ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الجمعة أن نيجيريا تشهد حاليا صراعا غير معروف على المستوى العالمي لكنه أشد قسوة وأكثر دموية من المواجهات مع جماعة "بوكو حرام" المسلحة .
واستهلت الصحيفة تقريرا لها في هذا الصدد نشرته على نسختها الالكترونية بقولها إنه منذ عام 2009، قتل متطرفو بوكو حرام آلاف الأشخاص في شمال شرق نيجيريا، مما أدى إلى تدمير منطقة بحيرة تشاد وإثارة أزمة إنسانية واسعة النطاق.
ولكن منذ يناير الماضي ، برز في الأفق صراعا آخر أقل شهرة من أزمة بوكو حرام باعتبارها أكثر الصراعات دموية في نيجيريا، لكنه أدى إلى مقتل ستة أضعاف من قتلتهم بوكو حرام في نفس الفترة.
وأضافت الصحيفة " أنه لسنوات، أدت الصدامات الدورية بين المزارعين والرعاة إلى إثارة القلاقل في الحزام الأوسط في نيجيريا، وهو الجزء الذي يفصل بين الشمال والجنوب وموطن العاصمة أبوجا. لكن هذا النزاع اشتد في الآونة الأخيرة، مما أدى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وخلف 1300 قتيل هذا العام، وفقاً لتقرير جديد صادر عن مجموعة الأزمات الدولية".
وجاء في التقرير "أن ما كانت توصف في الماضي بالهجمات العفوية أصبحت حاليا بمثابة حملات لإحراق الأرض، حيث يفاجأ اللصوص القرى في الليل".
وأوضحت الصحيفة أن "المنافسة على الموارد لعبت دورا رئيسيا في الصراع. ولعدة قرون، سافر الرعاة الرحل عبر أفريقيا على طرق المواشي التقليدية، بحثًا عن أراضي رعي خصبة لأبقارهم. لكن التصحر وأزمة بوكو حرام في شمال شرق نيجيريا، بجانب عوامل أخرى، دفعت الرعاة للذهاب إلى الجنوب، حيث يواجهون مجتمعات مستقرّة هناك تكافح بالفعل بسبب الزيادة السكانية".
وأضافت "أن الحوادث التي ربما بدت ذات يوم تحت السيطرة وفردية، مثل قطيع الأبقار الذي يدوس في حقل أحد المزارعين ، أصبحت لديها الآن القدرة على التحول إلى نزاعات واسعة النطاق. وتضمنت الصراعات بين الرعاة ومجتمعات المزارعين حرق قرى بأكملها وتجريفها وتدمير أحد أسباب عيش الفرد. ولقد قام الرعاة في بعض الأحيان بتدمير حقول المزارعين عمداً ، وقام المزارعون في الناحية الأخرى بقتل الماشية وسرقة ماشيتهم".
وكما ذكرت مجموعة الأزمات الدولية في تقريرها، فإن مصدر الاشتباكات قد يكون المعركة على الموارد، ولكن للصراع أيضًا دوافع دينية وعرقية: فيميل الرعاة إلى أن يكونوا مسلمين من جماعة فولاني العرقية، بينما يميل المزارعون في المنطقة إلى المسيحية. ويقول التقرير إن مئات الآلاف من الأشخاص نزحوا الآن فيما تسميه المنظمة البحثية "التحدي الأمني الكبير في نيجيريا". وأضاف أن الاستقطاب الناجم عن ذلك "قد يؤثر على الانتخابات المقبلة ويقوض الاستقرار الوطني في نيجيريا".