الأربعاء 27 نوفمبر 2024

فن

وزيرة الثقافة: خطة متكاملة لمواجهة أفكار الإرهاب والتطرف

  • 22-7-2018 | 10:06

طباعة

أكدت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، أن الوزارة تعمل في الوقت الحالي على تنفيذ استراتيجية متكاملة في إطار المواجهة الفكرية الشاملة للإرهاب وحصار الأفكار المتطرفة، مشيرة إلى أن هذه الاستراتيجية، والتي ترتبط ببرنامج الحكومة ( 2018 – 2022 ) تراعي متغيرات العصر، وما تتأثر به أجيال الشباب حاليا، خاصة في ما يتعلق بالأساليب التي يقدم من خلاله المحتوى الفني والثقافي.


وأوضحت وزيرة الثقافة – في حديث خاص مع مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط في بيروت عقب مشاركتها في مهرجان (بعلبك) لإحياء ذكرى كوكب الشرق أم كلثوم – أن خطة الوزارة في مجال المواجهة الفكرية للإرهاب، تقوم على الأفعال الحقيقية التي من شأنها أن تسفر عن نتائج إيجابية على أرض الواقع، وفي مقدمتها تفعيل أدوار مراكز وقصور الثقافة بصورة مختلفة كليا تتسم بالحداثة والتطور، على نحو يجذب الشرائح العمرية المختلفة، خاصة الشبابية، وبما يحول دون سقوطهم في براثن التطرف.


وأضافت إن وزارة الثقافة تبذل جهودا حثيثة على صعيد تطوير قصور الثقافة وتحديثها إنشائيا والتوسع فيها، وكذلك من ناحية المحتوى الفني والثقافي الذي تقدمه، وأساليب وآليات العرض والتقديم والتفاعل، باعتبار أن الأجيال الجديدة تختلف رؤيتها ونظرتها للفكر عموما في الوقت الحالي عن أجيال سابقة، ونظرا لما تمثله (مراكز وقصور الثقافة) من أهمية كبرى وأدوار تنويرية تضطلع بها في إطار المواجهة الشاملة للدولة وحربها على الإرهاب والتطرف.


وأكدت الدكتورة إيناس عبد الدايم أن الواقع الثقافي المصري، مؤهل وبقوة، للقيام بدور محوري في المنطقة العربية، مشيرة إلى أن مصر تتسم بالثراء الكبير في المجالات المعرفية والفنية والثقافية، ولديها إرث ثقافي غير عادي ولا تمتلكه الكثير من دول العالم، وهو الأمر الذي يبعث على الفخر والاعتزاز والطمأنينة.


وأشارت إلى أن "الواقع الثقافي المصري" مؤثر بقوة ويفرض نفسه بالفعل في كافة ربوع المنطقة العربية، في ضوء هذا الثراء المعرفي الثقافي والمواهب الغزيرة في مجالات فنية متعددة.


وأضافت إن الكثير من الدول بدأت مؤخرا في بناء وتشييد محافل ثقافية وفنية، وهذا أمر طيب ومحمود ومحل اعتزاز وتشجيع من جانب مصر، غير أن المحتوى الذي يتم تقديمه عبر هذه المحافل يظل هو المعيار والفيصل، وهو الأمر (المحتوى) الذي تتميز به مصر عن غيرها، حيث تقدم من خلال مراكزها ومحافلها الفنية والثقافية محتوى مميزا يتسم بالعمق والقدرة على التأثير والارتقاء ويعبر عن موهبة أصيلة ونادرة.


وقالت إنه بخلاف الاهتمام الكبير الذي توليه وزارة الثقافة للشباب والمواهب الشابة في مختلف مجالات الفنون والثقافة، فإن الوزارة قامت أيضا مؤخرا، بافتتاح مراكز "لتنمية المواهب لدى الأطفال" والتي تستهدف استخراج الطاقات واكتشاف المواهب الفنية الشابة، ومنحهم مساحة واسعة من تعلم الكثير من أشكال الفنون.


وأشارت إلى أن هذه المراكز تقوم على مستوى جميع المحافظات، بعمل ورش ثقافية وفنية في مجالات المسرح والقصص الأدبية والنصوص المسرحية والإخراج وغيرها من جوانب الاهتمام بالفئات العمرية الشابة، على نحو من شأنه تنمية أفكارهم وتوسيع آفاقهم ومدركاتهم والارتقاء بهم فكريا وثقافيا وفنيا، إلى جانب المحتوى الذي تقدمه بطبيعة الحال هذه المراكز من ندوات وأندية مسرحية.


