السبت 18 مايو 2024

الرئيس.. وأفراح البنات.. تاج فوق رؤوس العائلات

27-7-2018 | 13:59

حقيقة أجد مجموعة من الانفعالات تتملكني الآن، منها الفرحة الشديدة ومنها الرغبة في البكاء من تلك اللفتة الإنسانية التي صرح بها الرئيس السيسي وهي حضور حفل زفاف ابنة أحد الشهداء.. لم أر من يميل على الرئيس ليهمس له بشيء، بل وجدت الأمر نابعاً من الرئيس نفسه ومن يقظته وتركيزه الشديد عندما ألقت الفتاتان كلمتهما المشتركة.

 

فبعد أن ألقت أميرة ابنة الشهيد العميد أ. ح  محمد سعد عياد قائد مركز تدريب الأسلحة والذخيرة الذي اغتالته يد الإرهاب منذ أربع سنوات، كلمتها أمام الرئيس السيسي في حفل تخريج دفعة طلاب كلية الشرطة يوم الأحد الماضي، جلست بعد أن عبرت في كلمتها عن عمق فرحتها بتخرج أخيها في هذه الدفعة وأمنيتها التي ضاعت وهي حضور والدها حفل زفافها.

 

ما كادت تجلس أميرة، ومي ابنة الشهيد العميد مالك مهران، إلا وطُلب على الفور حضور شقيقيهما ليقفا أمام الرئيس الذي طلب منهما الوقوف بجانب شقيقتيهما مع تأدية سلام السلاح تحية لأسرتي الشهيدين.. ويلقي الرئيس المفاجأة التي كادت أن تتفجر الدموع من عينا أميرة عندما قال : "إذا كانت أميرة بتقول بابا كان ح يحضر فرحها .. إن كان يكفيكي إن إحنا نحضر فرحك، ح نحضر فرحك".. وقام الرئيس من مجلسه ومشى إليهم ليحييهم.

 

لفتة شديدة الإنسانية نبعت من قلب الرئيس ليسعد بها قلب أميرة وكل أسرتها ليخفف عنهم آلام فراق شهيدهم وليكون حضور رئيس مصر حفل زفافها فرحة لا تضاهيها فرحة ، وستتباهى الأسرة بذلك الحدث الذي يعد شرفاً يضاف إلى شرف استشهاد عائلهم من أجل مصر، وهدية أخرى من الدولة أخبرت بها عائلة أميرة وهي إقامة حفل زفافها بنادي الأسلحة والذخيرة .

 

يعد الرئيس السيسي هو الحاكم الثاني لمصر الذي يقوم بتلك اللفتات الإنسانية، فما رصده التاريخ يثبت أنه بالفطرة والدوافع الإنسانية ينتهج أسلوب الرئيس جمال عبد الناصر، وهذا ما شعر به شعب مصر قبل أن يتولى السيسي الرئاسة، فقد حملت الجماهير صورة الرئيس عبد الناصر بجوار صورة المشير عبد الفتاح السيسي في ثورة 30 يونيو ، رابطين بوعي شديد وهاتف داخلي بين الشخصيتين .

 

كان أول الأفراح التي حضرها الرئيس جمال هو عقد قران وزفاف ابنة السيد أنور السادات رئيس مجلس الأمة آنذاك، وحضر الرئيس جمال إلى منزل السادات في 15 أكتوبر 1961 بصحبة مجلس قيادة الثورة المشير عامر وحسين الشافعي وزكريا محيي الدين وعبد اللطيف البغدادي وكمال الدين حسين وقد شهد الرئيس وعامر على عقد القران .. وفور حضور الرئيس عبد الناصر إلى منزل السادات ارتمى في أحضانه بتلقائية شديدة أبناء رئيس مجلس الأمة وغمروه بوابل من القبلات .

 

لم يكن ذلك هو عقد القران أو حفل الزفاف الوحيد الذي حضره الرئيس عبد الناصر، فقد حضر بصحبة مجلس قيادة الثورة العديد من الأفراح لأبناء شهداء الوطن وجلس ناصر مع العروسان على مائدة واحدة ، وشهد بنفسه والمشير عامر والسادات على كثير من عقود الزواج وسط الفرحة الغامرة لأسر العروسان الذين تكدسوا في المنازل واصطفوا في النوادي التي تقام بها الأفراح لتحية الزعيم عبد الناصر.

 

وتنشر الهلال اليوم الصور النادرة لحضور الرئيس عبد الناصر حفلات عقد القران والزفاف التي كانت تعد لمحة إنسانية من رئيس مصر وشرفاً يوليه لأسر العروسان لتتباهى به أمد الدهر.  

    الاكثر قراءة