد الثورة خطاب شكر لدار الهلال عند
زيارته لها، والتقى
نجيب خلال زيارته للدار مع صاحبيها إميل وشكري زيدان وفكري أباظة وحلمي سلام والتف
حول نجيب كل أبناء دار الهلال مرحبين وداعمين لثورة يوليو ورجالها الأبطال، ثم
تعددت زيارة نجيب لدار الهلال شكراً وتقديراً وعرفاناً لرجالها ودورهم الوطني
ونصرتهم للجيش المصري.