وقالت إنها عملت على إجراء عملية ربط للمحتويات الثقافية والفنية التي يتم تقديمها من خلال قصور الثقافة في كافة المحافظات، وتكامل كل قطاعات وزارة الثقافة في تقديم المحتوى حتى يكون شاملا ومتكاملا ويتسم بالعمق والقدرة على التأثير.. موضحة أن هذا الإجراء تم بعدما تبين أن المحتوى الذي كان يقدم في محافظة ما، لا يتم تقديمه في محافظة أخرى، بما كان يحول دون إتمام التواصل الثقافي والمعرفي في المحافظات.

ولفتت إلى أن هذا "الربط والتكامل الثقافي والفني" ظهرت نتائجه الإيجابية من خلال افتتاح قصر ثقافة طنطا قبل بضعة أسابيع، حيث جاء الإقبال الجماهيري كبيرا للغاية وغير متوقع، على نحو تم معه إعادة تقديم النشاط الافتتاحي على مدى 6 أيام لمواكبة الطلب الكبير على الحضور.


وأكدت أن الأنشطة الثقافية والفنية التي تتسم بالشمول والتنوع، والتي تقدم عبر مراكز وقصور الثقافة في جميع المحافظات، تلقى إعجابا كبيرا من الجمهور من كافة الفئات والأعمار، فضلا عن أن التفاعل مع الحدث من قبل المواطنين يقدم تجربة ثرية لكافة أفراد الأسرة تجعلهم يعاودون الإقبال على أنشطة قصور الثقافة بصورة أكبر.


وأشارت إلى أن دار الأوبرا وصلت إلى مرحلة كبيرة للغاية من الإقبال الجماهيري على ما تقدمه من محتوى فني وثقافي راقي ومتميز، كونها تخاطب الأعمال المختلفة، ولا يقتصر عملها على نشاط بعينه، ففتحت مساحات مختلفة من التذوق الفني أمام الجميع.


وأضافت إن مشروع (واحة الثقافة) بمدينة السادس من أكتوبر، أوشك على الانتهاء بعد أن كان متوقفا لسنوات طويلة، حيث سيكون بمثابة مركز ثقافي ضخم تقدم من خلاله فنون المسرح وكل الأنشطة الموجودة حاليا بداخل دار الأوبرا، وفصول تعليم وتنمية المواهب وقاعات الفنون التشكيلية والمعارض، مؤكدة أن سيتسم بتنوع ثري في كافة المجالات الفنية والثقافية.. إلى جانب أن المسرح المخصص لدار الأوبرا بمدينة المنصورة يجري العمل فيه على قدم وساق للانتهاء منه.


وتابعت: إن هذا العام سيشهد مجموعة من الأحداث الثقافية المهمة داخل مصر التي تحظى باهتمام عربي ودولي كبير، حيث يجري التحضير لاجتماع وزراء الثقافة العرب بالتعاون مع جامعة الدول العربية، ومهرجان الموسيقى العربية، ومهرجان القاهرة السينمائي الذي ستعقد أعمال دورته رقم 40 في شهر نوفمبر المقبل، إلى جانب الاحتفال المرتقب هذا العام بمناسبة مرور 60 عاما على إنشاء وزارة الثقافة.


وتطرقت وزيرة الثقافة إلى مشاركتها في الحفل الافتتاحي لمهرجان (بعلبك) إحياء لذكرى كوكب الشرق أم كلثوم، مؤكدة أنها حرصت على المشاركة نظرا لما تمثله "أم كلثوم" من قيمة فنية مصرية عظيمة، ترتبط بأحداث تاريخية في الوجدان المصري والعربي.. مشيرة إلى أن أكثر ما أثار الانتباه والإعجاب خلال المهرجان هو نسبة حضور الشباب الكبيرة بين الجمهور الغفير، وتفاعلهم الإيجابي مع أغاني كوكب الشرق، مؤكدة أن هذه الظاهرة ليست قاصرة على لبنان وإنما تظهر أيضا بوضوح كبير في مصر.


    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة